قال الله سبحانه وتعالى: {اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا} هود: 3، وقال سبحانه: {اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ} هود: 52، وقال عزّ وجلّ: {وَمَا كَانَ اللَّهُ ليُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} لأنفال: ,33 وقال تعالى: {اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا × يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا × وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا} نوح: 10,12 وقال أيضًا: {وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ} البقرة: .58 فالاستغفار هو الدواء الناجح والعلاج الناجح من الذنوب والخطايا، لذلك أمر سيّدنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بالاستغفار دائمًا وأبدًا بقوله ''يا أيّها النّاس استغفروا الله وتوبوا إليه فإنّي أستغفر الله وأتوب إليه في اليوم مائة مرّة''، وقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ''مَن لَزِم الاستغفار جعَل الله لهُ مِن كلّ همٍّ فرجًا، ومِن كلّ ضيْق مخرجًا، ورَزَقَهُ مِن حيثُ لا يحتسِب''. والله يرضى عن المستغفر الصادق لأنّه يغترف بذنبه ويستقبل ربّه فكأنّه يقول: يارب أخطأتُ وأسأتُ وأذنبتُ وقصّرتُ في حقِّك، وتعديتُ حقوقك، وظلمتُ نفسي وغلبني شيطاني، وقهرني هواي وغرَّتني نفسي الأمّارة بالسُّوء، واعتمت على سِعَت حِلمك وكريم عَفوك، وعظيم جودك وكبير رحمتك. ومن اللطائف أنّ شخصًا كان عقيمًا لا يولد له، وقد عجز الأطباء عن علاجه وبارَت الأدوية فيه، فسأل أحد العلماء فقال: عليكُم بكثرة الاستغفار صباح مساء فإنّ اللهَ قال عن المُستغفرين {وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ} نوح: 12، فأكثَرَ الرجل من الاستغفار وداوم عليه فرزقَهُ الله الذرية الصّالحة.