شيّعت ظهيرة أمس، جنازة الفنان الجيلالي رزق الله المغني الأبرز في مسيرة فرقة ''راينا راي'' الشهيرة بمقبرة سيدي بلعباس، تاركا من ورائه الكثير من علامات الاستفهام التي يصعب الخوض في أعماقها، خاصة في أعقاب الشهادات التي أدلى بها الفقيد أيام قلائل قبل أن توافيه المنية، وهو الذي أكد مرارا تخلي أقرب المقربين إليه من أهل الفن المحليين عنه في لحظات صعبة. ذكر الفنان لطفي عطار، قائد ومؤسس فرقة راينا راي، أن الراحل جيلالي رزق الله (المعروف باسم جيلالي عمارنة)، كان يمتلك من صفات المغني ما يفتقد إليه كثير من المغنين الذين عاصروه. وأضاف لطفي عطار، في حديث مع ''الخبر''، أمس: ''كان الراحل جيلالي يمتلك قدرة على التّحرك على المنصة. خفيف ويعرف كيف يتفاعل ويحرّك الجمهور. وهي صفات كانت تفتقد إليها الأغنية الرايوية بدايات الثمانينيات. ولم نجدها حتى في خالد ومامي''. وعاد لطفي عطار إلى علاقته مع جيلالي رزق الله قائلا: ''تعرفت إلى الراحل سنة 1976، لما كان يشتغل مع فرقة راي بسيدي بلعباس، اسمها ''شوك''. كان صغيرا في السنّ. في حدود الخامسة عشر. أعجبني صوته وضممته، لاحقا، لفرقة راينا راي أين عوّض المغني السّابق للفرقة قادة غباش''. واشتغل الاثنان ضمن راينا راي على إنتاج أشهر أغانيها التي ما زال يذكرها الجزائريون، أشهرها أغنية ''الزينة'' التي أعادها كثير من المغنين الآخرين، آخرهم الشاب فضيل، كما أعاد جيلالي رزق الله تأدية بعض أغاني الراحل الزرقي، مثل أغنيتي ''خالتي فاطمة'' و''خلوني''. ويواصل لطفي عطار حديثه: ''بداية من سنة 1984 خيّرت جيلالي بين البقاء في راينا راي أو المغادرة معي وتأسيس فرقة عمارنة راي. استقر على الخيار الثاني وتواصلت التجربة من خلال تسجيل أربع ألبومات، بالتعاون مع الراحل رشيد بابا احمد وشقيقه فتحي. أين غنى أغان معروفة مثل ''خلوني نبكي'' و''ماما''. قبل العودة سنة 1990 إلى فرقة ''راينا راي''. وغادر الراحل جيلالي رزق الله فرقة ''راينا راي'' سنة 2001 أين توجّه إلى العمل، بشكل فردي ثم يصاب بسرطان المعدة الذي تركه طريح الفراش، طيلة أربع سنوات، قبل أن تتأزم وضعيته، خلال الأيام القليلة الماضية، في ظل تجاهل الأوساط الفنية والسلطات العمومية ويفارق الحياة، أول أمس، بالمركز الاستشفائي عبد القادر حساني، عن عمر يناهز التاسعة والأربعين.