لا يزال عشرات الأساتذة من الذين اجتازوا مسابقات خارجية في قطاع التربية، عبر عدد من الولايات للظفر بمنصب أستاذ في الطور الثانوي، ينتظرون تدخل الوزارة من أجل توضيح الأمور حول إجراءات شملتهم أثناء مرحلة التربص التكويني بشكل استثنائي، ولم تطبق على الفائزين في نفس المسابقات بباقي ولايات الوطن. يعود مصدر قلق المعنيين أساسا إلى عدم فهمهم لخلفية تضارب تصريحات مصالح الوظيف العمومي، منذ تاريخ إجراء المسابقة في أفريل الماضي، حيث تسلم العديد من الناجحين فيها، بولاية البليدة على سبيل المثال، قرارات تعيين ألغيت بعد 15 يوما، بسبب خطإ إداري ناجم عن أعوان ذات الهيئة، باعتبار أن الأخيرة طالبتهم بالدراسة لعام إضافي حتى يستوفوا الشروط القانونية التي تؤهلهم للحصول على الحق في التدريس في الطور الثانوي، وهي بكالوريا زائد 5 سنوات في الجامعة. ولأن جلهم حاصل على شهادة الليسانس، فهم مجبرون، تبعا للترتيبات المتضمنة في القرار المشترك بين وزارة التربية ومديرية الوظيف العمومي، على إنجاز تكوين لا تقل مدته عن 400 ساعة، وبعدها يلتحقون بمناصب عملهم. والغريب في الوضع أنه تم إخبارهم في البداية بأن ساعات التربص الإضافية حددت ب145 ساعة فقط، وبالفعل أجرى هؤلاء تكوينهم من ماي إلى جويلية، ثم استأنفوه في سبتمبر المنصرم إلى نهاية نوفمبر، وتوج بتقديمهم مذكرة نهاية التربص على أساس أنها آخر مرحلة في التكوين. ولكنهم تفاجأوا مرة أخرى ''بخرجة'' جديدة لمصالح الوظيف العمومي التي دعتهم إلى مواصلة التكوين انطلاقا من جانفي القادم، أيام السبت ومساء الثلاثاء. وموازاة مع هذا، يشرعون في تولي مهام التدريس في الثانويات. في المقابل، تؤكد مصادر مطلعة أنه إلى غاية انتهاء فترة التكوين لا يتقاضى المتربص أي راتب، لأنه يحمل صفة المتربص. وهذا ما حدث فعلا. ولكن هؤلاء منهم من تحصل على عقد مؤقت، أي اكتسب صفة متعاقد تنتهي في ديسمبر الجاري وبدون أجر، على أن يتم تسليمهم شهادة أستاذ متربص، حسب ما استقوه من إدارة الوظيف العمومي. بينما أفادت ذات المصادر أن الناجحين في نفس المسابقات بولايات أخرى أنهوا تربصهم وسيلتحقون بمناصب عملهم في الثانويات بصفة رسمية، في انتظار ترسيمهم نهائيا.