اهتزت مشاعر الألم لدى العشرات من مجاهدي البروافية بالمدية، وهم يتابعون نبأ تعيين الرئيس الفرنسي للسيدة جانيت بوغراب، كاتبة دولة للشبيبة والحياة الجمعوية بالحكومة الفرنسية. واعتبر هؤلاء ذلك إمعانا من ساركوزي في الاستهتار بالتاريخ والذاكرة الجماعية لضحايا استعمار دولته للجزائريين، وليس شأنا سياسيا فرنسيا فحسب. قال المستنكرون من مجاهدي البروافية بأن تعيين ابنة حرْكي سفاح بأتم معنى الكلمة، لن يجد أي ترحاب لديهم، رغم الادعاء من طرف جهات مغتربة بأن ذلك ميل سياسي للأقليات من الجاليات المغاربية المقيمة على التراب الفرنسي، بل إن دماء الفلاحين والقرويين الذين لقوا الويلات والموت على يد المدعو ''بوغراب لخضر'' والد السيدة جانيت، أغلى من أية مساومة سياسية من ساركوزي أو غيره، وبأن ذلك لن يزيدهم سوى إصرارا على المطالبة بتفعيل قانون تجريم الاستعمار''. واعتبر مجاهدو المنطقة خطوة ساركوزي هذه ''تبرئة لمجرم حرب بكل المقاييس، لقد قتل تحت التعذيب بمكتب لاساس في البروافية 20 شهيدا، كما تسبب والده في مقتل 45 شهيدا بمنطقة أولاد عزيز، وهي القرية التي كان يقطنها والمنتمية حاليا لبلدية أولاد ذايذ، حوالي 10 كلم جنوبي البروافية. ولا شك أنه قتل عشرات آخرين ممن كان يأتي بهم من خارج المنطقة. وقال المجاهدان بن ثاية عبد القادر الذي قتل شقيقه الشهيد بن ثاية الجيلالي على يد هذا السفاح، وأيضا المجاهد فضيل محمد الذي استشهد شقيقه التركي تحت تعذيبه بمكتب لاصاص في البرواقية سنة 1961، أن لخضر بوغراب ''كان يعامل ضحاياه كالكلب المسعور'' . هذا الحركي، حسب شهادات الاستنكار التى جمعتها ''الخبر''، رقي إلى سائق خاص لمسؤول ما كان يسمى ''لاصاص'' أي فصيلة الإدارة الخاصة الموجهة لجمع شمل وإدماج عملاء ومخبري القوات الفرنسية في مختلف مخططات اختراق صفوف جيش التحرير. كان يترصد الوافدين من القرويين والفلاحين، إلى سوق البروافية، ليقوم بتعذيبهم حتى الموت ومن ثم يستولي على مؤونتهم وأموالهم بطرق انتقامية، لمقتل والده على يد جيش التحرير، بعد أن تم العفو عنه أول مرة لفائدة الشك بأنه كان السبب في كشف عشرات''الكازمات'' التي كان جيش التحرير يخبئ بها مؤونته، لكنه افتضح أمره بعد مجزرة ذهب ضحيتها 45 شهيدا بقرية أولاد عزيز خريف سنة 1956 حيث تأكدت عمالته للجيش الفرنسي ليلقى حتفه على يد عناصر جيش التحرير. ولكن ابنته جانيت التي لا يريد هؤلاء المجاهدون، حسبما ذكروا، الإساءة إليها بتحميلها مسؤولية جرائم والدها، كانت قد صرحت في الموقع الإلكتروني لصحيفة فرنسية بأنها فخورة بوالدها، وبأنه أول من يستحق احترامها وتقديرها، وذلك ما لا يتقبله منها هؤلاء، بل يعتبرونه تورطا سياسيا فيما كان يعتقد أنها بريئة منه، ومساسا فظيعا بأرواح الضحايا الذين سقطوا تحت تعذيبه.