قدرت الحكومة الفرنسية، قبل عامين، أنه لا يوجد في الجزائر من الشخصيات السياسية القادرة على خلافة الرئيس بوتفليقة ''بما يضمن الاستقرار الاقتصادي والنمو في الجزائر''، ورأى الفرنسيون في رئيس الحكومة الأسبق، مولود حمروش، أنه ''يؤمن بالإصلاحات لكنهم يشكون في قدرته على تجسيدها''. كشفت وثائق دبلوماسية أمريكية نشرها ''ويكيليكس''، عن معطيات جديدة تتصل باهتمام أمريكي بالرئاسيات الجزائرية التي جرت في 2009، ومعلومات حصل عليها الأمريكيون في الجزائر عن طريق السفير الفرنسي السابق برنار باجولي، كما تقدم وثائق جديدة معلومات حصل عليها الأمريكيون تتعلق بفضيحة ''سوناطراك''. وفي هذا السياق تحدد الوثائق طبيعة حوارات جمعت رئيس التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، سعيد سعدي، مع دبلوماسيين أمريكيين، خاض معهم فيها حول ملفات الفساد و''صحة الرئيس''. وتقدم الوثائق تسريب سعدي للأمريكيين فحوى محادثات يزعم أنها جمعته مع الفريق، محمد مدين مسؤول مديرية الاستعلام والأمن بوزارة الدفاع الوطني. ونشرت صحيفة ''ألباييس'' الإسبانية، وثيقة أولى، مؤرخة في 25 جانفي 2008، تحمل كلاما للسفير الفرنسي السابق، برنار باجولي، مع نظيره الأمريكي السابق روبرت فورد، يقدم فيها نظرة الفرنسيين لملف تعديل الدستور الذي سبق الرئاسيات التي كانت الجزائر مقبلة عليها في أفريل 2009، وفهم فورد من السفير الفرنسي أن ''باريس لا تعتقد أن الجزائر تتجه يومها إلى استقرار''، كما فهم أن ''الفرنسيين لم يروا أي بديل عن عهدة ثالثة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة''. وتنقل الوثائق السرية عن باجولي أن ''العسكر وافقوا على تعديل الدستور''، وان حالة الرئيس الصحية ''تحسنت كثيرا ويمكنه العيش عدة سنوات أخرى''. ويذكر باجولي أيضا أن ''الجيش يدعم بالإجماع عهدة أخرى لبوتفليقة''. وفي فقرة مثيرة، ينقل باجولي للسفير الأمريكي أن ''الفرنسيين لا يرون أي شخصية أخرى بإمكانها خلافة بوتفليقة'' باستثناء مولود حمروش وأحمد أويحيى الذي يراه الفرنسيون ''أحد المسؤولين الكبار في الدولة، لكن شعبيته ضعيفة''. أما وثيقة ثالثة مؤرخة في 19 ديسمبر 2007، فتكشف فحوى محادثات جمعت السفير الأمريكي حينها، روبرت فورد، وبعض شخصيات المعارضة وصحفيين، وقدمت الوثيقة اسمين، هما سعيد سعدي، رئيس التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، وعبد الله جاب الله، إلا أنها قدمت بالتفصيل ما تعلق بسعدي، ونقلت عنه أنه صارح الأمريكيين بفحوى محادثات يزعم أنها جمعته مع الفريق، محمد مدين مسؤول مديرية الاستعلام والأمن بوزارة الدفاع الوطني. ويذكر سعيد سعدي أن الفريق ''أقر'' أمامه بأن ''الأمور لا تسير بشكل جيد، سيما بخصوص الوضع الصحي للرئيس بوتفليقة وبشكل عام وضع الجزائر''. وزعم أن الفريق قال له ''نحن بحاجة لضمان أن أي بدائل سياسية يجب أن تكون ناجعة ولا تؤثر على استقرار البلاد.''