عقدت يوم أمس لجنة مبادرة السلام العربية اجتماعا لها بمقر الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية، وقد ترأس الاجتماع وزير خارجية قطر الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني. وتطرقت اللجنة، كما كان منتظرا، للبدائل الممكنة أمام الطرف العربي بعد الفشل الأمريكي في إقناع إسرائيل بوقف الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وهو ما تسبب في توقف المفاوضات الفلسطينية-الإسرائيلية. الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي وصل أمس إلى القاهرة، أطلع المجتمعين على نتائج لقائه مع المبعوث الأمريكي جورج ميتشل والبدائل التي طرحتها الإدارة الأميركية لإعادة الفلسطينيين والإسرائيليين إلى طاولة المفاوضات، وسط حديث مصادر فلسطينية عن مساع عديدة لبعث المفاوضات من جديد بين السلطة الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية. وكما هو معروف فإن الإدارة الأمريكية طرحت، بعد فشلها الأول، فكرة مناقشة الوضع النهائي، وهو ما قرئ على أنه هروب إلى الأمام، ما دام من غير المعقول ديبلوماسيا مناقشة قضايا شائكة ومعقدة مثل ملف القدس وقضية عودة اللاجئين، في الوقت الذي رفضت فيه إسرئيل وقف الاستيطان الذي يعني عمليا التهام ما تبقى من الأراضي الفلسطينية. وحسبما تسرب من الاجتماع فإن لجنة المبادر العربية ستتخذ قرارا في نهاية اجتماعها، تحدد بموجبه الموقف العربي من المآل الذي انتهت إليه المفاوضات. وحسب الأمين العام المساعد للجامعة العربية، محمد صبيح، فإن الجامعة ستدعم الموقف المعلن للرئيس محمود عباس الرافض لاستئناف المفاوضات في ظل استمرار إسرائيل في أنشطتها الاستيطانية، أو خطوات أخرى قد يتخذها، لكن المعروف والمتاح عمليا، هو انعدام أي بديل أمام الطرف العربي لمواجهة الأطروحات الإسرائيلية، فإذا كانت الإدارة الأمريكية قد فشلت في إلزام إسرائيل باحترام أي شيء، فإنه من غير المقول أن يفرض العرب شيئا وأشياء عجزت عنها الإدارة الأمريكية. في هذا الشأن أكد كبير المفاوضين الفلسطينيين السيد صائب عريقات بأن ميتشل لم يحمل أي جديد من شأنه التمكين من استئناف المفاوضات، وأن من يتحدث عن سلام شامل يتعين عليه إلزام إسرائيل بوقف جميع أنشطتها الاستيطانية. المؤكد أن جورج ميتشل الذي وصل إلى القاهرة والتقى بالرئيس المصري وأمين عام جامعة الدول العربية، سبق وأن التقى مع صائب عريقات، قبل انتقاله من تل أبيب إلى القاهرة، وهو ما يعني أن ما قاله كبير المفاوضين الفلسطينيين من أن ميتشل لا يحمل أي جديد أمر صحيح. وتماشيا مع منطق الفشل هذا، حذر المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، روبرت سري، من أن آفاق حل الدولتين للصراع في الشرق الأوسط قد تبدأ في التلاشي العام المقبل، إذا لم يحدث تقدم في المحادثات الإسرائيلية الفلسطينية غير المباشرة، وهذا الاحتمال هو الأقرب لواقع الحال.