طالبت جبهة البوليساريو المجتمع الدولي بالتدخل وبشكل عاجل لإنقاذ عشرات الآلاف من الصحراويين النازحين والحيلولة دون وقوع ما وصفته بالمأساة. جاءت التحذيرات في وقت منعت قوات الأمن المغربي العشرات من الصحراويين، من مغادرة مدينتي السمارةوالعيون الذين كانوا ينوون الالتحاق بالنازحين واعتدت على 40 منهم. وحذر بيان صادر عن الأمانة الوطنية لجبهة البوليساريو الذي أصدرته عقب اجتماع عاجل لها، للوقوف على آخر التطورات التي تشهدها المدن المحتلة من الصحراء الغربية: ''من وقوع كارثة إنسانية وشيكة جراء عملية الحصار المشدد وتضييق الخناق على مخيمات النازحين من طرف القوات المغربية التي تمنع وصول الماء والغذاء والدواء والكساء إلى عشرات الآلاف من النساء والأطفال والمرضى المقيمين في العراء، في ظروف غاية في الصعوبة''. وطالبت المجتمع الدولي والمنظمات المختصة مثل المفوضية السامية لغوث اللاجئين واللجنة الدولية للصليب الأحمر: ''بالإسراع في تفادي وقوع مأساة حقيقية، قد تصل إلى تكرار الحكومة المغربية ما اقترفته من مجازر في حق مدنيين عزل على أرض الصحراء الغربية التابعة للأمم المتحدة، في انتظار استكمال مهمتها في تصفية الاستعمار منها''. وأدانت البوليساريو، في بيانها، ''تدخل الجيش ومختلف تشكيلات القمع المغربية ضد المواطنين الصحراويين الذين يريدون نقل ما توفر من المواد التموينية والدواء إلى ذويهم النازحين، بما في ذلك تدمير ممتلكاتهم وتهشيم سياراتهم، إضافة إلى عمليات الحفر والمراقبة والمتابعة والدوريات البرية والطلعات الجوية بالطائرات العمودية والطائرات دون طيار، وما خلفه كل ذلك من ضحايا وإصابات خطيرة وأضرار مادية ومعنوية وضغط نفسي رهيب وأجواء الرعب والخوف في صفوف الأبرياء العزل''. تأتي تحذيرات جبهة البوليساريو في وقت نشرت وزارة الأرض المحتلة والجاليات بيانا قالت فيه إن: ''الجيش المغربي استعمل القوة لردع قافلة من السيارات كانت تقل نازحين جددا إلى مخيم الاستقلال، شرق مدينة العيونالمحتلة، حيث بلغ عدد المصابين أزيد من 41 مواطنا صحراويا بينهم أطفال وشيوخ''. وأضاف بيان الوزارة القول: ''لم يكتف الجيش المغربي بالاعتداء على المواطنين وإرهابهم بل قام بتحطيم وتكسير العديد من السيارات وقيد العديد من الضحايا بأسلاك حديدية. وفي سياق ذي صلة قال الناشط الحقوقي الصحراوي احمد السباعي إنه تعرض للمطاردة أثناء محاولته زيارة عائلته المتواجدة بمخيم الاستقلال''. ومخيم الاستقلال هو اسم أطلق على مخيم النازحين الصحراويين الذي نصب خارج مدينة لعيون. وأفاد موقع اتحاد الصحفيين والكتاب الصحراويين بأنه في مدينة السمارةالمحتلة: ''تدخلت مختلف قوات الأمن المغربية لمطاردة عشرات الشباب الصحراويين إلى خارج المدينة ممن كانوا ينوون الالتحاق بمخيمات النازحين بعد الانتشار الواسع لمختلف هذه التشكيلات على جنبات المدينة لمحاصرتها ومنع الخروج منها على المواطنين الصحراويين''.