1- اشكر نعمة الله شهر رمضان من أعظم نعم الله تعالى على عباده المؤمنين، ففيه تتنَزَّل الرحمات، وتغفر الذنوب والسيئات، وتضاعف الأجور والدرجات، ويعتق الله عباده من النيران؛ قال النبي (صلى الله عليه وسلّم): "إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب جهنم، وسلسلت الشياطين" (متفق عليه). * وقال (صلى الله عليه وسلّم): "من صام رمضان إيماناً واحتساباً غُفِرَ له ما تقدّم من ذنبه، ومن قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه" (متفق عليه). وقال تعالى في الحديث القدسي: "كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به" (متفق عليه). وقال (صلى الله عليه وسلّم): "إنّ للّه في كل يوم وليلة عتقاء من النار في شهر رمضان، وإن لكل مسلم دعوة يدعو بها، فيستجاب له" (رواه أحمد بسند صحيح). * هذه بعض فضائل هذا الشهر أيها الأخ الكريم، وهي تبيّن عظم نعمة الله تعالى عليك بأن آثرك على غيرك وهيَّأك لصيامه وقيامه، فكم من الناس صاموا معنا رمضان الغابر، وهم الآن في العالم الآخر. فاشكر الله أيّها المسلم على هذه النعمة، ولا تقابلها بالمعاصي والسيئات فتزول وتَمَّحي. * * 2- تعلَّم أحكام الصيام: * يجب على المسلم والمسلمة أن يتعلموا أحكام الصيام، فرائضه وسننه وآدابه، حتى يصح صومهم ويكون مقبولاً عند الله تعالى.. * 3- شهر الصيام لا شهر الطعام! * فرض الله صيام رمضان ليتعوَّد المسلم على الصبر وقوَّة التحمل، ليكون ضابطاً لنفسه، قامعاً لشهوته، متقياً لربه، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) -البقرة:183. * وقد سئل بعض السلف: "لماذا شُرِعَ الصّيام؟" فقال: "ليذوق الغنيّ طعمَ الجوع فلا ينسى الفقير!!". * وإن مما يبعث على الأسف ما نراه من إسراف كثير من الناس في الطعام والشراب في هذا الشهر، حيث إن كميات الأطعمة التي تستهلكها كل أسرة في رمضان (وكثيرا ما ترميها!) أكثر منها في أي شهر من شهور السنة! إلا من رحم الله. وبخاصة المرأة، فهي تقضي معظم ساعات النهار داخل المطبخ لإعداد ألوان الأطعمة وأصناف المشروبات!!. فمتى تقرأ القرآن؟ ومتى تذكر الله وتتوجه إليه بالدعاء والاستغفار؟ ومتى تتعلم أحكام الصيام وآداب القيام؟ ومتى تتفرغ لطاعة الله عز وجل؟ * * 4- شهر القرآن * لشهر رمضان خصوصية بالقرآن ليست لباقي الشهور، قال الله تعالى: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ) - البقرة:185. فرمضان والقرآن متلازمان، إذا ذكر رمضان ذكر القرآن، وفي الصحيحين عن ابن عباس (رضي الله عنهما) قال: "كان النبي (صلى الله عليه وسلّم) أجودَ الناس، وكان أجودُ ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فَلَرَسُولُ الله حين يلقاه جبريل أجودُ بالخير من الرِّيح المرسلة". في هذا الحديث دليل على استحباب تلاوة القرآن ودراسته في رمضان، واستحباب ذلك ليلاً، فإن الليل تنقطع فيه الشواغل، وتجتمع فيه الهمم، ويتواطأ فيه القلب واللسان على التدبر كما قال تعالى: (إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً وَأَقْوَمُ قِيلاً) - المزمل:6. وقال الإمام ابن عبد الحكم رحمه الله : "كان مالك (بن أنس) إذا دخل رمضان ترك قراءة الحديث ومجالسة أهل العلم، وأقبل على تلاوة القرآن من المصحف". لذا ينبغي أن يكون لك - أخي المسلم أختي المسلمة- ورد من تلاوة القرآن، يحيا به قلبك، وتزكو به نفسك، وتخشع له جوارحك، وبذلك تستحق شفاعة القرآن يوم