''يجب محاسبة المتورطين في تسميم العلاقة بين الجزائر ومصر'' لم يخف رئيس الاتحادية الدولية لكرة اليد، المصري حسن مصطفى، تفاؤله بمشاركة الجزائر في المونديال القادم الذي سيقام ما بين 13 و30 جانفي القادم بالسويد. وقال في حوار مع ''الخبر''، إن الجزائر ستكون مفاجأة بطولة العالم التي يلعب فيها ''الخضر'' في المجموعة الثالثة التي تضم أيضا منتخبات كرواتيا، صربيا، الدانمارك، رومانيا وأستراليا. وأضاف حسن مصطفى، من جانب آخر، أنه يجب إخضاع المتورطين في تأزيم العلاقة بين الجزائر ومصر للمحاسبة. كيف تتوقع مشاركة الجزائر في مونديال السويد؟ - أعتقد أن المنتخب الجزائري سيكون مفاجأة بطولة العالم بالسويد، بالنظر إلى المستوى العالي الذي أظهره في بطولة أمم إفريقيا الأخيرة التي أقيمت بمصر، سواء عندما انتزع تعادلا مستحقا في المقابلة التي جمعته بنظيره التونسي، أو عندما انهزم بصعوبة أمام منتخب مصر في الدور نصف النهائي. تتوقع إحداث الفريق الجزائري مفاجأة، في حين أن مجموعته تضم منتخبات قوية جدا، كيف ذلك؟ - كل المنتخبات ال24 المشاركة في المونديال قوية، فأي منتخب يلعب في النهائيات أكيد أنه يضم تشكيلة جديرة بالاحترام. وبناء على ذلك، تبقى المجموعة التي توجد فيها الجزائر مفتوحة على كل الاحتمالات، والجزائر قادرة على رفع التحدي فيها. ماهي قوة الفريق الجزائري في نظرك؟ - بدون مبالغة، ما يعجبني كثيرا في هذا الفريق هي الروح الذي يلعب بها، فالفريق الجزائري يلعب مقابلاته بحرارة كبيرة، ولا تعرف هذه الحرارة تراجعا طيلة مدة المقابلة. كما أن المنتخب الجزائري لا يفقد الأمل في إفتكاك الفوز، حتى عندما يكون منهزما بفارق كبير. تعرف جيدا اللاعبين الجزائريين، فكيف تقدّر مهاراتهم الخاصة؟ - اللاعبون الجزائريون، مثلما عرفتهم، لا يلعبون بصورة منفردة، حيث يلعبون كمجموعة واحدة ومتكاملة، فالجيل الجديد للفريق الجزائري يضم لاعبين صغار في السن، يتمتعون بمهارات فنية عالية ويحذوهم حماس كبير، كما أنهم لا يعطون الانطباع أنهم يشعرون بأي عقدة عندما يواجهون منتخبات كبيرة. كم هي نسبة تأهل الجزائر في رأيك؟ - أولا، يتوجب على الفريق الجزائري أن يلعب كل مقابلاته بقوة، وأوصيه ألا يركز على الفوز على منافس دون الآخر، فتأشيرة التأهل يمكن أن تأتي من الفريق الذي تقدر أن الفوز عليه صعب. فعلا، يوجد منتخب أستراليا، وهو في تقديري أضعف منتخبات المجموعة الثالثة، لكن، لا يمكن بناء حسابات التأهل على هذا المنتخب. كيف تقدر العلاقة الرياضية بين الجزائر ومصر؟ - العلاقة بين البلدين عادت إلى مجاريها الطبيعية بعد السحابة التي سممت الأجواء، ويفترض محاسبة الأطراف المتسببة في تدهور العلاقات في البلدين، بسبب تسببهما في تأزيم العلاقة بين الجزائر ومصر، وأنا متأكد أن العلاقة بين البلدين لن تتأثر بتصرفات أشخاص قاموا بارتكاب أخطاء بمعزل عن سلطات البلدين. رغم تفاؤلك، شهدت المقابلة نصف النهائية بين الجزائر ومصر في إطار بطولة أمم إفريقيا الأخيرة، بمصر، رشق الميدان بالحجارة والقارورات، فما هو تعليقك؟ - لم أكن حاضرا في هذه المقابلة، وأجزم أن التحكم في الجماهير أمر صعب للغاية، ولا يوجد أي بلد في العالم قادر على التحكم في الجماهير. أنظر فقط إلى إنجلترا وإمكانياتها الكبيرة، ومع ذلك، فإنها لم تستطع السيطرة على جماهيرها المتعصبة. وأصارحك القول إن السلطات العليا مصر أعطت وقتها تعليمات صارمة للأجهزة الأمنية لتأمين إقامة الوفد الجزائري طيلة وجوده بمصر، حفاظا على العلاقة بين البلدين الأخوين. المنتخبان الجزائري والمصري سيتقابلان ودّيا بفرنسا تحضيرا لبطولة العالم، فما هو تعليقك؟ - هذا مؤشر على عودة العلاقات بين البلدين إلى مسارها الطبيعي، وما يهمني بالدرجة الأولى في الاتحادية الدولية بصفتي رئيسا لها، هو أن يكون تمثيل القارة الإفريقية في المونديال جيدا، بصرف النظر عن اسم البلد من البلدان الثلاثة المشاركة في بطولة العالم، ويتعلق الأمر بمصر، الجزائر وتونس. وسأكون سعيدا جدا، كما أنني سأقتنع أنني استطعت أن أقدم خدمة لكرة اليد خارج قارة أوروبا عندما يصل منتخب إفريقي إلى دور متقدم من بطولة العالم، لأن قارة أوروبا لا تحتاج للمساعدة بخلاف القارات الأخرى، خاصة إفريقيا. من ترشح للتتويج باللقب العالمي؟ - ارشح أكثر من منتخب للتتويج باللقب العالمي، لأن المونديال القادم سيكون مفتوحا في تقديري، وأستطيع أن أقول إن منتخبات النرويج، فرنسا، ألمانيا، كرواتيا والدانمارك تبقى مرشحة لنيل الكأس في مونديال السويد. كلمة أخيرة؟ - أتمنى التوفيق للمنتخب الجزائري في بطولة العالم والاتحادية الجزائرية، التي يقوم رئيسها بعمل كبير منذ انتخابه، كما أتمنى أن تعرف العلاقة الرياضية بين الجزائر ومصر أفضل أيامها مستقبلا.