طالبت بريطانيا بضرورة إيفاد لجنة إلى الصحراء الغربية بشكل عاجل لمراقبة احترام حقوق الإنسان عقب الأحداث الدموية التي عاشتها مدينة العيون يوم الاثنين الماضي، إثر هجوم الجيش المغربي على مخيم للنازحين، فيما طالبت إسبانيا من المغرب بتقديم توضيحات عاجلة بخصوص الأحداث والظروف التي توفي فيها مواطن صحراوي يحمل الجنسية الإسبانية. وقال الوزير البريطاني المكلف بشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أليستير بورت أمس، في ندوة صحفية في اختتام زيارة له إلى الجزائر'' ''نعتزم إرسال بعثة لمراقبة حقوق الإنسان في المنطقة، الصحراء الغربية، فالأحداث التي وقعت في الأيام الأخيرة تدفعنا إلى القيام بذلك فورا''. مشيرا في الوقت ذاته إلى كون ''المملكة المتحدة تتابع ب''كثير من الاهتمام والانشغال'' الوضع السائد بالصحراء الغربية، ''سيما بعد التطورات الأخيرة''. وفي اسبانيا أعلنت وزيرة الخارجية ترينيداد خيمينيز أمس، أنها قد طالبت الرباط بتقديم توضيحات بشكل عاجل حول الاعتداءات التي حدثت عقب تفكيك مخيم اكديم ازيك، كما أعربت رئيسة الدبلوماسية الإسبانية في ندوة صحفية أمس، بمدريد عقب اجتماع لمجلس الوزراء، عن قلقها بخصوص ''الأحداث الخطيرة التي شهدتها الصحراء الغربية في الأيام الأخيرة''. كما طلبت بتوضيحات حول ظروف مقتل الشاب بابي حمادي بويمة الحامل للجنسية الإسبانية الذي لقي حتفه عقب دهسه بسيارة تابعة لقوات الأمن المغربية. وفي خضم الاهتمام الدولي المتزايد بالوضع في الصحراء الغربية، ينتظر أن يعقد مجلس الأمن الدولي الثلاثاء المقبل جلسة لمناقشة التطورات الأخيرة التي عرفتها مدينة لعيون بسبب التدخل العنيف لقوات الجيش المغربي ضد مدنيين صحراويين. وهو ما أثار ردود فعل دولية مدينة للمغرب. وكانت آخرها مطالبة مجموعة البرلمان الأوروبي للتضامن مع الشعب الصحراوي للجنة الأوروبية ''بإدانة المغرب وجريمته في الصحراء الغربية''، فيما ناشد حزب الخضر الفرنسي الحكومة بالتدخل لوقف المذبحة في الصحراء الغربية. وفي آخر التطورات على الأرض، أعلنت جبهة البوليساريو عبر وزارة العلام الصحراوية بأن عدد الجرحى في الأحداث الأخيرة بلغ 4500 شخص، وتم اعتقال 2000 صحراوي من قبل الأمن المغربي، مؤكدا بأن عدد القتلى لا يمكن حصره في الوقت الراهن بسبب الحصار الكبير المفروض على المنطقة.