المخرج وأستاذ السينما توفيق صالح بعد صراع مع المرض عن 87 عاما. ورغم إخراجه عددا قليلا من الأفلام، يعد صالح من أبرز المخرجين المصريين وأحد رواد الواقعية في السينما المصرية، واشتهر خاصة بفيلم "المخدوعون" عن رواية غسان كنفاني "رجال في الشمس". ولد صالح في مدينة الإسكندرية في أكتوبر 1926، وكان زميل دراسة للمخرج المصري الراحل يوسف شاهين في "فيكتوريا كوليدج" وحصل على بكالوريوس الأدب الإنجليزي من جامعة الإسكندرية، قبل أن يغادر مصر إلى فرنسا لدراسة السينما في جامعة السوربون حيث عمل مساعد مخرج في ثلاثة أفلام فرنسية. ويعد الراحل أحد رواد السينما الواقعية المصرية رغم قلة عدد أفلامه، حيث قدم سبعة أفلام روائية طويلة وسبعة أفلام قصيرة. وأشهر أفلامه "درب المهابيل" المأخوذ عن قصة الأديب المصري نجيب محفوظ عام 1955 ثم "صراع الأبطال" عام 1962، ثم فيلم "المتمردون" عن قصة الكاتب صلاح حافظ عام 1966 والذي قوبل بمعارضة حكومية كبيرة وأجبر على تغيير نهايته بالكامل ولم يعرض إلا بعد إنتاجه بعامين كاملين. وفي المقابل أجيز عرض فيلمه "يوميات نائب في الأرياف" المأخوذ عن قصة شهيرة بنفس الاسم للكاتب الراحل توفيق الحكيم دون حذف بأمر من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عام 1968، بعد أن طلب أعضاء اللجنة المركزية للاتحاد الاشتراكي حذف 16 مشهدا من أحداثه. قرر توفيق صالح بعد ذلك مغادرة مصر هربا من القيود المفروضة على صناعة السينما، وفي عام 1972 أخرج في سورية فيلم "المخدوعون" من إنتاج المؤسسة العامة للسينما عن رواية غسان كنفاني "رجال في الشمس" والذي يدور حول تبعات نكبة 1948. صنف الفيلم الذي قام ببطولته كل من عبد الرحمن آل رشي وبسام لطفي ومحمد خير حلواني وثناء دبسي ضمن أهم مائة فيلم في السينما العربية، وحصل على ثناء كبير من النقاد وفاز بعدة جوائز عربية وعالمية. انتقل الراحل بعد ذلك إلى العراق (عام 1973) لتدريس السينما، حيث قدم هناك آخر أفلامه السينمائية عام 1980 بعنوان "الأيام الطويلة"، قبل أن يعود إلى مصر عام 1984 مكتفيا منذ ذلك الحين بعمله كأستاذ غير متفرغ لمادة الإخراج في المعهد العالي للسينما بالقاهرة. ولقب الراحل بسندباد السينما العربية لانتقاله بين عدة بلدان عربية والاشتغال فيها، وكان آخر ظهور للمخرج الراحل توفيق صالح في حفل افتتاح مهرجان الإسماعيلية السينمائي الدولي قبل ثلاثة أشهر، حيث ألقى كلمة السينمائيين في المهرجان.