تعتزم الحكومة الكويتية ملاحقة الناشط الشيعي المتطرّف، ياسر الحبيب، الحاصل على اللجوء السياسي في بريطانيا قضائيًا، بعد أن أسقطت عنه الجنسية الكويتية، على خلفية تصريحاته المهينة بحق السيدة عائشة زوجة النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم. قال وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الكويتي روضان الروضان في تصريح لصحيفة ''الأنباء'' الكويتية نشرته الثلاثاء المنصرم، ''إن الحكومة ستقوم بملاحقة المدعو الحبيب قضائيًا، حيث قدمتُ طلبًا إلى الأنتربول الدولي لجلبه ومحاكمته عن الأفعال والأقوال الّتي صدرت منه''، خلال احتفالية أقامها في لندن بمناسبة ذكرى وفاة السيدة عائشة. وكان المتطرف الحبيب قد تعرّض لأم المؤمنين السيّدة عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنها وعن أبيها بتصريحات مهينة، كان فيها السباب والشتائم والافتراءات. وأثارت تصريحاته استياء وسخطًا على الساحة الكويتية تعالَت معه أصوات خصوصًا من قبل الإسلاميين السُّنة بمخاطبة الشرطة الدولية ''الأنتربول'' لتسليمه إلى الكويت، أو تجريده من الجنسية الكويتية، وهو ما قرّره مجلس الوزراء الكويتي في اجتماعه الإثنين الفارط، برئاسة رئيس مجلس الوزراء بالنيابة ووزير الدفاع الشيخ جابر مبارك الحمد، بإسقاط الجنسية عنه وممّن اكتسبها معه بطريقة التبعية. ويعيش ياسر الحبيب في لندن منذ العام 2004 وكان غادر الكويت هربًا من حكمين صادرين بسجنه عشرة أعوام بتهمة الإساءة إلى أوّل وثاني الخلفاء الراشدين أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما. وكانت وزارة الداخلية الكويتية، أصدرت الأحد الفارط، قرارًا بحظر ''أيّ موكب أو مظاهرة أو تجمع في الشوارع والميادين العامة يزيد عدد المشاركين فيها عن عشرين شخصًا''، في خطوة تهدف إلى تفادي حدوث احتكاكات طائفية في الإمارة الخليجية. وقوبل القرار بسحب الجنسية من الحبيب بترحيب على نطاق واسع، وألغيت على إثرها الندوات الّتي كانت مخصّصة للدفاع عن أم المؤمنين رضي الله عنها. وفي هذه الأثناء، تبرّأ الشيخ حسن الصفار أبرز العلماء الشيعة في السعودية من الإساءات الّتي أطلقها ياسر الحبيب بحق أمّ المؤمنين السيّدة عائشة رضي الله عنها. وفي بيان وصل ''الخبر'' نسخة منه، برّأ الشيخ حسن الصفار، المذهب الشيعي من أية مسؤولية تصدر عن متعصبين أو متشدِّدين شيعة في حق أمّ المؤمنين السيّدة عائشة وغيرها من زوجات النّبيّ رضي الله عنهنّ. ورفض الصفار التّوجّهات التّعصبية المتطرفة، محمّلاً إيّاها مسؤولية إشغال ساحة الأمّة بالفتن والصراعات المذهبية. من جهته، ثمّن الداعية الإسلامي الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، موقف العلماء الشيعة في السعودية إزاء مثل الإساءات في حق السيّدة عائشة رضي الله عنها. وكان القرضاوي بعث برسالة إلى حسن الصفار، مشيِّدًا فيها بالتّصريحات الّتي وصفها بالإيجابية الرصينة للشيخ الصفار، تعليقًا على الإساءة إلى زوج النّبيّ الأكرم أم المؤمنين عائشة رضوان الله عليها. وأكّد القرضاوي بحسب صحيفة ''الدار'' الكويتية أنّ التّقريب بين الفرق الإسلامية يحتاج إلى مثل ما قام به الشيخ الصفار، ويحتاج الأفعال لا الأقوال، وإلى المواقف الجادة لا إلى المجاملات على حساب الحق، وأن يقوم عقلاء كلّ قوم برد سفهائهم إلى جادة الصواب. وبيّن الشيخ القرضاوي أنّ الواجب على المسلمين، والمقيمين في الغرب منهم خصوصًا، أن يُعرِّفوا بدينهم ونبيّهم وبيته وآله وصحبه، في الوقت الّذي تحظر فيه المآذن ويمنع النقاب بعد منع الحجاب، ويراد أن يُحرَق المصحف، ويُساء إلى نبيّ الإسلام، وعقيدة المسلمين لا أن يُشاركوا في الإساءة إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بالإساءة إلى زوجاته وأصحابه وآل بيته.