أحالت مصالح الدرك الوطني بالزيتونة، يوم أمس، شخصين من سكان الشريط الحدودي على وكيل الجمهورية لدى محكمة الطارف ومنه إلى قاضي التحقيق بتهمة تهريب المازوت باتجاه تونس، بعدما كشفت مصالح حرس الحدود وحجزت 320 لتر من المازوت معبأة في 16 دلوا بسعة 20 لترا مع دلوين فارغين، وهذا بمنطقة حمّام سيدي طراد بأقصى نقطة حدودية. وحسب الملف الذي أعدته ذات المصالح، فإن هذه الدلاء كانت مخبأة وسط الغابات لتجميع عدد أكبر من الدلاء ومن ثم تهريبها إلى الضفة التونسية المقابلة ومقايضتها بذخيرة سلاح الصيد، وبذات النقطة الحدودية ''حمّام سيدي طراد'' حجزت مصالح حرس الحدود قبل يومين 350 خرطوشة سلاح صيد معبأة بالكامل ''الكابسولة والبارود وكويرات الرصاص''، وهي الذخيرة التي تركها 3 مهربون ولاذوا بالفرار وسط الأدغال الغابية بهذه المنطقة الحدودية. وحسب شهود عيان بالمنطقة في تصريحاتهم، فإن الفارين الثلاثة كان كل واحد منهم يحمل 1000 خرطوشة بحكم أنهم قضوا لحظات من الراحة بهذا الحمّام التقليدي الذي تحوّل إلى ملتقى عصابات التهريب الحدودي، من أجل عقد اتفاقيات بين الطرفين لمقايضة ذخيرة سلاح الصيد وصوف الغنم من تونس، مقابل المازوت الجزائري وقطعان الخرفان والماشية المسروقة. وتفيد التقارير الأمنية المختصة بمكافحة التهريب بأن سكان الشريط الحدودي من خلال امتلاكهم لترسانة من السيارات النفعية من نوع ''هيليكس'' لا تتوقف عن الحركة يوميا في ذهاب وإياب بين محطات الوقود في البلديات الحدودية والداخلية والشريط الحدودي، وأعابت ذات التقارير الأمنية صمت منتخبي البلديات عن هذا النزيف الاقتصادي وتشجيعهم للتهريب الحدودي تحت ذريعة محاربة البطالة بالمناطق الحدودية.