لقي تلميذ يدرس في قسم السنة الثانية ابتدائي، أمس، حتفه بعد تعرضه لإصابات بليغة، جراء سقوط أكوام من الخرسانة والحجارة رماها عمال ورشة بناء، جنوبي بلدية حمر العين في تيبازة، من الطابق الخامس. وكادت الحصيلة تكون أثقل، خاصة أن الطفل الضحية كان برفقة عدد من أبناء حيه المقابل للمشروع. وقد تفطنت أخت الضحية عاشور محمد ذي السبع سنوات والقاطن بحي سيدي لكبير القصديري، لمصاب شقيقها الأصغر لتطلق العنان لصيحاتها وبكائها، ما أدى إلى انتباه العمال وسكان الحي للواقعة في مشهد للضحية وهو تحت أنقاض الحجارة والخرسانة. وفي تلك الأثناء حملته إلى غاية الطريق المؤدي إلى المدينة واستوقفت صاحب سيارة قام بنقل الطفل في حالة يرثى لها إلى العيادة حيث لفظ أنفاسه الأخيرة، وسط حزن أفراد عائلته. وبالموازاة فتحت مصالح أمن دائرة احمر العين تحقيقات معمقة مع ثلاثة عمال كانوا على سطح العمارة وقت الحادثة وصاحب المشروع، من أجل الوصول إلى الملابسات الحقيقية لهذه الحادثة المؤلمة التي هزت مدينة احمر العين. تجدر الإشارة إلى أن مساحة المشروع غير مسيّجة، وهو ما يفتح المجال أمام العشرات من سكان حي سيدي الكبير المحاذي لولوج مساحة المشروع من أجل اختصار الطريق. كما أن ذات المشروع كان مسرحا لوفاة شاب بناء ينحدر من ولاية عين الدفلى قبل أشهر، إثر سقوطه المميت من طابق علوي لإحدى العمارات، إلى جانب تعرض عامل آخر إلى رضوض بعد تعرضه لنفس الحادثة.