حملت منظمة التحرير والحكومة الفلسطينية، المجتمع الدولي وهيئاته، وفي مقدمتها الأممالمتحدة ومجلس الأمن، كامل المسؤولية عن أي تداعيات لممارسات حكومة الاحتلال والمستوطنين، وذلك على خلفية قيام مستوطن متطرف بطعن الشاب علي حرب، خلال دفاعه عن أرضه من محاولة الاستيلاء عليها، في الوقت الذي تتوسع فيه الدعوات الفلسطينية وأبرزها "عهد الأقصى" للاحتشاد في المسجد الأقصى خلال الفترة القادمة، لحمايته من هجمات المستوطنين. وأدانت دائرة حقوق الإنسان والمجتمع المدني في منظمة التحرير الفلسطينية، جريمة إعدام الشاب حرب، الذي تعرض للطعن من قبل مستوطن في قرية اسكاكا قرب سلفيت، وقالت إن هذه الجريمة "ما كان لها أن تحصل لولا الدعم والغطاء الذي توفره حكومة الاحتلال للمستوطنين، والحماية المباشرة لهم من قبل جيشها". وأشارت إلى أن هذه الجريمة "تدق ناقوس الخطر لما بلغ له الوضع في الأرض المحتلة، التي باتت رهينة بيد المستوطنين الذين يعيثون قتلا وتخريبا بحق شعبنا وأرضه وممتلكاته، أمام بصر وسمع العالم الذي يقف عاجزا أمام سياسة حكومة الاحتلال المتماهية تماما مع هؤلاء المجرمين". كذلك حمل رئيس الوزراء محمد اشتية المجتمع الدولي والمدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية المسؤولية الكاملة عن جريمة المستوطنين والتي ذهب ضحيتها الشهيد الشاب حرب، وجميع الجرائم التي سبقتها وتلك المبيتة التي ستتبعها، مؤكدا أن تلك الجرائم تحدث نتيجة لغياب العقاب الرادع للجناة؛ الذين يواصلون استخفافهم بالقرارات والإدانات الدولية. وحمل المجلس الوطني حكومة الاحتلال مسؤولية استشهاد الشاب حرب، وقال إن ما حدث يؤكد على "بشاعة الاحتلال"، مؤكدا أن الجريمة تأتي استمرارا ل "مسلسل القتل اليومي الذي يمارسه الاحتلال وعصاباته بأشكاله المختلفة، من خلال إطلاق يد القتلة والعنصريين وحمايتهم". كما حمّل المجلس المجتمع الدولي المسؤولية عن صمته على هذه الجرائم، وطالب في ذات الوقت بوضع حد لهذه الجرائم المتكررة ومحاسبة القتلة وحكومتهم العنصرية ومعاقبتهم على هذه الجرائم المنظمة، وتوفير الحماية لأبناء شعبنا، وإنهاء الاحتلال، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة. وكان الشاب حرب (27 عاما)، قد استشهد مساء أمس الثلاثاء، جراء تعرضه للطعن من قبل مستوطن شرق سلفيت، حيث أصيب بطعنة مباشرة في القلب، خلال تصديه وعدد من الأهالي لمستوطنين نصبوا خيمة في أرض تقع غرب القرية تسمى "الحرايق" بهدف الاستيلاء عليها. ونعت حركة حماس أيضا الشهيد حرب، الذي قضى بطعنة مباشرة في القلب بسكين مستوطن، وقالت في بيان لها "إن هذه الجريمة امتدادٌ للحرب القذرة التي يشنها المستوطنون على شعبنا ومقدساتنا وممتلكاتنا". وأكدت أن الجريمة تأتي "نتيجةٌ مباشرةٌ للتحريض الصهيوني الرسمي وإطلاق يد المستوطنين لممارسة الإرهاب المنظم في أنحاء أرضنا المحتلة". وأشارت إلى أن الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة، "لا يمكن أن تفرط دماء أبناء شعبنا أو تنام على جراحاتهم، ولهذا فعلى العدو أن يتحمل مسؤولية هذه العربدة التي يمارسها المستوطنون، وسيكون ثوار شعبنا بالمرصاد لقواته المهزومة ومستوطنيه المجرمين".