لقد أمرنا ربنا بالدعاء، ووعدنا بالإجابة: "وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ"([58])، والله لا يخلف الميعاد. لكن علينا أنْ نحذر موانع إجابة الدعاء، التي من أهمها ما يأتي: أكل الحرام ومافيه شبهة، فإنَّ الله طيب لا يقبل إلاَّ طيباً. أنْ ندعوه ونحن موقنون بالإجابة، ولهذا كان عمر رضي الله عنه يقول: (والله لا أحمل هم الإجابة، ولكني أحمل هم الدعاء). أنْ لا يقول أحدنا: دَعَوْتُ فلم يستجب لي، فلا بد من الاستمرار في الدعاء، وعدم اليأس والقنوط من رحمة الله. أنْ ندعوه بخشوع وتضرع. (يستجاب الدعاء في أوقات منها: عند القيام إلى الصلاة، وعند لقاء العدو في الحرب، وإذا قال مثل ما يقول المؤذن ثم دعا، وبين الآذان والإقامة، وعند نزول المطر، ودعوة الوالد لولده، والمظلوم حتى ينتصر، ودعوة المسافر حتى يرجع، والمريض حتى يبرأ، وفي ساعة من الليل –وهي جوف الليل الآخر-، وفي ساعة من يوم الجمعة –وهي الساعة الأخيرة بعد العصر-، وفي الموقف بعرفة، ودعوة الحاج حتى يعود، والغازي حتى يرجع، وعند رؤية الكعبة، ودعاؤه تقدمه الثناء على الله تعالى والصلاة على نبيه صلى الله عليه وسلم، ودعاء الصائم مطلقاً، ودعاؤه عند فطوره، ودعاء الإمام العادل، ودعاء عبد رفع يديه إلى الله تعالى، والدعاء عند خشوع القلب، واقشعرار الجلد، ودعاء الغائب للغائب).