؟ قال ابن القاصِّ والقفال المروزي ''ومن الخصائص أنّه، صلّى الله عليه وسلّم، يُؤخَذ عن الدنيا عند تلقي الوحي، ولا تسقُط عنه الصّلاة، ولا غيرها''، ومنه أنّه مَن رآه في المنام فقد رآه حقًّا فإنّ الشّيطان لا يتمثّل بصورته، ولكن لا يُعمَل بما يسمعه الرّائي منه في المنام ممّا يتعلّق بالأحكام إن خالف ما استقرَّ في الشّرع، لعد ضبط الرّائي لا للشكّ في الرؤية، لأنّ الخبر لا يقبل إلاّ من ضابط مكلّف والنّائم بخلافه. ومنها أنّ الأرض لا تأكل لحوم الأنبياء للحديث المشهور ''إنّ الله حَرَّم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء'' رواه أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجه، ومنها قوله صلّى الله عليه وسلّم ''إنَّ كذبًا عليَّ ليس كَكذب على أحد'' رواه البخاري ومسلم. قال أصحابنا وغيرهم (أصحاب الإمام النووي): فتعمُّد الكذب عليه (صلّى الله عليه وسلّم) من الكبائر فإن استحلّه المتعمّد كفر، وإلاّ فهو كسائر الكبائر لا يكفر بها، وقال الشيخ أبو محمّد الجويني والد إمام الحرمين يُكفّر بذلك. والصواب الأوّل، وبه قال الجمهور، والله أعلم.