أدانت محكمة الجنايات بوهران، أول أمس، مريد الزاوية ''البوتشيشية القادرية'' بسنتين حبسا نافذا ومحافظ عقاري سابق بالسانية ومقاول على التوالي بخمس سنوات و7 سنوات سجنا نافذا، بتهمة تزوير محررات رسمية للسطو على أرض وقف بمساحة 5 هكتارات بالسانية تحصلت عليها الجمعية الدينية لبناء زاوية وتم تحويلها إلى قطع للبناء بأسعار خيالية. سمحت مجريات المحاكمة في جلسة أول أمس بمجلس قضاء وهران بتوضيح كل ملابسات القضية التي أثارت استنكار الرأي العام المحلي في وهران بحكم تواطؤ مريد زاوية في القضية ورئيس جمعية دينية لتزوير وثائق أرض وقف مع كل ما تحمله من قداسة، خاصة إذا علمنا بأن الأرض التي تتربع على أكثر من 5 هكتارات كانت مخصصة لإنجاز مقر زاوية، بالإضافة إلى قطعة آخرى ب2965 متر مربع لتشييد مدرسة قرآنية. وكشفت تحريات الدرك الوطني المباشرة سنة 2009 ضلوع مريد الزاوية ومقاول مستورد لمواد البناء ومحافظ عقاري للسانية في تزوير محررات رسمية عمومية والتعدي على ملكية عقارية والشهادة في عقود مزورة. للإشارة لا تزال المحكمة العليا لم تفصل في طعن مريد الزاوية في قرار الإحالة. وتعود وقائع القضية لسنة 1999 عندما تحصلت الجمعية الدينية على عقار بمساحة 2,5 هكتار في السانية بسعر رمزي لا يتعدى 5,3 مليون سنتيم لإنجاز مقر الزاوية، واستفادت الجمعية من قطعة أخرى بمساحة 2965 متر مربع لتشييد مدرسة قرآنية. وخلال هذه الفترة تم التلاعب بالعقود وتزويرها لبيع ال5 هكتارات لمقاول بمبلغ 60 مليون سنتيم رغم أنها وقف، وبدوره يقوم ببيعها ب2,1 مليار لوكالة عقارية لبيعها كقطع صالحة للبناء. واستطاع المقاول تسوية وضعية العقار بمساعدة المحافظ العقاري وبشهادة مزورة من المريد والتصريح بأن البيع تم بقيمة 5 ملايير سنتيم. وحاول المقاول خلال المحاكمة التحجج باتفاق مع الجمعية الدينية يقضي بتكفله ببناء المدرسة القرآنية على ال2965 متر مربع مقابل تنازلها على ال5 هكتارات لصالحه، مؤكدا أن نسبة أشغال المدرسة بلغت 90 بالمائة وكلفته 780 مليون سنتيم. لكن كل هذه التبريرات لم تشفع له عند ممثل النيابة العامة الذي التمس أقصة العقوبات ضد المتهمين متمثلة في 15 سنة سجنا نافذا ضد المقاول و8 سنوات ضد المحافظ العقاري و3 سنوات ضد مريد الزاوية.