دعا رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، أمس، أرباب العمل المحليين لتقوية الاستثمار في جميع القطاعات، مؤكدا أن الدولة عازمة على مرافقة جهود ترقية الاستثمار الوطني، مثمنا الإسهامات التي ما فتئت تقدمها فئة العمال عبر مختلف المراحل التي مرت بها الجزائر عبر تاريخها. واستعرض رئيس الجمهورية في رسالة له بمناسبة إحياء اليوم العالمي للشغل، قرأها نيابة عنه وزير الثقافة عز الدين ميهوبي خلال مهرجان عمالي نظم بتيارت مختلف الجهود التي بذلتها فئة العمال عبر مختلف المراحل التي مرت بها البلاد، بدء من ثورة نوفمبر المجيدة حيث ساهموا "حسا ومعنى في كفاحنا التحرري الذي تجندوا من أجله تحت راية الإتحاد العام للعمال الجزائريين الذي استشهد عشرات الآلاف من أعضائه في سبيل استقلال بلادنا, وعلى رأسهم أمينه العام الشهيد عيسات إيدير". الدولة عازمة على مرافقة جهود ترقية الاستثمار أضاف:"تفرض التحديات الجديدة على أرباب العمل المحليين, اليوم أكثر من ذي قبل, أن يقووا الاستثمار في جميع القطاعات و يعمموه على كل مناطق بلادنا"، مؤكدا بالقول:" "الدولة عازمة على مرافقة جهود ترقية الاستثمار الوطني و الاستثمار بالشراكة, بدعمها المتعدد الأشكال, و تحسين المحيط الاقتصادي"، مفيدا أن التطورات وإن كانت غير كافية تشكل مبعث أمل، وقال إن الجزائر تناشد أبنائها أن يفعلوا أكثر فأكثر مكسباتها الحقيقية, والعمال و العاملات مطالبون, من جديد, بأن يغالبوا هذا التحدي الجديد"، مشددا على أهمية الحفاظ على السلم الاجتماعي داخل المؤسسات و في جميع فضاءات العمل لكي تؤتي الجهود المبذولة أكلها.كما يقتضي التحدي من السلطات العمومية -يقول الرئيس- "الحفاظ على القدرة الشرائية للمواطنين من خلال التصدي بحزم لجميع أشكال المضاربة في السوق" . وأشار رئيس الجمهورية للعدد الكبير للعمال الذين سقطوا ضمن صفوف أواخر شهداء الاستقلال في إشارة منه إلى العشرات من عمال الميناء البسطاء الذين أزهقت أرواحهم إثر اعتداء وحشي من طرف كتائب التقتيل التابعة لمنظمة الجيش السري, يوم 02 ماي 1962 أي بعد إيقاف إطلاق النار وعشية انبعاث الدولة الجزائرية، واسترسل الرئيس بوتفليقة في إبراز مسيرة النضال التي واصلتها جموع العمال عقب الاستقلال, حيث "تجندوا وشمروا عن سواعدهم (...) لإعادة بناء وطنهم المنكوب بفعل الهمجية الاستعمارية. فأخذ العمال عاما بعد عام, يستفيدون, هم وعائلاتهم, من ثمار تنمية البلاد في العديد من المجالات نحو التعليم, والصحة, والسكن, وغيرها من الفوائد". التكفل بتطلعات العمال في مجال الأجور والحماية عرج رئيس الجمهورية إلى مختلف الخيارات الاجتماعية التي انتهجتها الجزائر المستقلة للتكفل بتطلعات العمال في مجال الأجور والحماية وغيرهما من الحقوق الاجتماعية, حيث كرس التشريع الجزائري منذ الاستقلال, المساواة في الأجور بين العمال والعاملات, و التي باتت "مكسبا لا رجعة فيه في بلادنا في حين أنها ما زالت غاية لم تدرك بعد في العديد من الدول المتقدمة". كما لم يفوت رئيس الدولة أيضا التنويه بإكبار بروح التضحية التي صمد بفضلها العمال الجزائريون خلال المأساة الوطنية في وجه همجية الإرهاب المقيت الذي "خرب العشرات من المصانع وأزهق المئات من أرواح شهداء الواجب الوطني في صفوف الطبقة العاملة" والذين كان من بينهم الشهيد عبد الحق بن حمودة, الأمين العام للإتحاد العام للعمال الجزائريين.وأشاد الرئيس بالروح الوطنية التي تحمل بها هؤلاء آثار التدابير الاجتماعية القاسية التي فرضها على الجزائر برنامج التعديل الهيكلي, معتبرا كل تلك التضحيات ''مفخرة محفوظة لعمالنا الذين استحسنوا احترام حقوقهم الاجتماعية وإعادة تكريسها في ظل السلم المستعاد واستئناف التنمية''. وقال إن نظام الاتفاقيات القطاعية وتطورات الأجر الوطني المضمون, ومراجعة قانون الوظيف العمومي وشبكة أجوره, وكذا التقدم الذي تحقق في مجال طب العمل, والكثير من المزايا الأخرى لفائدة العمال والمتقاعدين, كانت كلها "نتاج الحوار والتشاور في إطار الثلاثية التي سبق وأن عقدت بنجاح" دورتها العشرين خلال شهر مارس الفارط في مدينة عنابة.وحيا الرئيس بوتفليقة قرار الإتحاد العام للعمال الجزائريين إقامة الاحتفال بعيد العمال, هذه السنة, بمدينة تيارت, التي كانت "قلعة من قلاع الحركة الوطنية" و "رمزا للجزائر الناهضة, الجزائر التي تجد السير على نهج التنمية والرفاه".