لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم من أشرح الناس صدراً وأعظمهم قدراً ، وأعلاهم شرفاً وأبهاهم وجهاً ، وأكثرهم تبسماً صلى الله عليه وسلم وما كان يتكلف الضحك ، ولا يختلق الابتسامة بل كان يمتلك نفوس أصحابه رضي الله عنهم _ بالابتسامة المشرقة وضحكته البريئة الهادئة واللطيفة ليكسب قلوبهم ويفوز بودهم ، ليقبلوا على هديه ويرتضوا نهجه ، ويجيبوا دعوته ، أنظر إلى هذه الابتسامة التي ملكت لب هذا الصحابي وأسرت فؤاده ، يقول فضالة بن عمير الليثي ، قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم عام الفتح وهو يطوف بالكعبة ، وكنت أريد قتله ولما اقتربت من الرسول صلى الله عليه وسلم قال لي : فضالة ؟ قلت : نعم فضالة يا رسول الله قال : ماذا كنت تحدث نفسك ؟ قلت : لا شيء كنت أذكر الله قال : فضحك النبي صلى الله علي وسلم ثم قال لي : أستغفر الله ثم وضع يده على صدري ، فو الله ما رفعها حتى ما من خلق الله شيء أحب إلي منه . فعن جابر بن عبد الله البجلي رضي الله عنه قال : ( ما راني رسول الله * . يقول جابر بن سمرة رضي الله عنه في وصف النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يضحك إلا تبسماً . رواه الحاكم . وعن عبد الله بن الحارث بن جزء رضي الله عنه ( ما رأيت أحداً أكثر تبسماً من رسول الله صلى الله عليه وسلم ) رواه الترمذي . وعن سماك بن حرب قال : قلت لجابر بن سمرة : أكنت تجالس رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : نعم كثيراً كان لا يقوم من مصلاه الذي يصلي فيه الصبح حتى تطلع الشمس فإذا طلعت قام وكانوا يتحدثون فيأخذون في أمر الجاهلية فيضحكون ويبتسم ،