مختصون ينتقدون واقع التكفل بالمرضى المسنين بالجزائر شرّح عدد من الأطباء المختصين واقع المسنين ببلادنا منتقدين الانعدام شبه التام للتكفل بهذه الفئة التي يتضاعف عددها من سنة إلى أخرى، حيث أكدت بعض الأبحاث المقدمة خلال فعاليات الاحتفال باليوم العالمي للصحة بولاية سكيكدة تسارع وتيرة تضاعف نسبة الشيخوخة في مجتمعنا و المرجح أن ترتفع من 20إلى 30بالمائة عام 2050، داعين إلى ضرورة التفكير الجدي في إستراتيجية مناسبة لحماية حقوق المواطنين في العمر الثالث. وقال البروفيسور آبركان رئيس مصلحة الإنعاش الطبي بمستشفى ابن باديس بقسنطينة في محاضرة بعنوان "إشكالية التكفل بالمسنين" استهلها بآية قرآنية" و قضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه و بالوالدين إحسانا..."، بأن ارتفاع نسبة الأمل في الحياة بمعدل مرتين ساهم في رفع معدل العمر المتوسطي بالجزائر من 16سنة في السنوات الأولى بعد الاستقلال إلى 21سنة عام 2000 و يرجح أن يصل إلى 38سنة بعد مرور أربعين عاما. و اعتبر مهمة التكفل بالمسنين مسألة أخلاق قبل أن تكون صحية، مشيرا إلى المشاكل الكثيرة التي يواجهها كبار السن في بلادنا على كل المستويات بما فيها التعويض الاجتماعي. و انتقد غياب المحيط الملائم لصحة كبار السن الناجم عن انعدام التنسيق بين عديد الهيئات التي من شأنها تحسين ظروف التكفل بهذه الفئة، و هو ما حال دون توفير التكفل المناسب بالمسنين قبل و بعد المرض، و بالأخص ما تعانيه النساء في مرحلة سن اليأس. و دعا إلى توسيع مبادرات المستشفى بالبيت للتخفيف من المعاناة التي يواجهها المسنون و أهاليهم خلال نقلهم إلى المراكز الاستشفائية لتلقي العلاج. و في ذات السياق تطرّق البروفيسور باشتارزي المدير العام للمستشفى الجامعي بعنابة إلى المشاكل التي فرضها انعدام التنظيم الصحي الذي أدى إلى سوء التكفل بكبار السن أكثر من غيرهم. و قال نفس المتحدث للنصر بأن الكثير من الأطباء يخشون التكفل بالحالات المسنّة، و يرفضون تحمل مسؤولية ما قد يحدث لهم في حال إخضاعهم لعمليات جراحية لما يعانونه من أعراض مرضية متنوّعة، في ظل غياب أطباء مختصين في أمراض الشيخوخة. و من جهته فضل البروفيسور جنان/رئيس مجلس أخلاقيات الطب بقسنطينة/ تقديم ملخص عن حقوق الفئة العمرية الثالثة،مؤكدا توّفر القوانين الحافظة لكرامة المواطن بعد الستين، مستندا إلى جملة من المواد القانونية التي تؤكد وجوب حماية حقوق المسنين على الصعيد الاجتماعي، الصحي و المهني. و تحدث عن علاقة الطبيب بالمريض المسن مؤكدا على ضرورة مرورها من علاقة "طب و حالة " إلى "طب و شريك" لتحسين ظروف التكفل، إشارة إلى الأخطاء التي يجب تجنبها من قبل الأطباء المعالجين و على رأسها الاستسلام المبكر أو اليأس من شفاء المريض المسن من جهة أو إخضاعه لعلاج ثقيل و مؤلم من أجل تحقيق نتائج غير مضمونة. و للإشارة تخلل الملتقى الطبي الذي احتضنه قصر الفن و الثقافة بسكيكدة مائدة مستديرة نشطها عدد من الممرضين المجاهدين الذين قدموا شهادات عن واقع الصحة بالمنطقة العسكرية الثانية و التي تبعها تكريم عدد من الأطباء و الممرضين تقديرا لما قدموه من تضحيات خلال حرب التحرير الوطنية، منهم الدكتورين لمين خان و محمد التومي...إلى جانب الممرضين علي الواهم، سعيد بوكراع، عبد المجيد بودن، و مليكة محمد بن علي.. و غيرهم.