من المعروف عند العائلات الجزائرية التحري حول الشخص الذي يتقدم لخطبة الفتاة و مع ذلك يعمد الكثيرين للتظاهر بأنهم ميسوري الحال و ذلك بامتلاك المسكن و المركب و المنصب الذي سيضمن لهم العيش الكريم إلى غير ذلك من المغريات التي تجعل العائلة تقع فيما لا يحمد عقباه، و هذا يدفعنا لطرح التساؤل الأتي هل صحيح أن العائلات الجزائرية أصبح همها الوحيد تزويج ابنتها دون السؤال عن أحوال و أوضاع الخاطب كما كان معمول به في الماضي، أم أن هذه العائلات أصبحت ترى الجانب المادي فقط، بين هذا و ذاك، فالضحية الوحيدة في هذه المسألة هي الفتاة التي غالبا ما تنتهي علاقتها الزوجية بعد دخولها القفص الذهبي مباشرة من خلال ما سمعناه عن هذه الظاهرة التي تهدد أمن و استقرار البيوت الجزائرية، رصدنا بعض القصص حول حالات كذب الرجال، هذه الصفة التي طالما حذرنا الله سبحانه و تعالى منها، و كانت "عفيفة" أول من التقيناها و أبت إلا أن تسرد لنا قصتها لتكون عبرة لكل فتاة مقبلة على الزواج " عندما تقدم لخطبتي أخبرني أنه يملك بيت خاص به و له سيارة، هذا ما دفعني للزواج منه خاصة البيت الذي يستر صاحبه، و لكن بمجرد ما وضعت حملي الأول تيقنت أن كل ذلك كان كذبا و لكن بعد فوات الأوان ، فكرت كثيرا في الطلاق لكن كنت دائما أفكر في ابني" و من جهة أخرى تقول " نبيلة" "أنا أعمل في شركة وطنية، و عندما تقدم شخص يعمل معي لخطبتي كان شرطي الوحيد عملي، و لما وافق قبلت الزواج به، و بعد شهر من زواجنا حان وقت رجوعي للعمل، تفاجأت به و هو يخبرني أنه قرر عدم مواصلتي العمل و أنه ضد فكرة عمل المرأة المتزوجة، لان واجباتها الآن كبرت و عليها أن تعطي كل وقتها لبيتها و زوجها، و من هنا بدأت المشاكل و أصبح من المستحيل العيش مع رجل كاذب و هذا ما دفعني لطلب الطلاق" ما أكثرها حالات الكذب في مجتمعنا الجزائري خاصة تلك المتعلقة بالشباب المقدمون على الزواج الذين يستعملون كل الطرق خاصة أولئك المغتربون الذين يوهمون الفتيات بأخذهن إلى ديار الغربة بمجرد الزواج، و كم كثيرات اللواتي صدقن هذه الأكاذيب و في هذا الصدد أخبرتنا "فريدة" التي تقدم لخطبتها شاب جزائري من نفس قريتها لكنه مغترب فوافقت، و بدأت بتحضير الأوراق اللازمة للسفر عنده، و إذا به يخبرها أنه قام بتقديم موعد الزفاف و عندما حاولت معرفة السبب أخبرها أن أمه امرأة طاعنة في السن و هي بمفردها و ليس هناك من يؤنس وحدتها، إضافة إلى تحذير بعض المقربين منه، بأنه يخدعها و أنه ينوي الزواج بها فقط لتعيل أمه، و ما زاد الطين بله، انتشار بعض الأقاويل أنه متزوج من مغربية، و هذا ما أدى إلى فسخ الخطوبة في الحين. أما "الهام" فقد كان نتيجة كذب زوجها عليها، الطلاق و منع الزوج من رؤية أولاده، و أخبرتنا أن هذا هو الشيء الوحيد الذي يشفي غليلها بعدما مرت السنوات و هي تعيش مع زوج خائن،"كنت بنت في العشرين من عمري لما تقدم لخطبتي، و بعد السؤال عنه في حيه تبين أن رجل صالح لا يخالط من هب و دب و أن له بيت و سيارة و عمل مستقر، فرأى والدي أن هذه من أهم الصفات التي يجب أن تكون في من يتزوج من ابنته الوحيدة، و بالفعل تم الزواج و رزقت بعدها ببنتين وولد، و بعدها انتقلنا لحي أخر و هنا التقيت بصديقة كنت أدرس معها في الثانوية،فقامت بدعوتي لبيتها و بينما كنت أتصفح البوم الصور، تفاجأت برؤية زوجي مع امراة أخرى و عندما سالتها من يكون هذا الشخص، أخبرتني أنه صديق العائلة و هذه زوجته، و لما صارحت زوجي أخبرني أنه كان متزوج و هو يحب زوجته كثيرا و أعاد الزواج بموافقتها لأنها لا تنجب، فقررت في الحين طلب الطلاق، و كردة فعل على فعلته قررت منعه من رؤية أولاده " تعتبر الصراحة و الثقة و الصدق من العوامل الأساسية التي يجب أن تتوفر في الطرفين لبناء العلاقة الزوجية ناجحة، لكن في بعض الأحيان نجد نوع من الرجال يجدون لأنفسهم أعذارا للكذب على خطيبته أو زوجته و ذلك خوفا على خسارتها و خوفا منه إذا صدقها القول تخلت عنه، و بين هذا و ذاك فالكذب يبقى صفة منبوذة في كل العلاقات خاصة إذا اكتشفت الزوجة ذلك فان لم تقم بطلب الطلاق أو الخلع فحتما سيسقط من عينها و هنا تصبح الحياة أصعب لان العلاقة فقدت أسمى معاني الثقة.