سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تدفقات المقاتلين على سوريا تعد بمثابة طفرة غير مسبوقة في الانتشار العالمي للتنظيمات الجهادية مقارنةً بالحرب الأفغانية السوفيتية ... المقاتلون الأجانب.. الهجرة والهجرة المضادة ترعب دول العالم
· بان كي مون انضمام أكثر من 25 ألف مقاتل من 100 دولة، لصفوف التنظيم في سورياوالعراق، قضية المقاتلين الأجانب الساعين إلى الانضمام والقتال في صفوف الجماعات والتنظيمات الإرهابية المتشددة ومنها تنظيم "داعش الإرهابي " الذي بات من أكثر التنظيمات استقطابا للمقاتلين من جميع أنحاء العالم، أصبحت اليوم وكما يقول بعض الخبراء محط اهتمام عالمي من قبل العديد من الدول والمؤسسات الأمنية والاستخباراتية، وخصوصا الدول المصدرة لهؤلاء المقاتلين التي تخشى من عودتهم بعد إن اكتسبوا مهارات قتالية غير تقليدية. يضاف إلى ذلك صعوبة إحصاء أعداد المقاتلين بسبب عدم وجود إحصاءات رسمية دقيقة.وقد تعززت المخاوف العالمية وكما تشير بعض المصادر، من تهديدات هؤلاء المقاتلين العائدين من سورياوالعراق، عقب قيام بعض الخلايا الإرهابية بتنفيذ عمليات مسلحة في العديد من الدول، وتشير تقارير أممية إلى أن 100 دولة تمد داعش بالمقاتلين، وأكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون انضمام أكثر من 25 ألف مقاتل من 100 دولة، لصفوف التنظيم في سورياوالعراق، مبينا أن أعمار المقاتلين تتراوح بين ال15 و ال35 عاما، لترتفع نسبة المقاتلين الأجانب إلى 70 بالمائة منذ منتصف عام 2014.وعلى مستوى تقديرات عدد المقاتلين الأجانب غير العرب في سوريا، أصدرت مجموعة سوفان البحثية الأمريكية دراسةً أعدها ريتشارد باريت، الرئيس السابق لفريق الأممالمتحدة لمراقبة طالبان والقاعدة، أشارت إلى أن التقديرات تؤكد وجود ما لا يقل عن 12000 من المقاتلين الأجانب في سوريا ينتمون لحوالي 81 دولة، فيما يقدر عدد المقاتلين المنتمين لدول غربية بحوالي 3000 مقاتل أغلبهم أعضاء في تنظيم داعش، الأكثر قدرة على اجتذاب وتجنيد المقاتلين الأجانب.في المقابل، أصدر المركز الدولي لدراسة التطرف بالجامعة الملكية في لندن تقديرات مغايرة في منتصف أبريل 2014 حول وجود ما لا يقل عن 11 ألف مقاتل أجنبي، من بينهم 1900 متطوع من دول أوروبية، ويأتي على رأس قائمة المتطوعين مواطنون فرنسيون وصل عددهم إلى حوالي 421، تليها بريطانيا بحوالي 366، وحوالي 269 من بلجيكا، و249 من ألمانيا.وفي هذا الإطار أكدت دراسة جامي ديتمر حول تهديدات المقاتلين الأجانب للدول الأوروبية، والتي نشرها معهد الشرق الأوسط بواشنطن؛ أن تدفقات المقاتلين على سوريا تعد بمثابة طفرة غير مسبوقة في الانتشار العالمي للتنظيمات الجهادية مقارنةً بالحرب الأفغانية السوفيتية في ثمانينيات القرن الماضي التي لم تتمكن إلا من استقطاب 10 آلاف متطوع من الدول العربية والإسلامية فقط، واستندت الدراسة إلى نتائج دراسة