نشّط الفنان القبائلي أكلي يحياثن، سهرة أول أمس، حفلا فنيا ساهرا، بقاعة ''سيرا مايسترا'' في الجزائر العاصمة، استحضر من خلاله بعض روائعه الخالدة التي أهداها لجمهوره المتعطش لأعماله، حيث أطربهم وأرقصهم على إيقاعات النغمة القبائلية الخفيفة. لم يتوان الفنان آكلي يحياثن، لحظة واحدة، عن تفريغ شحناته التي ادّخرها خصّيصا لملاقاة الجمهور ''العاصمي''، ممّن حضروا حفله الفني الذي نظمته مؤسسة ''فنون وثقافة'' لولاية الجزائر، حيث وبمجرّد اعتلائه المنصة وإلقائه التحية، شرع صاحب رائعة ''المنفي'' في النزول عند طلب عشّاقه ومحبّيه، الذين أخذوا يردّدون وإيّاه بعض الأغاني التي تفنّن في أدائها طيلة مسيرته الفنية العابقة بالعطاءات الخالدة. فرغم خطاه المتثاقلة ثقل ما قدّمه للأغنية الجزائرية بشكل عام والأغنية القبائلية بوجه خاص، إلاّ أن ذلك لم يمنعه من الرقص رفقة الحضور المتعطش لمثل هذه المواعيد الفنية والذي لم يترك موضوعا إلاّ وخاض فيه. فقد غنّى للوطن، الحبّ، الشّوق، المرأة، الوفاء، الجمال، الغربة، المنفى.. وغيرها من المواضيع التي نجح في طبعها ببصمته الخاصة، على مدار الأعوام التي قضاها في خدمة المدوّنة الفنية الجزائرية. وعن أبرز العناوين التي أتحف بها عميد الأغنية القبائلية آكلي يحياثن، الوافدين على قاعة ''سيرا مايسترا''، نذكر أغنية ''أتمورثيو تمورث إيذورار''، التي افتتح بها السهرة، مصحوبة بكل من ''الفراق بزّاف يوعر''، ''وين نباتو؟''، ''جاحغ بزّاف ذامزيان''، ''ميشلي''، ''أتسكّورث ألّقصر''، ''أيخّام ذاشوكيوغن؟''، إضافة إلى ''أركس أركس''، ''إيناس إملعيون طاوس''، ''يا الكاويني يا الجافيني''، ''المنفي''، ''سي الحسين''، و''ترمّانت'' التي ودّع بها الجمهور العاصمي، بعد أن أرغمه على التصفيق له مطوّلا والتفاعل معه بقوّة، على أمل أن يجدّد معه الوصال في لقاءات أخرى، ليرويهم ببعض لوحاته الفنية التي رسمها بألوان متناغمة، تعكس مدى تفتّحه على مختلف اللغات وشتّى الأطياف الموسيقية.