شرعت المصالح الأمنية في نقل 21 مهاجرا سريا إلى ولاياتهم الأصلية بغرب وشرق ووسط البلاد، بعد أن رحلتهم السلطات الإيطالية، ووصلوا إلى مطاري هواري بومدين وعنابة أول أمس. ورحل المهاجرون غير الشرعيين من مطار روما إلى الجزائر على متن الخطوط الجوية الجزائرية، ووصلوا ليلا إلى مطاري هواري بومدين وعنابة، بينما شرعت السلطات الأمنية في تحويلهم إلى ولاياتهم الأصلية للالتحاق بعائلاتهم. وتزامن ترحيل ''الحرافة'' الجزائريين مع تصريح لوزير الداخلية الإيطالي، روبرتو ماروني، أكد فيه أن بلاده رحلت، خلال السنوات الماضية، 50 ألف مهاجر سري، أغلبهم من شمال إفريقيا. وأشارت مصادر على صلة بالموضوع إلى أن أغلب الحرافة الجزائريين الذين رحلتهم السلطات الإيطالية، أول أمس، ينحدرون من ولايات الشرق الجزائري، على رأسها ولاية عنابة التي أضحت مصالحها الأمنية تحصي محاولات شبه يومية لتخطي البحر في اتجاه إيطاليا أو إسبانيا. بينما قال نفس المصدر إن أغلب هؤلاء الحرافة كانوا قابعين في أماكن الاحتجاز لمدة شهر، بعد أن أوقفتهم المصالح الأمنية الإيطالية في أنحاء مختلفة من البلاد. وجرت عملية الترحيل بعد إتمام كل الإجراءات المتصلة بعملية الترحيل، بما في ذلك التأكد من هويتهم. وشملت العملية التي قامت بها السلطات الإيطالية مهاجرين سريين من المغرب ومصر، وقامت بترحيلهم خلال نفس اليوم. ولم تشر ذات المصادر ما إذا كان هؤلاء الحرافة المرحلون سيخضعون للمحاكمة وفقا لقانون تجريم الخروج من الحدود الجزائرية بطرق غير قانونية، الذي وضعته الحكومة قبل سنتين للحد من موجة الهجرة غير الشرعية التي استقطبت اهتمام الآلاف من الشباب الجزائريين من الذين يعانون من البطالة، بل وحتى الموظفين أو الذين يملكون شهادات جامعية. ويأتي ترحيل الحرافة الجزائريين بعدما عرفت مراكز احتجاز المهاجرين غير الشرعيين في إيطاليا، في الأسابيع الماضية، موجة من الاحتجاجات والهروب الجماعي من مركز لمبيدوزا الشهير الذي يحجز فيه الأفارقة الذين وصلوا عبر قوارب الموت إلى إيطاليا مرورا بليبيا أو تونس، بالنظر إلى قرب المسافة وصعوبة مراقبة حراس السواحل لها.