أجراها توماس هيجهامر في فبراير 2013 على المقاتلين الأجانب في حروب أفغانستان والشيشان والبوسنة والهرسك، والتي أثبتت أن 11% من المقاتلين الأجانب العائدين من بؤر الصراعات الجهادية ينضمون لخلايا إرهابية محلية تقوم بعمليات إرهابية على غرار العمليات الإرهابية التي شهدتها لندن ومدريد وموسكو وبالي في إندونيسيا. · 4 آلاف مقاتل أجنبي وفي هذا الشأن فقد كشفت منظمة الشرطة الدولية (الإنتربول) هويات أكثر من 4 آلاف مقاتل أجنبي في العراقوسوريا. بحسب ما أعلن أمينها العام. وقال شتوك "في سبتمبر 2014 تحققت "الإنتربول" من هوية تسعمئة مقاتل أجنبي على الأقل. واليوم بعد أقل من سنة هناك أكثر من أربعة آلاف صورة (لأشخاص) متوافرة في قاعدة معطياتنا".وأدلى الأمين العام لمنظمة الشرطة الدولية بهذه التصريحات عند افتتاح لقاء دولي في برشلونة بشمال شرق إسبانيا يجمع مختلف وحدات الشرطة المتعاونة مع "الإنتربول" بغية تعزيز التعاون في مجال مكافحة الإرهاب. ولمكافحة ظاهرة المقاتلين الأجانب دعا يورغن شتوك الدول إلى تقاسم أفضل لمعلوماتها وإلى تسهيل وصول السلطات الدولية إليها. بحسب فرانس برس. · تضليل الحكومات من جانب أخر عمد المرشحون للجهاد الراغبون في الذهاب إلى سوريا آو العراق إلى تغيير تكتيكاتهم بغرض تضليل الحكومات التي تسعى للتصدي لهم، من خلال تجزئة مسارهم أو الاستعانة بمجرمين سابقين بحسب الأمين العام للانتربول.وقال الأمين العام لمنظمة الشرطة الجنائية الدولية المعروفة بالانتربول يورغن شتوك أمام مجلس الأمن الدولي أن التدابير المتخذة لوقف المقاتلين الأجانب الراغبين في الالتحاق بتنظيم داعش "أدت فعلا إلى تغييرات تكتيكية" من قبل الذين يجندونهم إذ أنهم باتوا يرسمون مسارات مقسمة إلى عدة أجزاء لتضليل سبل مراقبتهم.ويستعين المكلفون التجنيد أيضا بمدانين سابقين لمساعدتهم على تشكيل "شبكات مهربين" تسمح للمرشحين للجهاد بالوصول إلى وجهتهم. واعتبر يورغن شتوك أن تقاسم المعلومات أساسي لاحتواء تدفق الراغبين في الانضمام إلى التنظيمات الجهادية. وقال "إن الاستخبارات تعبر الحدود لكن بوتيرة تقل سرعة عن المقاتلين الإرهابيين الأجانب".وقد طلبت 51 دولة فقط من شركات الطيران العاملة على اراضيها تزويدها مسبقا بالمعلومات عن ركابها لتسهيل عمليات المراقبة. وأظهرت الدراسة التي أجراها فريق من خبراء الأممالمتحدة زيادة بنسبة 71 في المئة لعدد المقاتلين الأجانب في الفترة بين منتصف العام 2014 مارس 2015. وتلاحظ الدراسة "ان هذا التدفق هو الأكبر تاريخيا، ويشمل خصوصا تحركات باتجاه سورياوالعراق، مع مشكلة متنامية أكيدة في ليبيا".وتبنى مجلس الامن في سبتمبر 2014 قرارا يدعو الحكومات لملاحقة مواطنيها الذين ينضمون أو يحاولون الانضمام إلى الجماعات الجهادية. ولكن هذا لم يمنع عددا كبيرا من المقاتلين الأجانب من السفر للالتحاق بالتنظيمات الجهادية، من المغرب وتونس وفرنسا أو روسيا. وتؤكد الأممالمتحدة حتى أنها عثرت على اثر جهاديين انطلقوا من المالديف وفنلندا وترينيداد-وتوباغو وكذلك من بلدان افريقية جنوب الصحراء الكبرى. بحسب فرانس برس.