استأثر خبر استهداف الحوثيين لمكةالمكرمة بصاروخ بالستي وفق ما أعلنه التحالف العربي باهتمام واسع على المستويين الرسمي والشعبي إقليميا ودوليا لأبعاد هذا التطور في الصراع الدائر في اليمن.وأكدت قوات التحالف العربي الخميس 27 تشرين الأول/ أكتوبر، اعتراضها صاروخا باليستيا على بعد 65 كم من مكةالمكرمة أطلقه الحوثيون من محافظة صعدة، شمالي اليمن. وقالت قيادة التحالف في بيان لها «تمكنت وسائل الدفاع الجوي من اعتراض الصاروخ وتدميره على بعد 65 كم من مكةالمكرمة من دون أي أضرار ولله الحمد، وقد استهدفت قوات التحالف الجوية موقع الإطلاق». وأكد اللواء الركن أحمد العسيري، المتحدث باسم التحالف العربي ل «دعم الشرعية في اليمن»، اعتراض صاروخ بالستي من طراز «سكود» أطلقه الحوثيون، مساء الخميس، على بعد 65 كيلو مترًا من مكةالمكرمة. الحوثيون من جهتهم كانت روايتهم بعيدة عن هذا الإطار حيث أعلنوا «أنهم أطلقوا صاروخا باتجاه الأراضي السعودية وأنه استهدف مطار الملك عبد العزيز الدولي في جدة»، ونقلت وكالة الأنباء اليمنية سبأ التابعة للحوثيين، عن مصدر عسكري قوله إن «القوة الصاروخية للجيش واللجان الشعبية أطلقت صاروخا باليستيا من نوع بركان 1 على مطار عبد العزيز بجدة، وأن الصاروخ أصاب هدفه». ونددت عدد من الدول بالخطوة التي قامت بها الحركة واعتبرتها استهدافا لمقدسات المسلمين وتعديا على حرماتهم مما سيشكل ردة فعل قوية في وقت لاحق. واستنكرت دول مجلس التعاون الخليجي في بيان شديد اللهجة الحادث واعتبرت أن استهداف مكةالمكرمة «ضرب بعرض الحائط حرمة هذا البلد، استفزازًا للمسلمين واستخفافًا بالمقدسات الإسلامية وحرمتها». وأعربت دولة قطر عن إدانتها واستنكارها الشديدين لاستهداف الميلشيات الحوثية، مكةالمكرمة بصاروخ باليستي.وقالت وزارة الخارجية في بيان لها إن اطلاق صاروخ باتجاه مكةالمكرمة، يعد اعتداءً سافراً على حرمة هذا البلد والمقدسات الإسلامية، واستفزازًا لمشاعر ملايين المسلمين حول العالم. كما اعتبرت الخارجية في بيانها هذا الاعتداء، دليلاً واضحاً على استمرار تجاوزات الميليشيات الحوثية، ورفضها الالتزام بقرارات المجتمع الدولي، والمساعي القائمة لتطبيق الهدنة، ويعيق كافة الجهود المبذولة للتوصل إلى حل سياسي للأزمة اليمنية. وأكد البيان موقف دولة قطر الثابت الداعم للمساعي الدؤوبة التي تقوم بها المملكة العربية السعودية لتعزيز الأمن والسلم، وجهودها المبذولة لتحقيق السلام في اليمن وفق المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني وقرارات الأممالمتحدة ومنها القرار 2216. واستنكر وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني الاستهداف وقال في تغريدة له في موقع تويتر «الاعتداء السافر على مكةالمكرمة و التطاول على المقدسات الإسلامية خيانة لله تعالى أولاً و لدينه، قبل أن يكون لأمن و استقرار المنطقة. وقالت هيئة كبار العلماء إن «التعرض للحرمين برهان جديد على هدف إيران من زرع جماعة الحوثي في اليمن»، فيما بيّن موقع اليمن الآن أن «المخلوع يأبي ان يختم تاريخه الأسود إلا ان يكون قرين أبرهة في استهداف مكة بصواريخه». وأعربت دولة الكويت الجمعة عن إدانتها واستنكارها الشديدين «لإطلاق جماعة الحوثي وعلي عبد الله صالح صاروخا باليستيا في اتجاه مكةالمكرمة». وأوضح مصدر مسؤول في وزارة الخارجية الكويتية في بيان أن «استهداف قبلة المسلمين يعد استفزازا لمشاعرهم وتجاهلا لحرمة هذه البقعة المباركة واستخفافا بالمقدسات