يشهد وادي بني عزة المتواجد بإقليم ولاية البليدة والعابر لبلديات كل من البليدة وأولاد يعيش وكذا بني مراد حالة من الثلوث الخطير لحد أنه أصبح يشكل خطرا على الصحة العمومية سيما بعد اكتشاف أنه مصدر هام لانتشار وباء الكوليرا الذي ظهر في الآونة الأخيرة بالولاية و مس عددا من الولايات المجاورة لها. فالزائر لهذه الولاية التي اقترن اسمها في وقت سابق ب"الورود" يقف على صورة النفايات الملقاة بشتى أنواعها المنزلية والصناعية وكذا بقايا الأشغال المنزلية على جنبات الوادي وحتى بمجراه الممتد على مسافة 30 كلم لدرجة أنه أضحى يهدد صحة و بيئة المواطنين سيما القاطنين منهم بالبيوت الهشة بمحاذاة مجرى الوادي. تراكم النفايات أصبح ديكورا ملازما لسكان المنطقة وتناقلت العديد من مواقع التواصل الاجتماعي المهتمة بالشأن المحلي صور هذه النفايات في خطوة لحمل المسؤولين على التدخل العاجل خشية ظهور أوبئة أخرى، ويتأزم الوضع بالنسبة لمجرى وادي بني عزة خصوصا بمنطقة بني عاشور وخزرونة حيث تراكم النفايات أصبح ديكورا ملازما لسكان المنطقة الوافدين إليها من مختلف ولايات الوطن. و كان هؤلاء قد شيدوا بجنبات الوادي بيوتا قصديرية استقروا بها منذ أكثر من عشرية من الزمن هروبا من ويلات الإرهاب وسط ظروف معيشية صعبة تنعدم فيها أدنى شروط الحياة ما جعل هذا الأخير مرتعا لمختلف الحشرات و الحيوانات القارضة المنتشرة بالمكان الأمر الذي سبب لسكان المنطقة داء الكوليرا الذي افتك بحالتين من الولاية وإصابة العشرات بهذا الوباء، كما تسببت هذه الوضعية الاستثنائية التي يعيشها الوادي في تقليص مجراه بفعل الاعتداءات المتواصلة عليه من طرف المواطنين دون الاكتراث منهم بخطورة الوضع الذي نجم عنه في الآونة الأخيرة انتشار وباء الكوليرا في عدة نقاط منه. وتحمل مياه وادي بني عزة النابعة من منطقة سيدي الكبير حيث تكون عذبة نقية، مختلف النفايات بمجرد وصولها إلى منطقة بن عاشور مرورا بكل من وادي لكحل و وادي فتيس بالبليدة و وادي مزفران بولاية تيبازة لتلقى إلى البحر مباشرة دون عالجة، وقد انعكست أثار هذه الوضعية السلبية التي تعيشها الولاية على الوجه العام للمدينة التي تحولت مختلف نواحيها و كذا وديانها على غرار سيدي الكبير إلى مرتع لرمي النفايات راسمة بذلك نقطة سوداء تلاحق المسؤولين المحليين. وفي السياق حذر مختص في نظافة المحيط ، يوسف أوراغي، في تصريح من خطر انتشار الفئران و شتى القوارض بالطوابق السفلية للأحياء السكنية و كذا أكوام النفايات التي تحاصر المدينة و كذا في محيط الوادي حيث وجدت هذه الأخيرة (القوارض) مرتعا مناسبا للتكاثر ما قد يتسبب في ظهور مرض الطاعون في حال عدم التدخل العاجل لمعالجة الوضع. وأضاف أن هذه الأخيرة تستدعي القضاء عليها بصفة استعجالية باعتبارها أنها تتكاثر كل ثلاثة أشهر ما يزيد من خطورة الوضع على الصحة العمومية. عمليات استعجاليه لتطهير الوادي وحملات تنظيف لمعالجة الوضع وحيال هذه الوضعية "الاستثنائية" أعلن الخميس الماضي والي البليدة بالنيابة، رابح أيت حسن ،عن جملة من الإجراءات الاستعجالية لتطهير و تغطية وادي بني عزة بعد أن أكدت وزارة الصحة و السكان وإصلاح المستشفيات أنه مصدر وباء الكوليرا الذي مس ست ولايات عبر الوطن من بينها البليدة التي سجلت أكبر عدد من الإصابات. وتمثلت هذه الإجراءات التي كشف عنها آيت حسن للصحافة على هامش زيارة وفد عن وزارة الري و الموارد المائية للوقوف على وضعية هذا الوادي في إطلاق حملة لتطهير مجرى هذا الوادي و هي العملية التي انطلقت يوم الخميس إلى جانب اتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية لحماية هذا الوادي من الانتهاكات و كذا الرمي العشوائي للنفايات. كما رصدت السلطات الولائية ميزانية أولية قدرت ب60 مليون دج لتغطية مجرى الوادي على أن تمنح الأولوية للنقاط المحاذية للتجمعات السكانية مع الالتزام باستكمال العملية في غضون العشرة أيام كأقصى تقدير، وفي السياق طمأن ذات المسؤول مواطني البليدة خاصة القاطنين بمحاذاة الوادي واعدا إياهم بمتابعة هذه العملية إلى غاية القضاء على هذه النقاط السوداء على مستوى الولاية. كما أطلقت السلطات الولائية منذ الأسبوع الفارط حملة تنظيف استدراكية ما تزال متواصلة لرفع أكوام النفايات و تطهير نقاط الرمي إلى جانب القضاء على مختلف النقاط السوداء و التي أسفرت عن معالجة أكثر من 350 موقعا و رفع الأطنان من النفايات. وفي السياق دعا سكان الولاية في لقاء السلطات المحلية الاربعاء الفارط مع المجتمع المدني إلى التدخل "السريع" و التكفل بهذا المشكل. كما دعوا إلى تخصيص أماكن لرمي للنفايات و توفير الحاويات بشكل مناسب الامر الذي وعد الوالي بالنيابة التكفل به مطالبا بتكاثف جهود الجميع باعتبار أن نظافة المحيط مسالة تخص الجميع.