شهدت مختلف مدن ليبيا، عدا بنغازي، وقفات احتجاجية سلمية ينظمها حراك 9 نوفمبر الشعبي الذي أعلن عن ميلاده في منتصف أكتوبر الماضي.يهدف هذا الحراك الذي تقوده مجموعة شبابية غير متحزبة كما أعلنت في بياناتها الأخيرة، إلى إجراء انتخابات عاجلة للمؤتمر الوطني العام (البرلمان)، الذي سيتولى تكليف رئيس حكومة جديد يشكل حكومة أزمة حتى الانتهاء من صياغة دستور جديد للبلاد، تحقيقا للشعار الذي يرفعه الحراك وهو "لا للتمديد نعم للتجديد".كما انطلق الحراك بوقفات احتجاجية سلمية ترفع شعارات تطالب بإنهاء ولاية المؤتمر دون الدعوة إلى إسقاطه على غرار بعض الأصوات التي تعالت في الآونة الأخيرة للمطالبة بإنهاء ولاية المؤتمر الوطني العام في فبراير القادم.كما نوه منظمو الحراك إلى أنهم لا يتحملون مسؤولية أي شعارات قد ترفع في حراكهم، بعيدا عن مطالبهم المعلنة.في حين استثنى حراك اليوم مدينة بنغازي مهد الثورة الليبية، من وقفة وذلك بسبب الوضع الأمني المتوتر الذي تعيشه المدينة وارتفاع وتيرة التفجيرات والاستهدافات مؤخرا.كما أن جهات محل جدل تلقت تهديدات ممّا دفع بمنظمي الحراك إلى استثناء بنغازي من وقفة الغد حتى لا تستخدم تحركاتهم مطية بهدف تنفيذ أعمال تخريبية أو انتقامية.في حين أعلن المنخرطون في الحراك أنهم غير مسيسين ولا يتبعون أي جهة سياسية كانت أو أيديولوجية، وأن حراكهم لا يقدم مواقف تجاه قضايا محل جدل في الساحة السياسية الليبية، وإنما يعملون على تحقيق أهدافهم المعلنة منذ التأسيس بهدف الخروج من الأزمة الراهنة.و منذ إعلانه لقي هذا الحراك ردود فعل متباينة، بين مؤيد ومتحفظ. أما التأييد فهو واضح من مواقع التواصل الاجتماعي التي تشهد بدورها حراكا لدعم حراك اليوم كما أن صفحات مضادة برزت على ذات المواقع.وفي ذات السياق يذهب معارضو الحراك إلى القول إن انتخاب مؤتمر وطني جديد بديلا عن المؤتمر الحالي لا يمكن أن يغير شيئا باعتبار أن اللاعب السياسي هو ذاته.ويرد عليهم مؤيدو الحراك بأن الناخب الليبي أصبح أكثر وعيا، وفهم الفاعلين السياسيين بشكل أفضل من الانتخابات التي جرت في السابع من جويلية 2012، وهو مؤهل اليوم لاختيار من يخدم طموحاته أكثر، ومن سيقع انتخابه سيكون أكثر وعيا بمسؤولياته.كما يراهن شباب حراك اليوم على هذه الفرصة لأخذ مكانهم في المشهد السياسي، إذ بقي الشباب شبه مغيب عن موقع القرار السياسي شأنه شأن الشباب التونسي والمصري الذي بقي بعيدا عن سلطة القرار عقب ثورات قدم فيها قتلى وجرحى.كما أكد شباب حراك 9 نوفمبر أنهم سيعملون في الأيام القادمة على تنظيم صفوفهم بشكل أفضل، وسيدافعون عن مطالبهم بجدية مستغلين الطرق السلمية والقانونية في الاحتجاج تلك التي يضمنها الإعلان الدستوري. تبادل إطلاق النار بين كتيبتين أفادت مصادر إعلامية عن تبادل إطلاق نار كثيف لا يزال دائرا بين كتيبتين مسلحتين في عدة أحياء من العاصمة طرابلس خاصة في المناطق الساحلية عند ما يعرف بطريق الشط، مشيرا إلى أنه سُمع دوي سقوط قذائف هاون على فترات متلاحقة.وأوضح من ليبيا عبد العظيم محمد أنه استخدمت أسلحة خفيفة ومتوسطة في الاشتباكات، كما خلت الشوارع من حركة المرور في المناطق التي تشهد تبادلا لإطلاق النار، ضف على أن كتيبة النسور من مدينة مصراتة تسعى للانتقام لمقتل أحد قادتها قبل يومين في منطقة سوق الجمعة بطرابلس.كما أشار إلى أن كتيبة النسور تحاول الدخول إلى مقر كتيبة النصر للإسناد الأمني التي قتلت قائدها نوري فيروان.وأما من جهتها نقلت مصادر أمنية أن جماعة مليشيا مدججة بالسلاح دخلت العاصمة وتهاجم منطقة سوق الجمعة في شرق المدينة انتقاما لمقتل أحد أفرادها في تبادل لإطلاق النار في طرابلس يوم الثلاثاء.كما وقع قتال عنيف لعدة ساعات بين مقاتلي مليشيات متصارعة في شوارع العاصمة، في حين أسفر القتال عن سقوط ثلاثة جرحى توفي أحدهم متأثرا بجراحه مما أدى إلى هجوم للثأر لمقتله.وفي ذات السياق هتف مقاتلون على شاحنة صغيرة عليها مدفع مضاد للطائرات مكبرين بينما كانت الشاحنة تنطلق بسرعة كبيرة قرب وزارة الخارجية. وأمكن مشاهدة طلقات استكشافية من المدافع المضادة للطائرات لتحديد أهدافها في منطقة سوق الجمعة في شرق العاصمة وعدة مناطق من طرابلس تبعتها انفجارات مدوية.كما أمكن سماع إطلاق قذائف صاروخية قرب وزارة الخارجية ومبنى التلفزيون الليبي في وسط العاصمة.