ضيق الله فرص الطلاق بترك فترة للتروي و التفكير و تقوى الله.. قال تعالى: "يا ايها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن و أحصوا العدة و اتقوا الله ربكم لا تخرجوهن من بيوتهن و لا يخرجن إلا ان يأتين بفاحشة مبينة و تلك حدود الله ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا * فإذا بلغن أجلهن فأمسكوهن بمعروف او فارقوهن بمعروف و أشهدوا ذوي عدل منكم و أقيموا الشهادة لله ذلكم يوعظ به من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر ومن يتق الله يجعل له مخرجا" فالطلاق كالإجهاض و الإجرام و الإرهاب و الفساد و مصائب أخرى عدة ليست إلا مظهرا أخر من مظاهر نقصان وعدم تمام تطور الإنسان فما بالك بما يحدث ما بعد الطلاق بين المنفصلين والحروب التي يشنها الواحد عل الآخر لتلقي بظلالها على الأبناء الذين هم الضحية الأولى لهذه العداوة الناشبة.. الطلاق هو أبغض الحلال عند الله عز وجل وأول خطوة في طريق تفكك الأسرة وبروز المشاكل الاجتماعية، ولكن في حالات يتسع فيها الخلاف بين الزوجين ويشتد الخصام بحيث تغدو الحياة الزوجية مستحيلة الاستمرار ويتعذر الإصلاح فيكون الطلاق، و يمر الرجل والمرأة بعد الطلاق مباشرة بمرحلة فقد الاتزان مصحوبة ببعض الأعراض مثل الحزن والفراغ.. خصوصا إذا كانت هناك علاقة حب طويلة بين الزوجين أو عشرة طويلة.. ويعيش كل منهما صراعا نفسيا كبيرا.. قد يؤدي إلى نوبة اكتئاب جسيمة بعد ذلك.. وكل هذه الأحاسيس تجعل من المطلقين يلجآن لإتباع وسائل عدوانية وتدميرية للانتقام من الشريك، ليتحول كل منهما من زوجين يعيشان تحت سقف واحد إلى عدوين كأنهما لم يعرفا ويختبرا بعضهما بعضا من قبل..فيشنان حربا إن بدأت لا ولن تنتهي.. فطالما أن الرجل طلق امرأة ما، فهو يرى أن من حقه أن يصفها بأبشع الصفات! و طالما أن المرأة تطلقت من زوجها فهي ترى أن من حقها أن تنسب له سبب الطلاق و كل الصفات السيئة التي تبرر ذلك الطلاق! كما هو الحال مع زينب وتوفيق.. "أخذت بثأري" و "البادئ أظلم" بعد ثماني سنوات من الحب والتآلف قرر توفيق في نهاية الثلاثين تطليق زينب وكتب على محمد ابنهما ذو الخمس سنوات أن يكون حكما بين هذين المنفصلين عدوين يفكر كل منهما في طريقة تدمر الآخر..تقل زينب: بعد طلاقي تركت طليقي في حاله ولم أحاول أذيته وصفحتي بيضاء ناصعة حيث لم يتحدث الناس عن الانفصال ولو بكلمة واحدة، خاصة وأنني و طليقي جارين في نفس العمارة، فلم يتحمل الأمر فأصبح ينشر عني كلاما معيبا عن أخلاقي السيئة ولهذا السبب طلقني، فبدأت أسمع من هذا وذاك كلاما يسيء إلى سمعتي فواجهة توفيق الذي لم ينفي إطلاقه للشائعات عني وذلك لينتقم للسنوات التي هدرها من حياته معي.. وبما أنه اعترف لجأت أنا أيضا لأساليبي الخاصة وذهبت إلى الشركة التي يعمل فيها كإطار له قيمته ووزنه وجلست مع السكرتيرة بحجة أن أرى المديرة لطلب عمل وفي دردشة معها ذكرت أن توفيق كان يحرمني من الطعام والمصروف، ويطالبني بالذهاب لبيتي أهلي لأؤتيه بالمال أما عن ماله هو فينفقه عن ملذاته من النساء والخمور والقمار.. وهكذا انتشر الخبر بسرعة الضوء وبالتالي "أخذت بثأري" "إشاعاتها وأفعالها نفتني من مقر سكني" أما رسيم فتطلق وزوجته بعد استحالة العيش معا