استفحلت ظاهرة الموضة داخل المجتمع الجزائري و بشكل كبير في السنوات الأخيرة و في جميع الميادين حيث شملت اللباس و الأكل و كل ما يتعلق بسلوكيات الفرد و تصرفاته،و حتى الأفراح لم تسلم منها،فتقاليد و عادات الأعراس التي توارثناها أب عن جد تكاد تختفي و تندثر باسم الموضة.فقرع الطبول و برنوس العروس و غيرها من العادات و التقاليد التي كانت تتميز بها الأعراس في القديم استبدلت بعادات أخرى لا تمت الدين بصلة مستوردة من المجتمعات الغربية كفستان العروس الأبيض أو ما يسمى "لاغوب بلونش" و جهاز لاستماع الأغاني و الذي يصطلح عليه "ديسك جوكي"ناهيك عن قاعات الحفلات التي تحتضن الأفراح الجزائرية بدل ساحات و سطوح البيوت كما ألفناها سابقا،مقابل تكاليف باهظة التي قل من يستطيع تغطيتها و كثير من الشباب الذين وقفوا عاجزين أمام هذه العادات الحديثة التي باتت فرضا على الأعراس الجزائرية ما دفع الشباب بالعزوف عن الزواج و دخول الفتيات في صراع مع شبح العنوسة،هي عادات دخيلة على المجتمع الجزائري ارتأت يومية "الاتحاد" أن تتوقف عندها. حنين إلى الأعراس التقليدية.. "الأعراس تع الزمان فيهم السر و الحشمة بنتهوم وحدها..بكري الفرح أيدوم أسبوع و اليوم يتحسب بالسوايع فالصالات.."،هكذا بدأت حديثها "الحاجة يمينة" من بومرداس حديثها مع يومية "الاتحاد" و كلها حنين و اشتياق إلى عادات الأعراس التقليدية التي تطول فيها أيام الفرح لمدة أسبوع و لا تكلف الكثير من المال و تسهل كذلك الطريق للشباب لإكمال نصف دينهم ،ناهيك عن عاداتهم التي تتسم بالحشمة و الحياء على حسب قولها،و تضيف أن لديها أربعة أولاد حيث قامت بتزويجهم مؤخرا على الطريقة التقليدية. قاعات الحفلات قبلة الأعراس أصبحت سطوح و وأحياء البيوت الجزائرية تفتقد إلى لمّة الأعراس التقليدية بل قاعة الحفلات هي البديل للأعراس العصرية،إذ تعرف إقبالا كبيرا خاصة في موسم الصيف الذي يتزامن و الأفراح رغم ما تشهده من غلاء في أسعارها و التي تتراوح من 6 إلى 20 مليون دينار جزائري لليوم الواحد بل لبضع ساعات حسب النوعية و الخدمات،إلا أنه الكثير ممن تأثروا بالموضة يعتقدون أن ؟إقامة الأفراح في أحياء المنازل و السطوح عادات باتت من الماضي يجب التخلي عنها و استبدالها بقاعات الحفلات الراقية التي توفر لهم الراحة و الاستمتاع أكثر بالأفراح،و في هذا الصدد يقول "عبد الرحمن" من العاصمة و هو مقبل على الزواج "العرس فالدار عيّان أو "لصال ديفات" هي الحل"،و أكد خلال دردشته مع يومية "الإتحاد" أن قاعات الحفلات لا يمكن الاستغناء عنها في وقت تعيش فيه العائلات الجزائرية في سكنات ضيقة،أما "الحاجة يمينة" تقول أنه رغم ما توفره قاعات الحفلات من راحة إلا أنها تحنّ كثيرا إلى اللمّات التي كانت تصنعها الأفراح قديما"بنتها وحدها". حلاوة العروس في البرنوس ؟