لعله من المسلم به أن المرأة كائن ضعيف مقارنة بالرجل، وهذا الضعف استطاعت حواء استغلاله كمظهر من مظاهر جمالها ورقتها ونعومتها بما يلفت نظر الرجل إليها، ولكل امرأة أسلوبها وطريقتها في إظهار رقتها ونعومتها ومتى ما استطاعت إبراز دلالها أكثر كانت الأقرب إلى قلب زوجها. فبحكم طبيعة حياة الرجل العملية والقاسية فهو يحب أن يرى أمامه زوجة كالوردة في رقتها وكالحرير في نعومتها وكالطفل في براءتها لتتوازن لديه القوى ويبتعد عن قسوة حياته، لينعم برقة شريكة حياته، فعلى المرأة أن تتحلى بالرقة والنعومة والهدوء لتكتسب قلب زوجها وعطفه وحنانه لأن الرجل كلما شعر برقة المرأة يتعلق بها ويتقرب منها أكثر. وحسب ما ورد في مجلة «العائلة» يرى الدكتور بهاء خلدون أن هنالك أسبابا تضيع أنوثة المرأة. ومنها إن ارتفع صوتها، أو أصبح خشنا فظا، أو أدمنت العبوس والانفعال أو تعاملت بعضلات مفتولة أو نطقت لفظا قبيحا أو فاحشا، أو تخلت عن الرحمة تجاه كائن ضعيف، أو أدمنت الكراهية وفضلتها على الحب، أو غلبت الانتقام على التسامح، أو جهلت متى تتكلم ومتى تصمت أو طال لسانها، فإن كل هذه الامور تجعل الرجل يبتعد عن المرأة للبحث عن أخرى رقيقة. أن المرأة الضعيفة مع زوجها وقوية مع الآخرين هي الأنثى الحقيقية في نظرة والرجل يستطيع مساعدة المرأة على الاحتفاظ بهذه الأنوثة بأن يحترم ضعف المرأة معه ولا يستغله، وأن يمنحها القوة بعطفه وحنانه واحترامه وأن يعلّمها الضعف الجميل وليس ضعف الإنزواء وفقدان الثقة. كما ننصح الفتيات بأن يظهرن رقتهن في كل مكان، وإن ينتهزن لذلك كل فرصة. فمثلا إذا كنتِ في المطبخ تظاهري بضعفك وعدم قدرتك على فتح علبة المربى أو ماشابه، هنا الزوج سوف يفتل عضلاته وينفخ صدره ويفتح العلبة بكل رجولة وهنا تبرز رقتك لديه. وأن الأنوثة فن والرجل يستطيع بذكائه أن يعلّم زوجته هذا الفن، فبعض الرجال يتقن هذا الفن وبعض الرجال يدفع المرأة إلى أن تتخلى عن أنوثتها وتتمرد على الرجل لأنه استغل حبها وضعفها وأهانها بدلا من أن يثني عليها، هنا بعض النساء يتغيرن إلى النقيض والرجل الواثق من نفسه يستطيع أن يقود أقوى النساء ويحيلهن إلى كائن وديع يحتاج منه لمسة حنان. وبالمقابل أن المرأة أيضا قد تعشق لحظة ضعف يمر بها زوجها، حيث إنها تراه طفلا بحاجة لحنانها وليس عيبا أن يبكي الرجل، إنه يدفع زوجته للمزيد من العطف والاهتمام والرعاية، لكن أكثر الرجال يرفض أن تراه زوجته في أي لحظة ضعف معتقدا أن قوته وحدها هي ما تجعلها تغرم به، حيث ترى المرأة رجولة الرجل في طفولته وبراءته وضعفه ولو في لحظات محدودة وترى رجولته أيضا في قدرته على حمايتها وحماية كرامتها وكيانها وفي كرمه معها ومع أهلها وفي تسامحه مع بعض أخطائها، فللأنوثة تفسير لدى الرجل وللرجولة مفهوم لدى المرأة. وأن الرقة والأنوثة من أسلحة المرأة الفتاكة حيث بإمكانها أن تستخدمها في أحلك الظروف وأصعب المواقف ولاشك أن الرجل يذوب في رقة المرأة، ومتى ما فقدت المرأة الرقة فلن نجد فرقا كبيرا بينها وبين الرجل، فأكثر ما تميز المرأة عن امرأة أخرى هي رقتها ودلالها.