تطرح المخرجة الفلسطينية الشّابة تغريد سعادة، في الفيلم الوثائقي الجديد الموسوم ''الضيوف''، الذي تمّ عرضه، مساء أول أمس، بقاعة الموفار في الجزائر العاصمة، واحدا من الإشكالات المحورية والمفصلية في القضية الفلسطينية، والمتعلق بحقوق اللاجئين والمُرحّلين وجيل ما بعد نكبة .1948 تتنقل المخرجة تغريد سعادة نفسها، في مدة زمنية قدرها 50 دقيقة، حاملة كاميرا وكثيرا من الهموم والحنين، والتعلّق بأرض الأجداد. وتفتح، بمعية اللاجئين الفلسطينيين، بكندا، جرح الغربة وعدم تقبلهم من طرف الآخر، وتُصوّر حالات أقل ما يقال عنها إنها درامية، لعائلات شتتها الاحتلال، ووجدت نفسها على الضفة الأخرى من المحيط الأطلسي بلا هوية وبلا إقرار ولا حق كامل في المواطنة. ويكشف الفيلم الوثائقي عن حالات عائلات وأفراد، من فلسطين، وجدوا أنفسهم يدورون في حلقة مفرغة، دونما تسوية وضعيتهم القانونية، والإقرار بحقهم كلاجئين والتمتع بحق المواطنة، طيلة أكثر من خمس عشرة سنة. وصرحت المخرجة، في حديث مع ''الخبر''، ''ما يؤلمني أكثر أن السّلطات على اطلاع بالوضع وتدرك معاناتهم''. وتضيف: ''خضت بحثا معمقا في طبيعة الإشكالية، واقتربت من كثير من الفاعلين والمسؤولين السياسيين، في كندا، وننوي عرض الفيلم نفسه، في القريب العاجل، على نواب البرلمان كي تتضح أمامهم الرؤية ويتحركوا في خدمة هذه القضية''. والمعروف أن تغريد سعادة، التي انطلقت من الكتابة الصحافية قبل أن تنتقل إلى مجال السمعي البصري، تحاول، في الوقت الراهن، الدفاع عن رؤيتها وتوجهها في خدمة القضية الفلسطينية، وفق أفق وتطلع فني، يقوم على إدراك ما تحمله من مبادئ مستمدة من إيمانها بالقضية التي تدافع عنها.