فقال: بعد الطلاق نسبت المحكمة حضانة طفلي لأمهما وحق الزيارة لي، ولكنني وجدت في كل مرة أطلب رؤيتهم، أنها ترفض وتتعلل بحجج واهية، فمرة تقول إنها ستذهب بهم إلى الطبيب، أو لدرس خصوصي، وأبقى على هذه الحالة لا أعرف كيف أراهم لمدة أسبوعين أو ثلاثة، حتى تتكرم علي وتحدد لي موعدا، تعتقد والدتهم إنها بذلك تلوي ذراعي، والآن بعد أن تزوجت من سيدة أخرى، على أمل أن أعيش حياة مستقرة، بدأت تنغص علي حياتي من جديد، وتتصل بي في أوقات كثيرة بدعوى أن الأولاد في حاجة إلي، وهي لا تعرف كيف تتعامل معهم، أو أنهم الآن صاروا في سن الشباب، ويجب أن يجدوني بجانبهم، مما خلق لي مشاكل عديدة مع زوجتي الجديدة.. ومنذ شهر التقتا في سوق المدينة فنشب شجار حاد فيما بينهما ووصل بطليقتي إلى ضرب زوجتي واتهامها أنني خنتها معها وبدأت ألسنة الناس تترصدنا فما كان لي إلا تغيير مقر سكني والرحيل عن تلك الدائرة "ظننه ابتزازا ولكنه كان حنينا" ولريم حكاية حزينة وخطيرة حيث أن طليقها يبتزها بأمور مسجلة على هاتفه النقال التي يتوعدها بنشرها على الأنترنت في حال لم تنصغ لأوامره والمشي كما يحلو له هو، فتقول: كان يبتزني فأخذ كل مجوهراتي ومرتبي الشهري وبات يأخذ مني كل ما يريده لم أجد وسيلة للخلاص خاصة وأنه هددني في حال ما إذا أخبرت الشرطة فإنه قبل اعتقاله سينشر الفيديو والصور على كل مواقع الانترنت.. وبعد مدة طلب مني العودة إليه والعيش معه والتصالح فقط من أجل أن أتخلص من تلك الصور ولكنني عندما عدت إلى منزلي وجدت أنه هو من مسحها وقرر أن يتحول إلى شخص مسالم واليوم نحن نعيش في سعادة لم نعهدها من قبل فأفعاله قد ظننتها ابتزازا لكنها كان حنينا بخصوص حرب وعداوة المطلقين تقول جاوود خروفة مستشارة علم أنهت ترجع فقدان الحب أو لجرح الطلاق فصدمة الطلاق تحطم توقعات الطرفين نتيجة لجهل كل منهما بالأخر و كيفية التعامل معه و بمسؤوليات و مستجدات هذه الكلمة فيحدث التضارب للشخصية و فتور المشاعر مما يؤدي إلى الانتقام و استخدام الشائعات.. والعلاقة بين الأبوين بعد الانفصال يحددها التزام كل طرف بالواجب المفروض عليه فإذا وجد التفاهم تكون العلاقة في صالح الأبناء، وحذرت المستشارة الآباء الذين يشوهون صورة بعضهم أمام الأبناء، وترى أنه إذا كان الأبناء يعيشون مع أحد الوالدين وحاول أحدهما تشويه صورة الأخر اعتقادا منه أن هذا سيجعلهم يحبونه أكثر ويكرهون الثاني ويمارس ذلك كنوع من الانتقام فهو خاطئ فالخاسر الوحيد في هذه الحالة هم الأبناء. الخاسر الوحيد هم الأبناء ويؤكد الخبراء في مجال التربية و الرعاية الأسرية أن الأطفال يصابون بأمراض و عقد نفسية و معظمهم تصبح تصرفاتهم سلبية و شاذة مع الآخرين و يتراجعون في تحصيلهم الدراسي ، و الطب النفسي يؤكد أن جو المشاحنات و المنازعات و القلق و ضيق العيش لدى الأبناء سببه لهم طلاق أبويهم تظهر نتائجه السلبية مثل التبول اللاإرادي و الخوف في الليل و التشنجات والتراجع عن فعل أشياء إيجابية في حياتهم ..ونهى الإسلام عن الشتم و التباغض حيث أنه جاء رجل مطلق إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم يشكو مطلقته فقال صلى الله عليه وسلم : ( يا هذا أمسك عليك لسانك ) و هذا تصريح واضح ألا يذكر مطلقته بأي سوء .