أكد مختصون في الصحة بعين الدفلى على أهمية استحداث مصلحة لطب الشيخوخة بالمؤسسة الاستشفائية العمومية, من أجل تكفل صحي أفضل للأشخاص المسنين. وقال المختصون أن زيادة عدد الأشخاص المسنين و ارتفاع معدل العمر يجعلان فتح مصلحة استشفائية مخصصة للأشخاص المسنين "أكثر من ضرورة", مشيرين إلى أن المهام الرئيسية التي يجب أن تعطى لهذه المصلحة هي تحسين القدرات الوظيفية لهذه الشريحة الهشة من السكان. فبالنسبة للمختص في الأمراض التنفسية و الحساسية بمستشفى عين الدفلى, الدكتور عمر بلعباسي, فإن طب الشيخوخة ذو أهمية بالغة في الوسط الاستشفائي لأن تراكم الأعراض المتعلقة بالشيخوخة لدى أي مريض تؤثر كثيرا على اعتماده على نفسه و استقلاليته. وأضاف الدكتور بلعباسي أنه "من المعروف لدى الجميع أن طب الشيخوخة يتكفل بعدد من الأعراض المتعلقة بالسن خصوصا الاضطرابات الإدراكية و العصبية, والاضطرابات الحركية و الصدمات ومشاكل السقوط, و هي أعراض يؤثر تراكمها بشكل كبير على استقلالية كبار السن". وبخصوص ثقل بعض الوظائف الحيوية التي تتسبب فيها الشيخوخة, يصاب المسنون من العمر الثالث بعدة أمراض على غرار مشاكل البروستات لدى الرجال و هشاشة العظام (نقص المعادن من العظام) لدى النساء. وفي هذا الصدد, أشار نفس المختص إلى أنه "من الواضح أن المسن لا يأمل سوى في تخفيف معاناته, وهو الدور الذي من المفروض أن يلعبه الطبيب النفسي أو طبيب الأمراض النفسية", لافتا إلى أن هذا الاحتياج هو أكثر إلحاحا لدى المسن طريح الفراش و الذي تعرض لحادث في الأوعية الدموية الدماغية أو الشلل أو بقي طريح الفراش لفترة طويلة. ولاحظ المتحدث أن معظم هذه الأمراض التي تصيب الأشخاص المسنين هي نفسها التي تصيب الشباب, مشيرا إلى أن الخصوصية تكمن في النقص التدريجي للمناعة لدى المسنين. == طب الشيخوخة, نتيجة طبيعية لارتفاع معدل السن == أما بالنسبة لمدير الصحة و السكان لولاية عين الدفلى, الدكتور زهير حاج صادوق, فإن استحداث مصلحة لطب الشيخوخة يشكل حاجة "ملحة أكثر فأكثر" نظرا لزيادة عدد المسنين بين السكان. وأوضح الدكتور حاج صادوق أن "مع ارتفاع معدل العمر الوطني للسكان إلى غاية 75 سنة حاليا, فإن إنشاء مصلحة لطب الشيخوخة على مستوى المستشفيات سيكون مفيدا جدا". واعتبر أن كبار السن سيحتلون مكانة مهمة في الهرم العمري للسكان في غضون سنوات قليلة في الجزائر مؤكدا على أهمية فحص طبيب الشيخوخة في الوقاية أو الحفاظ على الصحة أو استعادة الاستقلالية و الاعتماد على النفس لدى الشخص المسن. وأبرز في هذا الصدد أن "طب الشيخوخة يعمل على تقييم موارد كبار السن وتعزيزها (الموارد) مما يسهل دمجهم في المجتمع إذا تطلب الأمر". وبدوره, ذكر مدير مستشفى عين الدفلى, حبيش بوعبد الله, أن طب الشيخوخة هو تخصص طبي تكيف مع التطور الديموغرافي لافتا إلى أن تعزيز مكانة كبار السن في المجتمع تبدأ حتما بالتحسيس حول المشاكل و الصعوبات التي تطرحها الشيخوخة في عالم اليوم. وحسب مدير المستشفى, فإن المقاربة العامة للمريض والتنسيق بين مختلف المختصين يسمحان له بالحفاظ على أفضل حالة صحية ممكنة بفضل خطة الرعاية الشخصية. ويرى السيد بوعبد الله بإمكانية إدماج في طب الشيخوخة, الرعاية المنزلية, خاصة في حالة المريض طريح الفراش, مشددا على ضرورة تعميم هذا التخصص في الجامعة.