أصبح الفستان الأبيض أو ما يسمى ب"لغوب بلانش" هو اللباس الذي تخرج به العروس من بيتهم لتزف إلى بيت زوجها و الذي يظهر مفاتن من جسم العروس بعد ما كان البرنوس الناصع البياض يغطي كامل جسدها و يضاف فوق رأسها منديلا أحمر يزيدان العروس رونقا و جمالا و حياء،و في ذات السياق تقول "الحاجة يمينة" أن حلاوة العروس في البرنوس ،و تذكر لنا أن زوجات أبنائها الأربع كلهن أدخلتهن إلى بيتها أيام أعراسهن ب"البرنوس" الذي ارتدته هي في عرسها قديما كفال خير و كسترة جميلة يجب المحافظة عليها. و زينتها بالكحل و الحرقوس.. و فيما كانت العروس قديما تكتفي بوضع القليل من الكحل و الحرقوس الذي كانوا يصنعونه في البيت لاستخدامه لغرض الزينة و وضع ضفيرة لشعرها كفيلان لكي تظهر العروس على قدر من الجمال الخلاب على حسب قول "الحاجة يمينة"،بينما عروس اليوم تضطر إلى أخذ موعد قبل أيام من يوم زفافها عند أحسن حلاقات التجميل التي تقوم بوضع كمية كبيرة من مساحيق الماكياج و البودرة و تسريحة لشعرها تشبه إحدى الفنانات أو الممثلات لكي تواكب الموضة و تظهر في أحسن حلة في أجمل يوم من أيامها و مقابل ذلك تدفع فاتورة تصل في بعض الأحيان إلى 10 آلاف دينار جزائري. الأعراس العصرية أم الفتن نساء من مختلف الأعمار يتوافدن إلى قاعات الحفلات بألبسة تظهر مفاتن من أجسادهن و يضعن مساحيق من الماكياج على وجوههن و رجال أيضا و بنفس القاعة يشاركنهم الفرح بوسط أجواء تطبعها أغاني صاخبة تحمل في طياتها كلمات تهز قلوب الأجسام الضعيفة مثلما نشاهده في الأفلام الأجنبية بحجة التحضر و التقدم و الموضة متناسين أن شرع حرم مثل هذا الاختلاط و الاستماع إلى مثل هذه الأغاني الفاجرة،بعدما كانت الأعراس في الماضي تخصص فيها مكان للنساء و آخر للرجال و كلها تحفظا و بركة على حسب حديث "الحاجة يمينة". و للدين نظرة في أدق التفاصيل.. سائل يسأل عن حكم الإسلام في سماع الموسيقى بمناسبة حفل الزفاف أو العرس و عن حكم رقص الرجال أمام النساء و عن اختلاطهم مع بعضهم البعض داخل قاعات الحفلات ؟فأجابه أحد الأئمة أن الموسيقى الصاخبة , أو الموسيقى المصاحبة لكلام فاحش (كما هو حال أغلبية غناء هذا الزمان ) فيحرمُ سماعها بإجماع العلماء قديما وحديثا،وأما الموسيقى الهادئة المصاحبة لكلام نظيف فأجاز السماع إليها علماء وحرَّمه علماء آخرون , سواء تم ذلك في عرس أو في غيره.والمسألة إذن خلافية , بغض النظر عن : ما هو القول الأرجح ؟!،أما عن رقص الرجال أمام النساء في الأعراس ؟،فأجابه أن مجرد رقص الرجال ( ولو بعيدا عن النساء ) هو تشبه للرجال بالنساء , وهو منهي عنه شرعا , سواء كان حراما أو مكروها. وأما إن تم ذلك أمام نساء , فإنه حرام قطعا , وهو انحلال وانحرافٌ عن الفطرة السليمة، وهذا هو الذي يحدثُ لبعض الرجال في بعض الأعراس الجزائرية للأسف الشديد،و عن اختلاط الرجال بالنساء في الأعراس حلال أم حرام ؟يجيبه دائما أحد الأئمة في قوله أن الاختلاط هو اجتماع الرجال والنساء غير المحارم في مكان واحد يمكنهم فيه الاتصال فيما بينهم بالنظر أو الإشارة أو الكلام أو البدن من غير حائل أو مانعاً يرفع الريبة والفساد.والعفة حجابٌ يمزقه الاختلاط، وقد حرم الإسلام الاختلاط والأدلة على ذلك كثيرة وكثيرة , ولا يجوز إلا عند الضرورة.وإذا وقع يجب أن ينضبط بضوابط شرعية معينة.والاختلاط السائد في كثير من الأعراس هو اختلاط في العادة حرامٌ لأنه لا ضرورة له. والذي دعا إليه ليست الضرورةُ في العادة , وإنما هو تهاونُ الناس وتكاسلهُم وقلةُ خوفهم من الله وضعفُ الوازع الديني عندهم و... ويُمنع في الأعراس حتى دخول الزوج على زوجته ( إذا احتاجها لأمر ما ) إذا تم هذا الدخول بين النساء السافرات.