سلطت شهادات مجاهدين عايشوا مجازر فرنسا الاستعمارية المرتكبة بحق الجزائريين في الثامن(08) ماي 1945، الضوء على المزيد من صور التعذيب والتنكيل التي لايزال سكان مدينة قالمة يتذكرون بشاعتها. وفي هذا السياق قال بينهم المجاهد الساسي بن حملة (87 سنة) عضو مؤسس في جمعية 08 ماي 1945، أن تلك المجازر راح ضحيتها أطفال صغار وتلاميذ مدارس أعدموا رميا بالرصاص ثم احرقوا بفرن الجير بهيليوبوليس. وحصلت بعض هذه الجرائم بمدخل "بلخير" نحو 2 كلم شرقا بالمكان المعروف ب"الجسر الصغير" والتي راح ضحيتها التلميذ "كاتب إبراهيم" ذو ال12 سنة وكذا أمه الحامل في شهرها السادس السيدة "نفسية" وأبوه "محمد". وذكر المجاهد بن حملة أن عائلة "كاتب محمد" الذي كان موظفا بمدرسة التكوين الفلاحي بقالمة في ذلك الوقت قام بتصفيتها رميا برصاص الأمين العام لبلدية "ميلي زيمو" آنذاك (بلخير حاليا) رفقة عشرات المواطنين العزل. "وقد أحرقت هذه العائلة بعد ذلك بفرن الجير بمنطقة هيليوبوليس على بعد 5 كلم شمالا حيث تحول هذا الفرن إلى محرقة للبشر"-كما يضيف نفس المتحدث. واستهدفت المجزرة هذه عددا كبيرا من المعلمين والتلاميذ وأطفال المدارس". ووفقا للشهادة ذاتها كان المدرس الفرنسي"هونري غاريفي" رئيسا للمليشيات التي قامت بالمجازر وحينما طلب منه رئيس دائرة قالمة "أوندري أشياري" إعداد قائمة بأسماء المرشحين للإعدام قال : 'اسمحولي بأن أبدأ بقائمة تلاميذي". وجاء في الشهادة "ان هذا المدرس أعد فعلا قائمة بأسماء تلاميذ يعرفهم هو شخصيا وله معهم صورة في القسم الدراسي 1935 وأعدموا يوم 11 ماي 1945 بالثكنة القديمة بوسط المدينة رفقة 9 مناضلين شاركوا في مظاهرات "8 ماي 1945" ثم نقلوا إلى فرن الجير وأحرقوا". وتشير وثيقة رسمية (في أرشيف جمعية 8 ماي 1945) هي عبارة عن مراسلة من قائد الفرقة المتنقلة بقالمة المدعو "بويسون" بعث بها إلى مدير الأمن العام للجزائر يوم 23 ماي 1945 إلى أنه فعلا تمت "عملية إعدام المشاركين في المسيرة رميا بالرصاص، ومن شهدائها "بلعزوق اسماعين والأخوين عبده علي واسماعين وبن صويلح عبد الكريم ودواورية محمد إضافة إلى ورتسي أحمد وأومرزوق محند أمزيان".