الإسلامية»، حسب ما جاء على وكالة الأنباء الكويتية. وأشار المصدر إلى أن «هذا الاعتداء الغاشم يعد تطورا خطيرا وإمعانا في رفض وتحدي إرادة المجتمع الدولي ومساعيه الرامية لتطبيق الهدنة وصولا إلى الحل السياسي المنشود الذي يخلص اليمن والمنطقة من استمرار هذا الصراع الدامي وتداعياته». واختتم تصريحه بالدعاء بأن يحفظ الله المملكة العربية السعودية الشقيقة من كل مكروه. من ناحيته، ندد الأردن بأشد العبارات بإطلاق جماعة الحوثي صاروخا باليستيا تجاه مكةالمكرمة. وقال وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية، محمد المومني، إن «مثل هذه الأعمال المشينة لا تخدم القضية اليمنية ولا القضايا الإسلامية والعربية، بل هي استفزاز لمشاعر المسلمين في العالم أجمع باستهداف قبلتهم ومقصد حجهم». وأكد أن «الاعتداء على المقدسات الإسلامية سيعمل على توسيع دائرة الصراع في المنطقة بدلا من تعزيز عناصر الأمن والاستقرار، في الوقت الذي نجدد دعوتنا فيه إلى الامتثال للشرعية وإعادة الأمن لليمن». وقال الوزير إن الأردن يعتبر أمن الخليج جزءا من أمنه، وإن الاعتداء يقوض جهود الهدنة وإحقاق السلام في اليمن. كذلك أعربت مصر عن إدانتها الشديدة لهذا الاستهداف، واصفة إياه بأنه تجاوز غير مقبول. وقالت خارجية مصر في بيان لها إن «هذا العمل يمثل تطوراً خطيراً، وسابقة غير مقبولة، واستخفافاً لا يمكن السكوت عنه بحرمة الأماكن الإسلامية المقدسة، وبأرواح المدنيين الأبرياء، وبمشاعر المسلمين في كل أنحاء العالم». وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبوالغيط، إن استهداف جماعة «الحوثي» لمدينة مكةالمكرمة بصاروخ باليستي «انتهاك غير مقبول لحرمة الأراضي المقدسة». وأضاف في بيان له، الجمعة، أن «هذا العمل المشين يمثل انتهاكًا غير مقبول لحرمة الأراضي المقدسة، خاصة وأنه موجه إلى مهبط الوحي وقبلة المسلمين كافة، إضافة لكونه تهديداً صريحاً لأرواح المدنيين الأبرياء في هذه المدينة». وأشار الأمين العام إلى أن «هذا العمل يعد أيضًا تصعيدًا نوعيًا خطيرًا من جانب الحوثيين في الوقت الذي تبذل فيه جهودا حثيثة لتأمين قيام هدنة مستقرة في اليمن بما يمهد للتوصل إلى تسوية مناسبة للأزمة في هذا البلد العربي المهم». ولفت إلى أن هذا التصعيد «يفتح الباب أمام تهديد أمن واستقرار منطقة الجوار اليمني ككل». وعقب الحادثة، غرّد آلاف الخليجيين والعرب بوسم «الحوثي يستهدف كعبة المسلمين»، معبرين عن استنكارهم وإدانتهم لهذه العملية، متهمين إيران بوقوفها وراء مثل هذه الأعمال. وساعات قليلة بعد إعلان التحالف اعتراضه الصاروخ احتل الوسم الذي أطلقه نشطاء عن الحادث قائمة أكثر الموضوعات تفاعلاً في عدة دول، وأبدى أبناؤها غضباً مما جرى، وفي مقدمتهم نخب دينية وسياسية وثقافية وإعلاميين ومشاهير. وتداول ناشطون سعوديون على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر لحظة اعتراض الدفاعات الجوية السعودية الصاروخ الباليستي. وتقود السعودية منذ 26 آذار/ مارس 2015، تحالفاً عربياً في اليمن ضد الحوثيين، يقول المشاركون فيه إنه جاء «استجابة لطلب الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي بالتدخل عسكرياً ل”حماية اليمن وشعبه من عدوان المليشيات الحوثية، والقوات الموالية للرئيس المخلروع علي عبدالله صالح». ويشهد اليمن حربًا منذ قرابة عامين بين القوات الموالية للحكومة اليمنية من جهة، ومسلحي الحوثي وقوات صالح من جهة أخرى، مخلفة أوضاعاً إنسانية صعبة.