يرى البرلماني والخبير الاقتصادي البروفيسور عبد القادر بريش، أن ارتفاع أسعار النفط وتجاوزها عتبة ال 90 دولار، مسجلة أعلى مستوياتها في أكثر من 7 سنوات، سيكون له آثاره الإيجابية وفي المقابل انعكاساته السلبية على الاقتصاد الوطني. وفي هذا الصدد، أوضح بريش في تصريح ل "الاتحاد" أمس السبت، أن أولى الانعكاسات الجانبية لارتفاع أسعار النفط على اقتصاد الجزائر، تتمثل في عودة التركيز على الريع البترولي التوجه الى تبني السياسات الشعبوية وتأجيل الاصلاحات الهيكلية في الجوانب الاقتصادية والاجتماعية، بدل التفكير في مصادر دخل دائمة ومستقرة. كما قد يؤدي ارتفاع اسعار البترول الى عودة ما يعرف بالبحبوحة المالية وما ينجر عنها من استفحال لمظاهر الفساد وغيرها من الظواهر السلبية التي قد تعيق عجلة التنمية الاقتصادية. وسيؤدي ارتفاع أسعار الذهب الأسود بالضرورة إلى ارتفاع تكاليف الانتاج في الدول المصنعة وبالتالي ارتفاع أسعار السلع المستوردة مما سيتسبب في حدوث موجة من التضخم المستورد ما سينعكس سلبا على السوق الوطنية مؤديا إلى ارتفاع أسعار السلع وانهيار القدرة الشرائية للمواطن. هذا، وشدد البروفيسور بريش على ضرورة استغلال هذه القفزة الملموسة لأسعار النفط لتنويع الاقتصاد الوطني قائلا: "إن تصاعد أسعار النفط سيكون فرصة سانحة لأصحاب القرار لتنويع الاقتصاد الوطني وتحقيق الاقلاع الاقتصادي الحقيقي من خلال مباشرة الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية الهيكلية". بالمقابل، وفي حديثه عن الأثر الإيجابي لارتفاع أسعار النفط على اقتصادنا الوطني، ذكر الخبير الاقتصادي، تعزيز عائدات الجزائر من العملة الصعبة وزيادة مخزون احتياطي الصرف، إضافة إلى مساهمتها في تحقيق الصلابة المالية وتحسين القدرة على الدفع وكذا المساهمة الايجابية في تحقيق التوازن الاقتصادي وتحقيق فائض ايجابي في رصيد ميزان المدفوعات. وتنعكس الاثار الايجابية كذلك على تعزيز ودعم توازن المالية العمومية من خلال زيادة حصيلة الايرادات الجبائية من الجباية البترولية وتقليص عجز الموازنة العامة للدولة، إصافة إلى تعزيز رصيد صندوق ضبط الإيرادات. كما سيساهم في زيادة الاستثمارات العمومية الممولة عن طريق الميزانية ما سيرفع ميزانية التجهيز مستقبلا على فرضية استمرار واستدامة هذا الارتفاع في اسعار النفط على المدى المتوسط وبقائه فوق مستوى ال 80 دولار وفقا لما تشير إليه التوقعات على الاقل خلال سنتي 2022_و2023. تجدر الإشارة إلى أن سعر النفط الجزائري، حقق أمس السبت، رقما قياسيا جديدا في الأسواق العالمية، حيث بلغ نفط صحاري بلند يقدر ب 92.89 دولار للبرميل. كما حققت أسعار النفط العالمية خلال الأسبوع الماضي ارتفاعات كبيرة بالأسعار مقارنة بسعر الإغلاق الخاص بنهاية تعاملات الأسبوع السابق له، حيث اتجهت أسعار النفط أمس الجمعة إلى تحقيق مكاسب أسبوعية لها حيث لم تصل لها منذ عدة سنوات.