أكدت المنظمة العربية لحقوق الإنسان ومقرها في بريطانيا أن «كل الإجراءات التي أقدمت عليها السلطات السعودية لمنع الحجاج من دولة قطر للوصول إلى الأماكن المقدسة هو تجاوز لكل الخطوط الحمراء، منذ أن وضعت الكعبه كأول بيت للناس». وحذّرت من أن «منع الحجاج القطريين لن ينتهي مع انتهاء موسم الحج، فحقوق القطريين والمقيمين العشرين ألفا، الذين حرموا من أداء فريضة الحج ستكون موضوع نقاش معمق على كل المستويات». ودعت المنظمة «الجهات الأممية والإقليمية المختصة إلى عدم الخضوع لما يملكة النظام السعودي من «قوة غاشمة» تستبيح الحقوق والعمل من أجل منع تكرار مثل هذه الإجراءات والحصول على ضمانات من السلطات السعودية لتحييد شعائر الحج والعمرة عن السياسة». وقالت في بيان لها، تلقت «القدس العربي» نسخة منه إنه «رغم المطالبات العديدة من منظمات حكومية وغير حكومية عدة للسلطات السعودية باتباع الإجراءات المعتادة من أجل تسهيل وصول الحجاج من دولة قطر إلى الأماكن المقدسة، إلا أنها وبإصرار رفضت التجاوب معها وآثرت الإلتفاف عليها بسلسة من التصريحات الإعلامية التي تنم عن أن الشعائر المقدسة ملك حكومة أو عائلة معينة لها حق التصرف بها كيفما تشاء». ونوّهت إلى أن «السلطات السعودية منذ الخامس من حزيران/يونيو وهو التاريخ الذي شهد فرض حصار على الشعب القطري، قامت بطرد المعتمرين من دولة قطر وملاحقتهم في الشعائر المقدسة، دون أن تسمح لهم بإتمام مناسك العمرة، وهو مسلك يدل أن هذه السلطات لا تعظم هذا الشعائر ولا تدرك حقوق هؤلاء المعتمرين المنصوص عليها في الشريعة الإسلامية والقانون الدولي». وأضافت: «ومع موسم الحج رفضت السلطات المعنية في المملكة العربية السعودية التنسيق مع نظيرتها في قطر لتسهيل إجراءات تسجيل الحجاج ومواكبة الحجيج بهيئات رسمية للسهر على سلامتهم وخدمتهم كما هو معتاد ومتعارف عليه». وتابعت المنظمة: «لقد بدأ موسم الحج لهذا العام ولأول مرة في التاريخ الحديث يمنع مواطنون ومقيمون في دولة بشكل كامل من الوصول إلى منى والوقوف في عرفة وهو الركن الأعظم في الحج، الأمر الذي ستكون له تداعيات خطيرة وسيفتح نقاشا موسعا حول أهلية السلطات السعودية لرعاية الأماكن المقدسة وحجاج بيت الله الحرام». وشدّدت بالقول: «إن الإجراءات التي اتخذتها السلطات السعودية والوساطات الشخصية التي أطلقتها والمكرمة الملكية للإدعاء بتسهيل حج المواطنين والمقيمين في قطر لن يغير الحقيقة في شيء فكل هذه الإجراءات كانت معرقلة، وهي في حكم المانعة، فضلا عن أن الحج حق وليس منحة أو مكرمة، لا يخضع لأي وساطات». واعتبرت المنظمة الحقوقية أن «الخطأ الفادح الذي ارتكبته السلطات السعودية في هذا الموسم هو تسييس الحج بشكل واضح فقد هددت دول في موضوع الحج إن لم تشارك في الحصار على قطر، تمت زيادة حصة العراق من الحجاج ومنحت تسهيلات لاستمالتها لتحقيق أجندات سياسية، وإيران التي ليست لها علاقات دبلوماسية مع السعودية منحت تسهيلات على رأسها بعثات قنصلية مؤقته وخطوط طيران مباشره لتسهيل حج الإيرانيين، هذا بالإضافة إلى مئات من المسلمين حرموا من الحج بسبب مواقف سياسية معارضة لسياسة النظام السعودي». وختمت بالتأكيد أن «الحق في حرية المعتقد والعبادة وما يتفرع عنهما من حقوق في الوصول إلى الأماكن المقدس جزء أصيل من الشرعة الدولية لحقوق الإنسان، فضلا عن أن موروث الحج الديني والقيمي والإنساني كان سباقا في إرساء مبادىء التسامح والإخاء وحرية العبادة في هذه الأيام».