أقدم شقيقين من بلدية تالة إيفاسن الواقعة في أقصى شمال ولاية سطيف، على العبث بقبر والدهما المتوفي منذ 10 سنوات، حيث قاما باستبدال الشواهد المثبتة على الأطراف والتي تحتوي على تاريخ الوفاة حتى لا ينكشف أمرهما من طرف مصالح الدرك الوطني التي حققت في قضيتهما . هذه الحادثة التي استغرب لها كل من سمعها من اولاد منطقة تالة إيفاسن المحافظة، جعلت من الإخوة ''ب. م'' و''ر.م'' محل تعجب كبير، حيث توفي والدهما الذي قضى مدة طويلة بفرنسا، وحين عاد إلى وطنه أصبح يستفيد من مبلغ هام بالعملة الصعبة نظير خدماته بفرنسا. وبعد وفاته سنة 2000 لم يصرّح ولداه بالأمر لدى الصندوق الوطني للتقاعد بفرنسا. وقاما بتزوير شهادة الحياة التي تقدم إلى هذه المصالح بصفة دورية، وبالتالي ظل الإخوة يستفيدان من أموال المعاش طيلة 5 سنوات كاملة، لكن الأخ الأكبر شك في الأمر حين لاحظ تردد شقيقاه على بنك الفلاحة والتنمية الريفية أول كل شهر، وتمكن من كشف خيوط اللعبة عن طريق أحد أعوان البنك، وبحكم أنهما لم يشركاه في الأمر، فقد بلّغ مصالح الدرك بالقضية. وفور بداية التحقيق تنقل الشقيقان إلى قبر أبيهما وغيّرا الشاهدان الموضوعان على القبر، وتم تعديل تاريخ الوفاة من سنة 2000 إلى سنة 2005 حتى لا ينكشف الأمر، وهي الحيلة التي تفطّن لها أعوان الدرك الوطني وأحالول المتهمين على العدالة، حيث طالبت النيابة العامة بتسليط عقوبة عامين سجنا نافذا مع غرامة مالية تقدر ب100 ألف دينار، غير أن القاضي راعى ظروف الشقيقين وعاقبهما ب6 أشهر حبسا غير نافذ وغرامة مالية تقدّر ب50 ألف دينار. للتذكير، فإن مصالح الصندوق الوطني للتقاعد بفرنسا، كانت قد راسلت بنك الفلاحة والتنمية الريفية في الكثير من الأوقات مطالبة بفتح تحقيقات حول الشبهات التي تدور حول منح التقاعد بالجهة الشمالية، وتم اكتشاف الكثير من الحالات التي ساعدتها أطراف فاعلة في أقسام الحالة المدنية.