وتركيا التي تعتبر نقطة التقاء هامة للذهاب الى سوريا أو العراق، هي التي تصوب إليها الأنظار، لكن البلدان التي ينتمي إليها هؤلاء المرشحون للجهاد باتت توجه إليها الأصابع أيضا. واوضح الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون أن هؤلاء الأجانب هم بأغلبهم من الشبان الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و35 عاما لكنه أكد أيضا على الحاجة للتصدي لأسباب ذهاب نساء وأطفال نحو هذه الجماعات المتطرفة. · مقاتلو البوسنة في السياق ذاته حذرت دراسة من أن مقاتلي البوسنة العائدين من سورياوالعراق يشكلون شبكات متشددة إقليمية تمثل تهديدا مباشرا للأمن في دول البلقان وغيرها. وذكرت الدراسة التي أعدتها مؤسسة (مبادرة الأطلسي) التي لا تهدف للربح ومقرها سراييفو أن العائدين يشكلون حلقات تمتد إلى صربيا والجبل الأسود ومقدونيا وألبانيا وكوسوفو وربما تجذب شبانا على هامش المجتمع إلى الفكر المتطرف.وقال فلادو أزينوفيتش الذي شارك في إعداد التقرير "بعد أن كانت البوسنة يوما ما بلدا يقصده المقاتلون الأجانب في التسعينات أصبحت الآن البلد الأصلي لمتطوعين في حروب شعوب أخرى." واستنادا إلى مصادر مخابرات ووثائق علنية مثل سجلات المحاكم قالت الدراسة إن ما إجمالي 192 بالغا و25 طفلا تتراوح أعمارهم بين خمسة شهور و17 عاما من البوسنة سافروا إلى مناطق الصراع في سورياوالعراق من ربيع 2012 حتى نهاية عام 2014.ومن بينهم 156 شخصا معظمهم رجال ذهبوا إلى هناك للقتال وهو ما يجعل البوسنيين من أكثر مجموعات الجهاديين الأجانب من أوروبا. وأكثر من ثلث هؤلاء لهم سجلات جنائية سابقة وتتراوح أعمارهم بين 18 و74 عاما. ورغم أن غالبية مسلمي البوسنة معتدلون فإن بعضهم اتبع مذهبا متشددا تحت تأثير المقاتلين الأجانب الذين وصلوا إلى البوسنة أثناء حربها في الفترة من عام 1992 إلى عام 1995 للقتال إلى جوار المسلمين ضد الصرب الارثوذكس والكروات الكاثوليك.وبينما بقي 115 شخصا بالغا في سورياوالعراق دون نية واضحة للعودة عاد 51 إلى البوسنة "بعدما تمرسوا في القتال وتطرفت أفكارهم" وفقا لما ذكرته الدراسة. وقتل 26 في المعارك. ودعا التقرير إلى تعزيز التنسيق بين قوات الشرطة والتي ما زالت منقسمة وفقا للخطوط السياسية والعرقية في البوسنة وزيادة مراقبة شبكات الانترنت والتواصل الاجتماعي التي أصبحت وسيلة رئيسية لإقناع الشبان بفكر متطرف وتجنيدهم. بحسب رويترز.