تشهد المؤسسة العقابية بتيجلابين شرق ولاية بومرداس تجندا واسعا من قبل نزلائها من أعوان ومحبوسين للمساهمة في الوقاية من فيروس كورونا بداخل المؤسسة، حيث تصنع حاليا سواعد المحبوسين على مستوى هذه الورشة، منذ أيام قليلة من انطلاق العملية ما بين 500 و600 كمامة يوميا و”التحدي مرفوع للرفع قريبا من العدد ليصل إلى ما يزيد عن 1500 كمامة يوميا”، حسب ما أفاد به مدير المؤسسة، حماني سمير. وتوجه هذه الكمامات التي تصنع بالكامل (تقطيع وخياطة وتعقيم) على مستوى هذه الورشات، إلى تلبية الاحتياجات الداخلية للمؤسسات العقابية عبر الوطن والمحاكم على أن يتم لاحقا مع مضاعفة الإنتاج، توسيع تغطيتها لتشمل خاصة القطاع الصحي الذي هو في حاجة ماسة إليها. وفي هذا الإطار تستقطب ورشة صناعة الكمامات الطبية الوقائية اهتمام عدد كبير من المحبوسين الذين يريدون المشاركة في هذا الجهد التضامني من خلال صناعة هذه الأوقية في ورشة ارتأت إدارة المؤسسة تحويلها لصناعة الكمامات الوقائية تماشيا مع الظرف الحساس الذي تمر به البلاد جراء تفشي وباء كورونا، بعدما كانت تقوم بصنع البدلات الموجهة لإدارة السجون. وفي نفس إطار الوقاية من فيروس كورونا، اتخذت إدارة هذه المؤسسة العقابية التي تتسع إلى نحو 600 نزيل إجراءات وتدابير وقائية متعددة تماشيا مع انتشار هذا الوباء، الذي لم ينتقل ولحسن الحظ منذ بداية تفشيه إلى داخل المؤسسة سواء لدى المحبوسين أو لدى أعوان الإدارة والحراسة. وتتمثل أهم هذه الإجراءات في القيام بالتطهير والتعقيم اليومي لكل مبنى المؤسسة من مرافق وقاعات المحبوسين والمحيط الخارجي بالإضافة إلى حملات تحسيسية وتوعوية في أوساط المحبوسين بشكل دوري ومستمر من خلال الاتصال المباشر مع الأطباء والممارسين النفسانيين للمؤسسة أو عن طريق بث حصص متخصصة حول الداء بالقناة الإذاعية الداخلي للمؤسسة. كما تتمثل هذه التدابير في فرض ارتداء جميع الأعوان والموظفين للكمامات الطبية الوقائية وفي منع الزيارات العائلية وتمكين النزلاء الاتصال بذويهم من خلال هاتف المؤسسة، وتحسين الوجبة الغذائية للمحبوسين والرفع من الكلفة المالية المسموحة النزلاء لاقتناء احتياجاتهم من محل البيع بداخل المؤسسة. وتم وضع في متناول المحبوسين وبناء على رغباتهم، من ضمن جملة هذه الإجراءات إمكانية المحاكمة عن بعد دون التنقل إلى المحاكم إضافة إلى تسهيلات تمكن المحبوسين من الاستلام المباشر لعطايا ذويهم بالمؤسسة دون المرور عن طريق البريد وغيرها.