حذّرت منظمة الصحة العالمية من بلوغ أزمة كورونا في أوروبا مستويات وصفتها بالمقلقة، وقالت إنها أصبحت خامس سبب للوفاة في بلدان القارة. وأضاف الفرع الأوروبي للمنظمة أن معدلات وفيات "أعلى ب 4 أو 5 مرات من أفريل قد تسجل بحلول يناير في حال تطبيق "إستراتيجيات لتخفيف القيود لفترات طويلة". ودعت مفوضة الصحة الأوروبية ستيلا كيرياكيدس (Stella Kyriakides) الدول ال27 التي تعقد اجتماعا الخميس إلى "القيام بما هو ضروري" من أجل "تجنب الإغلاق العام"، في حين يدفعها عودة انتشار الفيروس إلى تشديد تدابيرها. وتعقد الجلسة المقبلة للبرلمان الأوروبي من 19 إلى 22 أكتوبر افتراضيا وليس في ستراسبورغ التي لم يزرها النواب الأوروبيون منذ 7 أشهر. واستعرض رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستيكس الخميس التدابير الجديدة لوقف تفشي فيروس كورونا غداة إعلان فرض حظر تجول ليلي، اعتبارا من السبت في المنطقة الباريسية وفي 8 مدن كبرى. وأضاف أنه سيتم حظر "كل الحفلات الخاصة" التي تنظم "في الصالات متعددة الاستعمالات أو أي منشأة أخرى تستقبل جمهورا" في أنحاء البلاد وأنه سيتعين على المطاعم في فرنسا تطبيق إجراءات صحية معززة. وجرت صباحا عمليات تفتيش طالت منازل ومكاتب وزير الصحة الحالي أوليفييه فيران ورئيس الوزراء السابق إدوارد فيليب في إطار تحقيق قضائي حول إدارة الأزمة الصحية. ومع تلاحق الإجراءات في مواجهة موجة التفشي الجديدة للفيروس، تبدو انعكاسات الأزمة متزايدة على الساحة السياسية ومراكز القرار، ففي بروكسل غادرت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين مقر القمة الأوروبية ووضعت نفسها في حجر بسبب إصابة أحد أعضاء مكتبها بكورونا. وكتبت فون دير لاين، على تويتر أنها أُخْبِرَتْ، بعد وقت قصير من بدء القمة، أن أحد أعضاء مكتب الاستقبال التابع لها خضع لاختبار الكشف عن كورونا وثبتت إصابته بالفيروس. كما أعلنت وزيرة الخارجية البلجيكية حجر نفسها صحيا، بعد ظهور أعراض فيروس كورونا عليها. وأربك فيروس كورونا جدول أعمال المشرعين الأوروبيين، فقد أعلن رئيس البرلمان الأوروبي ديفيد ساسولي عن إلغاء جلسة عامة كانت مقررة في مدينة ستراسبورغ الفرنسية الأسبوع المقبل بسبب المخاوف من كورونا. وفي أحدث إحصاء، قال المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض والسيطرة عليها، إنه سجل وقوع 4 ملايين و400 ألف إصابة مؤكدة بالفيروس في دول الاتحاد الأوروبي، وأودت الجائحة بحياة 198 ألفا. وحثّ المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية هانز كلوغ القادة الأوروبيين على تطبيق إجراءات صارمة مع بلوغ الفيروس مستويات اعتبرتها المنظمة مقلقة للغاية. ففي بريطانيا، رفعت الحكومة حالة الإنذار في لندن و7 مناطق أخرى إلى المستوى الثاني للحد من الزيادة في عدد الإصابات الذي يتضاعف كل 10 أيام. ومع اقتراب فصل الشتاء فإن هذه الزيادات المرعبة في عدد الإصابات والوفيات باتت تقض مضاجع جميع الناس. وفي روسيا، أعلن اليوم أن حالات الإصابة اليومية الجديدة بفيروس كورونا سجلت ارتفاعا قياسيا بلغ 15 ألفا و150 إصابة، منها 5049 حالة في العاصمة موسكو ليرتفع إجمالي الإصابات إلى مليون ونحو 370 ألفا منذ بدء الجائحة. أما في الهند، فقد توفي 895 شخصا بفيروس كورونا خلال ال 24 ساعة الأخيرة. وذكرت وزارة الصحة الهندية، الجمعة، أن إجمالي وفيات كورونا ارتفع إلى 112 ألفا و161، بعد تسجيل 895 حالة جديدة. وأكدت تشخيص 63 ألفا و371 إصابة جديدة، ليرتفع الإجمالي إلى 7 ملايين و370 ألفا و468. وأودى فيروس كورونا المستجد بحياة مليون و930 ألفا و624 شخصا على الأقل في العالم منذ أن أبلغ مكتب منظمة الصحة العالمية في الصين عن ظهور المرض في أواخر ديسمبر الماضي. وتم تسجيل أكثر من 38 مليونا و571 ألفا و770 إصابة، بينما تعافى أكثر من 26 مليونا و662 ألفا شخصا على الأقل. وبعدما كانت ألمانيا قدوة على المستوى الأوروبي في إدارتها جائحة "كوفيد-19′′، تشهد اليوم خلافا في شأن المناطق الخطرة فيها و"فوضى كورونا" -كما وصفتها أسبوعية "فوكوس"- الناجمة عن القيود المفروضة خلال العطل، في وقت يُسجل فيه ارتفاع شديد بالإصابات. وأذعنت بعض الولايات أخيرا للمطالب، فخففت التدابير التي تعرضت لانتقادات مفادها أنها سببت للألمان إرباكا في شأن تنظيم عطلهم الخريفية التي بدأت عند البعض في أكتوبر وتمتدّ في بعض الأحيان حتّى مطلع نوفمبر. ويجوز للولايات الألمانية ال 16 التي تعنى بإدارة الشؤون الصحية أن تحدّد قيودها الخاصة من دون أن يكون لحكومة أنجيلا ميركل الفدرالية الكلمة الفصل في هذا الشأن.