افتتحت، مساء أول أمس، فعاليات أسبوع السينما الهندية، بقاعة الموفار، في الجزائر العاصمة، من خلال عرض فيلم ''شولاي'' (الجمر) الذي حقق واحدا من أعلى مداخيل السينما الهندية، خلال القرن الماضي، ونال لقب ''فيلم الألفيّة''. رغم مرور أكثر من ثلاثين سنة على إنتاج الفيلم نفسه (1975) فإنه ما يزال يحظى بالاهتمام، ويصنف ضمن قائمة كلاسيكيات بوليوود. مكّن الهند، منتصف السبعينيات، من الخروج من دائرة المحلية وفرض جمالياتها في الفن السابع على شاشات الغرب. يحاكي سيناريو الفيلم نفسه (إخراج راميش سيباي)، أفلام رعاة البقر الأمريكية، من خلال التركيز على المشاهد الخارجية، الحركة، والعقد البوليسية، تضاف إليها الفواصل الموسيقية، الراقصة أيضا، التي تميّز مختلف إنتاجات السينما الهندية، مع التركيز على نقل مشاعر الانتقام وحالات الصراعات التي تجمع بين الأفراد والجماعات. تتجسد بطولة الفيلم في شخصيتي فيرو (دارموندرا) وجاي (اميتاب باشتان)، المتابعين قضائيا والمصرّين على مواصلة العمل المافياوي واللذين يساهمان، في أحد الأيام، في إنقاذ روح محافظ الشرطة تاكور بالدف (سانجيف كومار) من الموت المحتوم، بعد تعرضهم، وهم يعبرون قرية نائية على متن القطار، لهجوم مسلح من طرف إحدى عصابات قطاع الطرق. بالرغم من فضلهما عليه فإن القانون لا يسمح للمحافظ نفسه بالعفو عليهما. يزج بهما في السجن ويوصي بضرورة إحاطتهما بمعاملة خاصة. بعد خروجهما من السجن يذيع صيت ''فيرو'' و''جاي'' كونهما مجرمين ويقدمان، في الوقت نفسه، خدمات للمجتمع، مما يتطلب استدعاءهما من طرف محافظ الشرطة تاكور بالدف ويطلب مساعدتهما في إلقاء القبض على مجرم قاتل يدعى جابار سانغ (امجد خان). بين المتابعات البوليسية، الغناء، الرقص والمقالب الهزلية يتواصل، الفيلم نفسه، على امتداد أكثر من ساعتين، ويتخذ من هند السبعينيات خلفية له، حيث يرسم لوحات وبورتريهات من الحياة البسيطة، وأشكال عيش الناس والتلقائية التي تتحكم في العلاقات الرابطة بين الأفراد. ويتواصل أسبوع السينما الهندية، في الجزائر، إلى غاية الثاني من أكتوبر المقبل، بعرض تسعة أفلام أخرى، من بينها ''هوى القلب''، ''أحيانا نعم...أحيانا لا''، بطولة الممثل الشهير شاه روخ خان، و''العشيق''. و شهدت مراسم الافتتاح، أول أمس، حضور سفير الهند في الجزائر، ووزيرة الثقافة خليدة تومي التي تتحدث عن سرّ اختيار الهند فتقول: ''تعتبر الهند واحدة من أهم الدول المنتجة للسينما. تمتلك حضورا عالميا. وستكون حاضرة، السنة المقبلة، بمعية الصّين، ضمن تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية. كما نسطر برنامجا طويل المدى بغية السماح للجمهور الجزائري باكتشاف سينما دول أخرى عما قريب''. وأشارت مصادرنا إلى أن الديوان الوطني للثقافة والإعلام ينوي، بعد أسبوع الهند، برمجة أسبوع السينما الكورية ثم أسبوع السينما التركية وأخيرا أسبوع السينما الصينية.