طلبات زواج تستحوذ على مساحات بالجرائ انتشرت في مختلف الصحف و المجلاّت في السنوات الأخيرة أبواب و مساحات لإبرام صفقات الزواج، هي وسيلة باتت تستهوي عددا كبيرا من الأشخاص بمختلف أعمارهم و شرائحهم الذين وجدوا فيها فرصة للتعارف على طرفهم الآخر فيحدّدون كل مواصفاتهم و كأن الزواج تجارة يباع فيها الأزواج كالسيارات حسب الموديل و تاريخ الصنع و الحالة.شاعت ظاهرة البحث عن الزواج في المجتمع الجزائري بشكل ملحوظ عبر مختلف وسائل الاتصال و أصبحت أمرا عاديا فلا تكاد تخلوا جريدة وطنية أو مجلة أسبوعية من صفحة مخصصة لإعلانات الزواج تحمل كل مواصفاتهم بحثا عن علاقة جدية يكون آخر مطافها الزواج و الاستقرار،فبين مؤيد و معارض لهذه الفكرة قامت يومية "الاتحاد" بجولة ميدانية ببعض شوارع العاصمة و استطلعت آراء بعض المواطنين حول الموضوع. رحلة البحث عن آدم تُختزل في الجرائد أكد بعض المواطنين الذين التقت بهم يومية "الاتحاد" في بعض شوارع العاصمة على غرار ديدوش مراد و حسيبة بن بوعلي أنه لا عيب في نشر مثل هذه الإعلانات بالجرائد قصد بناء علاقات جدية بل هي وسيلة تساعد الشباب على عثورهم على فتيات أحلامهم و لا يجدون سببا لاستنكار المجتمع لهذه الطريقة الحديثة ،و في هذا الصدد تقول "نعيمة" ذات الخامسة و الثلاثين ربيعا أن الشباب لا يستطيع اكتشاف الفتاة المتخلقة في الشوارع أو الأماكن العمومية فهذه الإعلانات تسهل لهم مهمة البحث عن شريكات " و تضيف "أن الكثير ممن تعرفهم انتهت علاقاتهم بالزواج"،كما جمعتنا الصدفة ب"دنيا" من القبة التي صرحت لنا أنها تعرفت على خطيبها بعد نشر إعلانها في إحدى الجرائد الوطنية و بالطبع وجدت فيه كل المواصفات التي كانت تتمنى أن يتحلى بها شريك عمرها ،فيما تضيف أن طلب الزواج المنشور يمنح للشباب قرار مواصفات النصف الثاني التي يريدونها و توفير الوقت الكثير عندهم خاصة أولئك الذين شغلوا أوقاتهم في الدراسة و العمل. و لأن قطار العمر سريع.. "شاب وسيم بدون عمل يبحث عن زوجة عاملة و لا يهمه إن كانت مطلقة و أخرى شابة في الخمسين تملك سيارة و مسكن تبحث عن رجل حنون لا يتجاوز الأربعين و أخرى في الثلاثين تبحث عن أي زوج يخلصها من شبح العنوسة.."، هي طلبات و أخرى يحتويها الركن الخاص لطلبات الزواج في الجرائد الوطنية يوميا لفتيات فكرن في الاستنجاد بإعلان طلب عريس في الصحف و عن الأسباب التي دفعتهن لذلك صرحت بعض الفتيات على غرار "مريم" و هدى" و "كوثر" و غيرهن ليومية "الاتحاد" أنهن بعد أن اكتشفن أن دوامة الحياة بدأت تجرفهن و العمر يمضي سريعا خصوصا أنهن أدركن مؤخرا أن الحياة لا تستقيم بالعمل فقط بل الزواج أهم حصّة في حياتهن والعمر يمضي سريعاً قررن نشر إعلاناتهن في الصحف،و أضفن أنهن لا يهمهن الزوج الغني أو المثقف أو الشاب بقدر ما يهمهن أن يصبحن أمهات و زوجات بجوار عملهن. إعلانات تنقص من سمعة حواء و لأن لكل شخص و نظرته الخاصة به في هذه الحياة فكانت نظرة بعض المواطنين إلى مثل هذه الإعلانات التي تستحوذ على صفحات الجرائد الوطنية في تصريحهم ليومية "الاتحاد" معارضة تماما للفكرة من أساسها، و نعتوا أولئك الذين يبعثون بمواصفاتهم لتنشر في الجرائد للبحث عن شريك العمر بالغير القانعين بقضاء الله و قدره، و في هذا الصدد تقول "الحاجة حورية" من العاصمة "بنت الأصل يا بنتي اللي ترضى بالنصيب اللي اعطاهولها ربي سبحانه ماشي تروح تنقص من سمعتها و تبيع روحها كالسلعة فالجرنان.." حيث ترى أن إعلانات الزواج عبر الصحف لا تجعل الفتاة معززة كما يجب أن تكون،و تضيف أنه عليها أن لا تتخذ هي الخطوة الأولى بل الزوج هو الذي يبادر بذلك كما ألفناسابقا، و فيما أضاف "عمي محمود" الذي استنكر أصلا مثل هذه الإعلانات "لوكان إيديروها بناتي نتبرأ منهم عيب كبير طفلة تعرض روحها للزواج.."،فهكذا استنكر بعض المواطنين لهذه الطريقة الحديثة للبحث عن شريك حياتهم. قراء أوفياء لصفحة آدم و حواء فيما فضل بعض القراء أن يكونوا أوفياء لصفحة آدم و حواء في الجرائد الوطنية لا للبحث عن زوج أو نصيب أو شريك العمر بل للتسلية و اللهو و الترفيه عن النفس ،حيث صرح "عبد الغني" أب لثلاثة أولاد أنه يطالع يوميا على هذه الإعلانات لا بحثا عن زوجة ثانية بل ليروح عن نفسه خاصة عندما يقرأ تلك الإعلانات التي تحوي شروط تشمل الحالات المادية و الخلقية،كثيرون أمثال "عبد الغني" الذين يجدون في مثل هذه الصفحات فرصة للترويح و التسلية. و للدين نظرة في الموضوع سائلة تسأل إمام عن حكم إعلان البنات عن أنفسهن في الجرائد والمجلات مع مواصفاتهن لمن يرغب خطبتهن والزواج منهن؟ و الإمام يجيب أن إعلان المرأة في الجرائد والمجلات عن رغبتها في الزواج وذكر مواصفاتها- يتنافى مع الحياء والحشمة والستر، ولم يكن من عادة المسلمين، فالواجب تركه. وأيضا هذا العمل يتنافى مع قوامة وليها عليها، وكون خطبتها عن طريقه وموافقته، والأحسن للمسلمة ألا تسلك هذا المسلك، فتصير كالسلعة التي تعرض نفسها، وكل معروض هينٌ رخيص، والأفضل في حق المسلمة أنها إن وجدت رجلا من أهل الصلاح والتقوى أن تفعل -هي أو وليها- مثلما فعلت أم المؤمنين خديجة في زواجها من الرسول صلى الله عليه وسلم؛ حيث أرسلت إليه أنها تريد الزواج منه، ومثلما فعل الفاروق عمر -رضي اللَّه عنه- في أمر أم المؤمنين حفصة، حين عرضها على عثمان وأبي بكر -رضي الله عنهما-، بعد وفاة زوجها.