ينظم المتحف المركزي للجيش, ابتداء من يوم الأحد, احتفالية خاصة بالذكرى ال 56 لعيد النصر, تندرج في إطار تخليد هذه المناسبة المؤرخة لوقف إطلاق النار, عقب التوقيع على اتفاقيات إيفيان التاريخية. و يتضمن برنامج هذه الاحتفالية التي ستتواصل فعالياتها إلى غاية السبت المقبل, إقامة معرض للصور يروي مختلف المراحل التي مرت بها مفاوضات إيفيان التي توجت بالتوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار و إعلان النصر و معرضا آخر لكتاب التاريخ و كتاب الطفل يحتضنه بهو المتحف مع توزيع مطويات خاصة بالحدث على الزوار, علاوة على عرض سلسلة من الأشرطة الوثائقية التي تدور حول هذه الذكرى. وفي كلمة له في افتتاح هذه التظاهرة, اعتبر مدير المتحف المركزي للجيش, العقيد شوشان مراد عيد النصر "محطة مفصلية في تاريخ الجزائر, رسمت انتصار شعب أراد الحياة فتمكن من إجبار المستعمر على الجلوس إلى طاولة المفوضات و الخضوع لإرادة ابناء نوفمبر بعد تحقيق انتصارات عسكرية و دبلوماسية طيلة سنوات الكفاح". و شدد العقيد شوشان على أنه يتعين اليوم على جيل الاستقلال التمعن في الدروس المستخلصة من هذه الملحمة التاريخية, حتى تتمكن الجزائر من مجابهة كل الصعاب و إحباط كيد من يتربص بها. و قد تميز اليوم الأول من هذه الاحتفالية بتبرع العديد من المجاهدين و أسرهم بأغراض و وثائق ذات صلة بالثورة التحريرية للمتحف, حتى تظل شاهدا على النضال الطويل الذي خاضه أفراد الشعب الجزائري بكل فئاته في سبيل الحرية. يذكر أن الوفد الجزائري المفاوض باسم الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية كان قد توصل في إطار مفوضات إيفيان إلى افتكاك اتفاق لوقف إطلاق النار, دخل حيز التنفيذ في 19 مارس 1962 بعد مسار طويل من الكفاح المسلح, حيث ضم هذا الوفد شخصيات تاريخية ذات ثقل كبير على غرار كريم بلقاسم و لخضر بن طوبال و سعد دحلب و رضا مالك و محمد الصديق بن يحيى. و قد عرفت هذه المفوضات جملة من المحاولات التي قادها الطرف الفرنسي لوضع عراقيل بهدف فرض إرادته, كرفضه التفاوض مع جبهة التحرير الوطني كممثل وحيد للشعب الجزائري و المطالبة بفصل الصحراء الجزائرية عن الشمال و هو ما لقي رفضا صارما من الجانب الجزائري, ليتم في الأخير الإعلان عن وقف إطلاق النار و تنظيم استفتاء تقرير المصير الذي أسفر عن استقلال الجزائر و وضع حد لاحتلال قامت به أعتى قوة استعمارية عرفها القرن العشرون دام أزيد من 132 عاما.