نظم المتحف المركزي للجيش (الجزائر العاصمة) اليوم الخميس احتفالية خاصة بإحياء اليوم العالمي للطفولة, حملت شعار "الطفل الجزائري بين معاناة الاستعمار و نعمة الاستقلال". و تندرج هذه المبادرة -مثلما أوضحه مدير المتحف العقيد شوشان مراد- في إطار الحرص الذي تبديه القيادة العليا للجيش الوطني للجيش على ترسيخ مبادئ الثورة التحريرية في نفوس النشء الصاعد من أجل تمكينه من "مواصلة مسيرة الازدهار الوطني في ظل الوفاء لرسالة الشهداء". و في هذا السياق, شدد العقيد شوشان على أهمية إطلاع أطفال اليوم على التضحيات "منقطعة النظير" التي خلدها أسلافهم حتى يكون بإمكانهم معرفة قيمة الاستقلال والحرية الذين ينعمان بها و بالتالي المحافظة عليهما. و قد استهلت هذه الاحتفالية التي حضرها عدد كبير من التلاميذ وأعضاء من الكشافة بعرض شريط وثائقي تخليدا للذكرى, حمل عنوان "طفل الثورة ... براءة بثوب مكافح", تبع بمحاضرة للمختصة في علم النفس البيداغوجي السيدة بوشبوط , أبرزت من خلالها الدور المحوري المنوط بالمؤسسات التربوية في تحضير الطفل و إشباعه بالقيم النبيلة, متوقفة عند الرمزية الكبيرة للمتاحف في نقل الموروث التاريخي الذي تزخر به الجزائر و التعريف به. و عبر العديد من الأطفال عن سرورهم بهذا النوع من المبادرات التي سمحت لهم بالاطلاع على تاريخ الجزائر و صناعه, و من بينهم أطفال كانوا في عمر الزهور. و في هذا الصدد, تحدث أكرم من المؤسسة الابتدائية "علي مجبرة" بالمدنية عن سعادته بالزيارة المدرسية التي يقوم بها للمتحف, و التي تأتي لتعزيز المعلومات التاريخية التي يتلقاها في صفه الدراسي, مبرزا فخره بمساهمة العديد من الأطفال الجزائريين في الثورة التحريرية, على غرار فريد مغراوي الذي سقط شهيدا بديار المحصول (المدنية) و عمره لم يتجاوز العشر سنوات, و الذي يعتبره, هو و غيره, قدوة له. و نفس الأمر بالنسبة للصغيرة ابتسام من مدرسة الأخوين فاضلي ببلدية محمد بلوزداد التي قالت بأن زيارتها للمتحف في إطار إحياء اليوم العالمي للطفولة تشكل مناسبة لاستذكار التضحيات التي قام بها أترابها خلال مسيرة الكفاح, مما يعد محفزا لها للنجاح في دراستها حتى تتمكن من خدمة بلادها مستقبلا مسلحة بالعلم و المعرفة.