- كان سيّدنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يُشارك أصحابه فرحهم وضحكهم، فربّما يقول الرجل منهم كلمة تضحك الجمع، فكان يضحَك معهم، فيُسأَل جابر بن سمرة رضي الله عنه: أكُنتَ تجالس رسول الله صلّى الله عليه وسلّم؟ قال: نعم، كثيرًا، كان لا يقوم من مُصلاّهُ الّذي يُصلّي فيه الصبح حتّى تطلع الشّمس، فإذا طلعَت قام، وكانوا يتحدّثون فيأخذون في أمر الجاهلية فيضحكون ويتبسّم صلّى الله عليه وسلّم'' أخرجه مسلم. بل كانت البسمة لا تفارقه صلّى الله عليه وسلّم في جميع أحواله، يقول جرير بن عبد الله رضي الله عنه: ما حجبني النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم منذ أسلمتُ، ولا رآني إلاّ تبسَّمَ في وجهي، ولقد شكوتُ إليه أنّي لا أثبت على الخيل فضرب بيده في صدري، وقال: ''اللّهمّ ثبّته واجعله هاديًّا ومهديًّا'' أخرجه البخاري ومسلم. وكان صلّى الله عليه وسلّم يُحافِظ على وقارِه في كلّ أحواله، وكذا حين يضحَك، فلم يرو أحد عنه أنّه ضحك ملء فمه، بل كان معظَم ضحكه التبسم، فتقلو عائشة ''ما رأيتُ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ضاحكًا حتّى أرى منه لَهَوَاته، إنّما كان يبتسم'' أخرجه البخاري ومسلم. كلمات من ذهب على فراش الموت أبو الدرداء رضي الله عنه - لمّا جاء أبا الدرداء الموت، قال: ألاَ رجل يعمل لمثل مصرعي هذا؟ ألاَ رجل يعمل لمثل يومي هذا؟ ألاَ رجل يعمل لمثل ساعتي هذه؟ ثمّ قبض رحمه الله