سيعرف الاجتماع مشاركة 24 دولة في اجتماع منتجي النفط من أوبك وخارجها في الجزائر. ومن المتوقع حضور 10 وزراء للطاقة في اجتماع أوبك بالجزائر الذي سيشهد تكريم رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة من طرف منظمة الأوبك نظير النجاح في تقريب المواقف بين دول الأعضاء، وليست المرة الأولى التي تحتضن الجزائر اجتماعا حاسما لمنظمة “اوبك”، فقد سبق أن استضافت اجتماعا حاسما للمنظمة، ففي عام 1975، تم عقد أول مؤتمر لدول «أوبك» على مستوى رؤساء الدول في الجزائر، وفي عام 2008 عقدت «أوبك» اجتماعاً تاريخياً في وهران لوقف تدهور أسعار النفط، وفي 2016 اتفقت «أوبك» اتفاقاً تاريخياً لخفض إنتاجها وإنقاذ السوق. وتم تأسيس منظمة البلدان المصدرة للبترول خارج الأوبيك خلال الندوة الوزارية ال171 للأوبيك المنعقدة يوم 30 نوفمبر 2016 و من طرف الاجتماع الوزاري المشترك أوبيك-خارج الأوبيك المنعقد يوم 10 ديسمبر 2016 بفيينا، و خلال انعقاد الاجتماع غير العادي ال 170 للندوة الوزارية للأوبيب في سبتمبر 2016 قررت البلدان الأعضاء في هذه المنظمة تعديل انتاجها بحصة تتراوح ما بين 5ر32 و 33 مليون برميل يوميا و انشاء لجنة رفيعة المستوى تترأسها الجزائر بهدف اعداد التفاصيل الخاصة بهذا الاتفاق. وتم تحديد هذه التفاصيل ضمن اقتراح جزائري تمت المصادقة عليه خلال الاجتماع العادي ال171 للندوة الوزارية للأوبيب المنعقد شهر نوفمبر 2016 بفيينا. كما عقدت اللجنة العليا اجتماعات مع البلدان غير الأعضاء في المنظمة و قد أفضت هذه المحادثات إلى التوقيع على اتفاق التعاون بين البلدان الأعضاء في الأوبيك و البلدان غير الأعضاء المشاركة في اجتماع ديسمبر 2016 . و قررت منظمة الأوبيك تقليص انتاجها البترولي بحوالي 2،1 مليون برميل يوميا ابتداء من الفاتح من شهر يناير 2017 لتتبعها بعد ذلك 11 بلدا غير عضو وافقوا على تقليص عرضهم ب 600000 برميل يوميا. و بعد مرور سنة، قررت المنظمة و شركائها تمديد تسقيف انتاجها لصالح برميل البترول الى غاية نهاية 2018 . وتتكفل منظمة البلدان غير الأعضاء في الأوبيك بالسهر على تحقيق أهداف الاعلان حول التعاون بفضل تطبيق تعديلات ارادية لإنتاج البترول لبلدان الأوبيك و خارج الأوبيك الموقعة على هذا الاعلان. كما تسهل هذه اللجنة ايضا تبادل التحاليل و الآفاق المشتركة مما يعطي اسهاما ثمينا لتقييم مسار المطابقة. و تضم منظمة البلدان غير الاعضاء في الأوبيك التي يرأسها مناصفة كل من وزير البترول السعودي و نظيره الروسي, أربعة بلدان أعضاء في الأوبيك (الجزائر و العربية السعودية و الكويت و فينزويلا) و بلدين غير عضوين (روسيا وسلطنة عمان". وكان وزير الطاقة، مصطفى قيطوني قد أوضح مؤخرا أن الطبعة العاشرة لاجتماع البلدان المصدرة للنفط الأعضاء وغير الأعضاء في الأوبيك "ستسمح بمعرفة وضعية سوق النفط الدولي والعمل على إبقاء توزانها", مشيرا إلى أن هذا الاجتماع سيتوج ب"قرارات موحدة". وكانت منظمة الأوبيك التي تجاوزت أهداف الاتفاق بمستويات مطابقة قياسية فاقت أحيانا 150 بالمائة قد قررت في جوان الفارط حد مستوى احترام الالتزامات بنسبة 100 بالمائة, مما تسبب في ارتفاع فعلي للعرض قدر ب757.000 برميل/يوميا. وأوضح قيطوني في تصريح له عقب الندوة الوزارية ال 174 لمنظمة الأوبيك أن "هذا الاتفاق سيؤدي بنا إلى العودة الى نسبة انتاج قدرها 100 بالمائة (التي حددتها المنظمة). ففي ماي 2018, حققنا نسبة امتثال قدرها 152 بالمائة مقارنة بالحصص الواردة في الاتفاق (التراجع). بالتالي فإن 52 بالمائة من حجم الامتثال غير المنتجة أي 757.000 برميل يوميا فسيتم استدراكها". وسيعقد اجتماع البلدان المصدرة للنفط الأعضاء وغير الأعضاء بالجزائر العاصمة في سياق تميزه ضرورة إبقاء ارتفاع الأسعار وضمان استمرارية الاستثمارات في مجال النفط و ضمان العرض أمام طلب ينذر بالارتفاع. و تجدر الإشارة إلى أن انعكاسات التي قد تنجم عن الحصار النفطي للولايات المتحدة على إيران الذي سيدخل حيز التنفيذ يوم 5 نوفمبر المقبل تشد كل الأنظار. وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب قد أعلن في ماي الفارط انسحابه الأحادي الطرف من الاتفاق الدولي ل 2015 المتعلق بالملف النووي الإيراني مجددا العقوبات الأمريكية التي رفعت في إطار هذا الإطار ومانعا البلدان من اقتناء النفط الإيراني وتهديدها بعقوبات. ويتوقع إيران، ثالث أكبر منتج الأوبيك انهيار مبيعاته عند اقتراب تطبيق هذه العقوبات علما أن انتاجه يقدر ب4ر1 مليون برميل/يوميا.ويملك هذا البلد الاحتياطات العالمية الرابعة للنفط في حين أن عدد من البلدان خصوصا في آسيا تحتاج إلى التزود بالخام الإيراني خصوصا و أن مصانعها للتكرير موجهة لمعالجة النفط الإيراني. و مع اقتراب الاستحقاق المقرر لهذه العقوبات, بلغ انتاج النفط الإيراني أدنى مستوياته منذ يوليو 2016 في حين تشهد فنزويلا هي الأخرى تراجعا مستمرا لإنتاجها ، وبالنسبة الأوبيك, تبقى إيران "عضوا جد مهم (...) وليس لدينا خيار آخر سوى مواصلة العمل مع كافة الأعضاء", حسبما أكده الامين العام الأوبيك, محمد بركيندو, دون أن يشرح كيف سيعوض المنتجون العالميون انخفاض الصادرات الإيرانية مع دخول العقوبات الأمريكية حيز التنفيذ