يجمع العديد من متتبعي الشأن الأمني بالجزائر، بالنظر لحالة الإستقرار الأمني التي تشهدها البلاد منذ أشهر، والشلل الذي أصاب التنظيم الإرهابي المسمى القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي في القيام بأي عملية مع الأنباء الواردة عن إنشقاق محتمل لأمير كتيبة الملثمين مختار بلمختار المكنى بخالد أبو العباس وبالنظر للعمليات النوعية التي حققتها المصالح المختصة في مكافحة الإرهاب، أخرها توقيف الرجل الثالث في التنظيم الإرهابي القاعدة في بلاد المغرب، المسمى نسيب الطيب و المدعو "أبو إسحاق السوفي" مع عنصرين أخرين والذين كانا بصدد تنفيذ مهمة بالغة الأهمية بولاية غرداية، أن النشاط الإرهابي قد تلقى ضربات قاسمة خصوصا بعد فشل التنظيم الإرهابي في القيام بعمليات إستعراضية خلال المدة الأخيرة وبالتوازي مع المسجل برزت مؤشرات قوية وغير مسبوقة على حالة الضعف والتشتت التي أصابت "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" بسبب الضربات المتتالية التي تلقاها على أيدي مصالح الأمن ، ليؤكد ما يراه مختصون و متتبعون يشتغلون على الوضع الأمني بالجزائر، عن قرب نهاية وشيكة لبقايا التنظيمات الإرهابية بعد إنقراض تام لثاني التنظيمات المسلحة في الجزائر "الحماة الدعوة السلفية"، الذي إنحصر نشاطه بشكل بقيادة سليم الأفغاني، وهو الإسم الحركي للمدعو محمد بن سليم والذي شكل طيلة أعوام عائقا أمام توسع تنظيم درودكال غربا هروبا من معاقله التقليدية بالوسط، بعد فتواه التي تحرم العمليات الإنتحارية وإستهداف المدنيين، وبالنظر للإختلاف في المنهج الذي أدى للإقتتال والتناحر بين التنظيمين في العديد من المواجهات، وحالات وشاية أشهرها كمين عين الدفلى الذي تم القضاء فيه على 10 إرهابيين بناءا على معلومات وفرها عناصر من القاعدة، وكذا عملية القضاء على القيادي وأمير منطقة الغرب في تنظيم درودكال المدعو النذير أبو عدنان رفقة ثلاث من العناصر الإرهابية بسوق حاسي فدول بولاية الجلفة والتي نفذتها بإقتدار قوة خاصة من الجيش الوطني الشعبي، بعد عملية رصد إنطلاقا من بلدية ثنية الحد بولاية تيسمسيلت عقب ورود معلومات حول تحركاتهم وفرها عناصر تنظيم سليم الأفغاني الناشطة بمرتفعات عمرونة بتيسمسيلت، وهو الإرهابي الدموي الذي ينسب له مقتل 5 أعوان من الحرس البلدي شهر رمضان بسيدي بوتشنت بتيسمسيلت، وهو التنظيم الذي دخل في هدنة عير معلنة والذي قدر عدد منتسبيه بحوالي 30 عنصرا لصالح تنظيم أبو مصعب عبد الودود، والتي قدرت مصالح الإستخبارت الفرنسية عدد الناشطين تحت لواءه ب 400 عنصرا أغلبهم من التيار النائم الرافض للنهج التكفيري، على طريقة الجيا والذي قام درودكال بعزلهم بعيد عن المناصب القيادية، وتكليفهم بمهام غير تنظيمية عقب عمليات هيكلة وتقسيم للأدوار شهدها التنظيم خوفا من الإختراق والتصفية الجسدية، وبعد إنتشار أنباء بمحاولة عزل رأس التنظيم عبد المالك دروكدال لصالح شخصية تضمن إستمرارية العمل المسلح وفق النهج السابق للجماعة السلفية للدعوة والقتال، ويرى متتبعون وإعلاميون يشتغلون على الشأن الأمني أن إنحصار نشاط تنظيم الحماة وهو التنظيم الذي أنشأ على أنقاض كتيبة الأهوال التابعة للجيا نهاية التسعينات، وتخليه عن معاقلها، ماهو إلا تفكك كامل للهيكل التنظيمي خصوصا بعدما شهد حرب زعامات قادها الإرهابي مكي عبد القادر ضد أمير التنظيم سليم الأفغاني، وهروب أو مقتل أبرز عناصره وتفرق البعض الأخر، ويحسب لزعيمه ومنظره إطلاق إشارات حول نيته تطليق العمل المسلح والإستفادة من إجراءات المصالحة الوطنية، ويأتي إنقراض ثاني تنظيم إرهابي في الجزائر بعد إندثار تام وحل تنظيم الجماعة السنية للدعوة والتبليغ وإختفاء أميرها المدعو عاصم، ليؤكد أن الإرهاب في الجزائر في طريقه للزوال تدريجيا، ليس كنشاط وظاهرة فحسب، بل كمنظومة وأن مصالح الأمن وإستراتجيتها المعتمدة على العمل الإستخبراتي الصرف، سمحت بتحييد العديد من الزمر الإرهابية، خصوصا بعد تقليص قوة إمارة الصحراء الممول الوحيد لتنظيم درودكال وغلق وإحكام السيطرة على الحدود المالية و الليبية مما يوحي أن نهاية وشيكة تنتظر القاعدة في البلاد المغرب الإسلامي وبوادر تفجير نواة التنظيم تلوح في الأفق.