مساندة منه للقضية الفلسطينية ومأساة شعب غزة الرازح تحت وطأة العدو الاسرائلي وغزوه البربري الغاشم، يقف الديوان الوطني للثقافة والإعلام خلال هذه الايام وقفة سينمائية تضامنية مع شعب غزة الشقيق وذلك من خلال تقديم برنامج خاص، حيث خصص الديوان عدده الأخير من نادي السينما اول امس لعرض ومناقشة الفيلم العربي ''المخدوعون '' من اخراج مصري وإنتاج سوري أما التصوير فقد تم بالأراضي العراقية، علما أن هذا الفيلم تم تقديمه اول مرة سنة 1971 من إخراج ''صلاح توفيق''. مدة الفيلم 120 دقيقة نقلت جمهور قاعة الموڤار إلى موقع احداث النكبة الفلسطينية سنة 1948 حيث يسرد الفيلم قصة ثلاثة رجال فلسطينيين قرروا مغادرة أراضيهم بعد الضغوط التي مورست ضدهم هروبا إلى مستقبل أحسن من خلال الهجرة إلى الكويت، ليصطدموا بخيانة عدد من الرجال العرب الذين كان من المفروض أن يساعدوهم على الهجرة. وخلال سير أحداث الفيلم يلتقي الرجال الثلاثة القادمون من مدن مختلفة بإحدى المدن الحدودية ويقرروا مواصلة مسيرتهم عن طريق التسلل إلى خزان شاحنة عابرة للحدود لتكون نهايتهم اكثر مأساة من هؤلاء الذين بقوا. وقد كان هذا الفيلم المؤخوذة من رواية ''رجال تحت الشمس '' للكاتب غسان كنفاني مرآة عاكسة بل وفاضحة للمأساة التراجيدية التي عاشها ويعيشها الشعب الفلسطيني إلى يومنا هذا، حيث استطاع المخرج العالمي صلاح توفيق على حد تعبير المخرجة الجزائرية نادية شرابي التي حضرت العرض، وضع يده على موطن ألم الشعب الفلسطيني الذي كان ومايزال منذ ازيد من ستين عاما يعاني من خيانة اشقائه العرب وغطرسة عدو كل همه تصفية الوجود الفلسطيني العربي بكل السبل تحت شعار الغاية تبرر الوسيلة ليبقى الشعب الفلسطيني ضحية توابع نكبات ونكسات متتالية. وقد استطاع المخرج من خلال فيلمه السينمائي الجريء، فضح الكثير من القضايا الحساسة التي كانت سببا مباشرا في توسع الاستيطان الإسرائيلي في المنطقة ودخول الشعب الفسطيني حربا لم ينل منها على مدار عشرات السنين سوى العيش تحت قهر وظلم عدو تغذيه خيانة وتخاذل دول الجوار . وللتذكير يعد المخرج المصري توفيق صلاح من بين أحسن مائة مخرج في العالم رغم انه لم يقدم للسينما العالمية سوى سبعة افلام روائية كان اولها ''ضرب المهابيل'' لنجيب محفوظ سنة 58 وقدم بعده فيلم ''صراع الابطال'' التي كانت بداية لتمرده السينمائي الذي سجل به بصمته الخاصة في تاريخ السينما العربية، ليواصل تمرده بتقديمه فيلم ''المتمردون'' و''يوميات نائب في الارياف'' عام 69 و''المخدوعون'' عام 71 وقد كان توفيق صلاح من اول السينمائيين العرب الذين ساندوا القضية الفلسطينية بجرءة سينمائية لم يشهد لها نظير.