العضوية في جبهة التحرير تشريف من اللّه شن عبد العزيز بلخادم الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، هجوما حادا ضد خصومه القياديين في الحزب الذين انتفضوا ضده. وأرجع تمردهم عليه إلى خلوَ تشكيلة المكتب السياسي التي تمخضت عن المؤتمر التاسع، من أسمائهم. وقال لأعضاء ما سمي ب ''الحركة التصحيحية الجديدة'': ''لا ينبغي أن تبصقوا على اليد التي أكلتم منها!'' اعترف عبد العزيز بلخادم ضمنيا بوجود أزمة حقيقية في الأفالان، عندما خصص الجزء الأكبر من خطابه، أمس، أمام محافظي الحزب بسيدي فرج غربي العاصمة. وقال بلخادم عن الوزراء والقياديين الذين يخوضون حربا ضده، دون ذكر أسمائهم، بأنهم ''يريدون ركوب الأفالان للوصول إلى أهدافهم .. إن الطموح مشروع ولكن لاينبغي أن تبصقوا على اليد التي أكلتم منها''، ويفهم من حديثه بأنه يعتقد بأن لديه أفضالا عليهم. وبدا بلخادم واثقا بأن الأفالان سيدوم طويلا في السلطة لو تجنب القلاقل الداخلية، وقال بالضبط: ''والله لو نكون صادقين في نضالنا لن يتزحزح الأفالان من الحكم ولو بعد 50 سنة من اليوم''. وجمع لقاء أمس، المشرفين على إعادة هيكلة الحزب محليا إلى جانب المحافظين. وبحث بلخادم معهم في جلسة مغلقة تقييم عملية تجديد الهياكل. فمن بين 1594 قسمة تم تجديد 1514، حسب بلخادم، الذي قال إن 80 قسمة لم تعقد فيها الجمعيات العامة الانتخابية، من بينها قسمة حاسي مسعود، التي دعا مناضلوها في بيان، المحافظ، إلى ''الاحتكام للصندوق دون إقصاء أو تهميش''. وفي الوقت الذي كان يتحدث عن المعارك التي وقعت خلال تجديد الهياكل، هاجم عبد العزيز بلخادم القياديين الغاضبين بحدة غير مسبوقة. ومن بين ما قال عنهم: ''إنهم يقومون بعمل تجزيئي وتشتيتي، ويمثل ذلك إضعافا للأفالان وإضعافا للجزائر، وهو أمر لن نتسامح معه''. ودعا بلخادم المنتفضين ضده إلى اللجوء إلى اللجنة المركزية ''إذا كان هناك اختلاس أو رشوة أو محاباة، أما الشائعات فلا تليق بمقام الرجال ولا تنفع أصحابها''. وأوضح بلخادم بأن الأفالان عرف هزات كثيرة في الماضي، ''أما ما نشهده اليوم فأنا لا أعتبره أصلا هزة''. وحرص أمين عام الحزب، وهو ينتقد المستائين منه، على إظهارهم في صورة الذي يبحث عن مصلحته الشخصية فحسب. وقال صراحة بأن الحملات التي يشنونها ضده، مردها لعدم إدراجهم في تركيبة المكتب السياسي التي أفرزتها أول دورة للجنة المركزية المنبثقة عن المؤتمر التاسع. وغلب على أجزاء من كلمة بلخادم أمام الحاضرين الطابع الديني. فهو يعتبر بأن العضوية في الأفالان ''تشريف من الله ومسؤولية جسيمة تلزمنا بالوفاء للشهداء والحفاظ على رسالة نوفمبر''. وقال أيضا ''إن الولاء يكون لله وبعده للوطن من خلال جبهة التحرير الوطني''. واستعان بلخادم بالقرآن لإسقاط معاني الأنانية على الخصوم، وذكر ما يلي: ''هناك آية واحدة في القرآن تقول: أنا خير منكم.. تعرفونه''، يقصد الشيطان الذي قال لله إنه خير من بني آدم. وتابع: ''إنا منقصة للرجال أن يقال فلان تابع لفلان .. لاينبغي أن نورَث عيوبنا للآخرين حتى لا يكبروا على الاعوجاج''. وكشف عبد العزيز بلخادم عن تسلم رئاسة التحالف الرئاسي من الأرندي يوم 18 ديسمبر المقبل، وقال إنه رفض استلامها منذ شهور بسبب انهماك الحزب في عملية تجديد الهياكل. أما عن الجمعيات العامة للمحافظات فستنطلق في بداية العام، وسيطرح هذا الموضوع على اجتماع اللجنة المركزية في نهاية هذا الشهر.