وفي العام الماضي فرضت البوسنة عقوبة السجن لفترات تصل إلى عشر سنوات لمن ينظمون أو يجندون أو يمولون ترحيل مواطنين للقتال في دول أجنبية. وأدين 12 شخصا في ماي لقتالهم في صفوف داعش في سوريا. وتجري محاكمة واعظ مسلم لتحريضه علانية وتجنيده أشخاصا للقتال في سورياوالعراق. اعتقالات جديدة من جانبها اعتقلت الشرطة السويدية شخصين في مداهمات بالعاصمة ستوكهولم ومدينة أوريبرو ضمن حملة ضد تجنيد الشبان للقتال مع متشددين إسلاميين بالخارج. وانضم ألاف المواطنين الأوروبيين معظمهم من المهاجرين الإسلاميين إلى الجماعات المتشدد. وتخشى حكومات الاتحاد الأوروبي من أن بعض المقاتلين الذين يحملون جوازات سفر أوروبية قد يعودون للوطن لتنفيذ هجمات وتشدد القوانين والأمن لمنع السفر من أجل الجهاد.وقال جهاز الأمن بالشرطة السويدية في بيان إن شخصا اعتقل في ستوكهولم للاشتباه في أنه يدرب مجندين على القتال في الخارج. وأضاف أنه نفذ حملة مداهمة منفصلة في أوريبرو على بعد 140 كيلومترا غربي ستوكهولم واعتقل شخصا ذكرت وسائل إعلام سويدية أن عمره 45 عاما. ولم يذكر الجهاز تفاصيل عن عملية أوريبرو لكن بيانا قال "لدينا صورة واضحة عن وجود أنشطة تجنيد ونشر الفكر المتشدد في أوريبرو." بحسب رويترز.وأضاف البيان أن المدينة التي يسكنها 140 ألف نسمة أصبحت رابع أكبر مصدر للمجندين في السويد بالنسبة للفصائل الإسلامية بعد مالمو وجوتنبرج وستوكهولم. وفي وقت سابق هذا العام أبلغ رئيس جهاز الأمن أن نحو 300 مواطن سويدي سافروا إلى سورياوالعراق للمشاركة في القتال مع جماعات مرتبطة بتنظيم القاعدة أو تنظيم داعش. ومن بين هؤلاء قتل 35 وعاد نحو 80 إلى السويد. وتعتزم الحكومة السويدية أن تجرم السفر للخارج للقتال مع منظمات متشددة. · دعوة لتكثيف الجهود إلى جانب ذلك عبر وزراء داخلية الدول الأعضاء في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عن قلقهم من أن بعض الدول لا تبذل جهودا كافية لمنع مواطنيها من السفر إلى الخارج والانضمام إلى جماعات متشددة مثل تنظيم داعش في سورياوالعراق. وفي تحرك جاء ردا على المكاسب العسكرية التي حققها التنظيم تبنى مجلس الأمن الذي يضم 15 دولة قرارا في سبتمبر الماضي في اجتماع رأسه الرئيس الأمريكي باراك أوباما يطالب كل الدول بأن "تمنع وتقمع" عمليات تجنيد وسفر مقاتلين متشددين للمشاركة في الحروب الأجنبية.لكن المجلس قال في بيان تم إقراره بالإجماع أن النتائج حتى ألان لم تكن مثالية. وأشار إلى "مخاوف خطيرة" من أن بعض الدول لا تقدم للسلطات الوطنية الأخرى معلومات عن الركاب سلفا بينما لم تجرم العديد من الدول حتى الآن محاولات الانضمام أو المساعدة أو تمويل الإرهاب. بحسب رويترز.وقال وزير الأمن الداخلي الأمريكي جيه جونسون لمجلس الامن إن "هناك المزيد من العمل الذي يتعين انجازه". وأضاف "هناك حاجة لعمل المزيد لتعزيز النظم القانونية متى دعت الحاجة وخاصة لتجريم نوايا السفر كمقاتلين إرهابيين أجانب لارتكاب أعمال إرهابية ... وعمل ذلك بأسرع ما يمكن." وفي تقرير جديد حددت لجنة مكافحة الإرهاب التابعة للأمم المتحدة مجموعة من "الإجراءات التي لها أولوية" التي يجب ان تتخذ ومن بينها تلك التي أوجزها جونسون.