كانت خديجة امرأة حازمة، شريفة، لبيبة، عاقلة، تاجرة، وكانت تستأجر الرجال على مالها مضاربة. فلما سمعت بصدق الرسول صلى الله عليه وسلم وأمانته عرضت عليه أن يخرج في تجارتها إلى الشام مع غلامها مَيْسرة. فلما عاد من الشام بأرباح كثيرة، وأخبرها ميسرة ببعض ما رآهعليه من الكرامات، وبصدقه وأمانته، رغبت في زواجه، فذكر ذلك لأعمامه، فذهب معه حمزة إلى أبيها خويلد بن أسد، فخطبها وتزوجها، فأصدقها عشرين بَكْرَة. وكانت خديجة أولى وأفضل زوجاته صلى الله عليه وسلم.وكان عمره صلى الله عليه وسلم عندما تزوجها خمساً وعشرين سنة، وكان عمرها أربعين سنة، وعاش معها اثنتين وعشرين، وقيل أربعاً وعشرين سنة، لم يتزوج عليها غيرها وفاء وتقديراً لها، فعافاها الله من نكد الضرائر، وماتت وعمرها أربع وستون سنة، قبل الهجرة بثلاث سنين. لقد واست خديجةُ رسولَالله صلى الله عليه وسلم. بعقلها، ومالها، وحسن خلقها وتدبيرها، وقد رزقه الله جميع أولاده منها، وهم ولدان: القاسم وكان أكبر أولاده فكني به، وعبد الله الذي كان يلقب بالطاهر والطيب، وقد ماتا صغاراً؛ أما بناته منها فأربع، وهن:زينب وكانت تحت العاص بن الربيع ابن خالتها هالة، ورقية وأم كلثوم وكانتا تحت عثمان، حيث عوضه أم كلثوم بعد وفاة رقية، وكانتا قبل بعثته صلى الله عليه وسلم.متزوجتين من ابني عمه أبي لهب، وعندما بُعِثرسول الله صلى الله عليه وسلم.وكفر أبولهب أمر ابنيه أن يطلقا بنتي صلى الله عليه وسلم.لينشغل عن دعوته، أما فاطمة فكانت تحت علي رضيالله عنه. وكلهن أدركن الإسلام وأسلمن، ومات كلهن قبله إلا فاطمة ماتت بعده بستة أشهر. أما ابنه إبراهيم فإنه كان من مارية القبطية التي أهداها له المقوقس ملك مصر، ومن أهل السير من عد لرسول الله صلى الله عليه وسلم. أربعة من الولد، منهم الطاهر والطيب، وهما لقبان لعبد الله. كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من ذكر خديجة بعد وفاتها، وكانت عائشة تغار منها ولم ترها. وكانت خديجة رضي الله عنها قبل أن تتشرف بزواجها من رسول الله صلى الله عليه وسلم متزوجة برجلين قبله هما: عتيق بن عائذ بن مخزوم فولدت منه بنتاً، وبعد هلاكه تزوجت بأبي هالة التميمي، فولدت له هند بن هند، وكان ربي بر سول الله صلى الله عليه وسلم. فضائل خديجة 1.كانت في الجاهلية تلقب بالطاهرة. 2.أول من آمن برسول الله صلى الله عليه وسلم من الرجال والنساء. 3.أن الله أقرأها السلام بواسطة جبريل: "يا خديجة، هذا جبريل يقرئك السلام من ربك"، فقالت خديجة:الله هو السلام، ومنه السلام، وعلى جبريل السلام. 4.من النساء الكمل، فقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "خير نساء العالمين مريم بنت عمران، وآسيا بنت مزاحم، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد"، و"كمُل من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء إلا أربع، هن: مريم ابنة عمران، وآسيا بنت مزاحم، وخديجة، وفاطمة". 5.وروي عنه أنها سيدة نساء الجنة بعد مريم. 6.وروي عنه أنه قال: "خير نسائها خديجة، وخير نسائها مريم". 7.وعن عائشة رضي الله عنها قالت: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم خديجة ذات يوم فتناولتها، فقلت: عجوز كذا وكذا، قد أبدلك الله بها خيراً منها؛ قال: "ما أبدلني الله خيراً منها، لقد آمنت بي حين كفر بي الناس، وصدقتني حين كذبني الناس، وأشركتني في مالها حين حرمني الناس، ورزقني الله ولدها وحرمني ولد غيرها" ، فقلت: والله لا أعاتبك فيها بعد اليوم.