القيامة. قال النبي صلى الله عليه وسلّم: "الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة؛ يقول الصيام: أي رب منعته الطعام والشهوة، فشفعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفعني فيه. قال: فيشفّعان". (رواه أحمد والحاكم بسند صحيح). * * 5- شهر القيام: * كان النبي (صلى الله عليه وسلّم) يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه، فقالوا له: يارسول الله! تفعل ذلك وقد غُفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ فقال: "أفلا أكون عبداً شكورا" (متفق عليه). وقال النبي صلى الله عليه وسلّم: "من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه" (متفق عليه). فعلينا أن نحرص في هذا الشهر العظيم على القيام، والطاعة، في بيوتنا، وفي المساجد؛ وللمرأة -أيضا- أن تذهب إلى المسجد لتؤدي فيه الصلوات ومنها صلاة التراويح؛ لكن عليها ألا تصطحب معها الأطفال الذين لا يصبرون على انشغالها عنهم بالصلاة، فيؤذون بقية المصلين بالبكاء والصراخ، أو بالعبث في المصاحف وأثاث المسجد. * * 6- صيام الجوارح: * إن الصائم هو الذي صامَت جوارحه عن الآثام، فصامَت عيناه عن النظر إلى المحرمات، وصامَت أذناه عن سماع المحرمات من كذب وغيبة ونميمة وكل أنواع الباطل، وصامت يداه عن البطش المحرم، وصامت رجلاه عن المشي إلى الحرام، وصام لسانه عن الكذب والفحش وقول الزور، وبطنه عن الطعام والشراب، وفرجه عن الفسوق، فإن تكلم فبالكلام الطيب الذي لاحت فائدته وبانت ثمرته، فلا يتكلم بالكلام الفاحش البذيء الذي يجرح صيامه أو يفسده. ولا يفري كذلك في أعراض المسلمين كذباً وغيبة ونميمة وحقداً وحسداً؛ لأنه يعلم أن ذلك من أكبر الكبائر وأعظم المنكرات. ولهذا قال النبي (صلى الله عليه وسلّم): "من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس للّه حاجة أن يدع طعامه وشرابه" (رواه البخاري). وقال صلى الله عليه وسلّم: ".. وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث، ولا يصخب، فإن سابَّه أحدٌ أو قاتله فليقل: إني امرؤ صائم" (متفق عليه). * وأما من يصوم عن الطعام والشراب فقط، ويفطر على لحوم إخوانه المسلمين وأعراضهم، فإنه المعني بقوله (صلى الله عليه وسلّم): "رُبَّ صائم حظه من صيامه الجوع والعطش" (رواه أحمد وابن ماجة بسند صحيح). * * أدعية لاستقبال رمضان * اللَّهُمَّ أَعِنِّي فِي رَمَضَانَ عَلَى صِيَامِهِ وَقِيَامِهِ، وَجَنِّبْنِي فِيهِ مِنْ هَفَوَاتِهِ وَآثَامِهِ، وَارْزُقْنِي فِيهِ ذِكْرَكَ بِدَوَامِهِ؛ بِتَوْفِيقِكَ يَا هَادِيَ الْمُضِلِّينَ. * اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي فِيهِ رَحْمَةَ الأَيْتَامِ، وَإِطْعَامَ الطَّعَامِ، وَإِفْشَاءَ السَّلاَمِ، وَصُحْبَةَ الْكِرَامِ؛ بِطَوْلِكَ يَا مَلْجَأَ الآمِلِينَ. * اللَّهُمَّ اجْعَلْ لِي فِيهِ نَصِيبًا مِنْ رَحْمَتِهِ الْوَاسِعَةِ، وَاهْدِنِي فِيهِ لِبَرَاهِينِكَ السَّاطِعَةِ، وَخُذْ بِنَاصِيَتِي إِلَى مَرْضَاتِكَ الْجَامِعَةِ؛ بِمَحَبَّتِكَ يَا أَمَلَ الْمُشْتَاقِينَ. * اللَّهُمَّ اجْعَلْ صِيَامِي فِيهِ صِيَامُ الصَّائِمِينَ، وَقِيَامِي فِيهِ قِيَامُ الْقَائِمِينَ، وَنَبِّهْنِي فِيهِ عَنْ نَوْمَةِ الْغَافِلِينَ، وَهَبْ لِي جُرْمِي فِيهِ يَا إِلَهَ الْعَالَمِينَ، وَاعْفُ عَنِّي يَا عَافِيًا عَنِ الْمُجْرِمِينَ. * اللَّهُمَّ عَطِّشْنَا بِالشَّوْقِ إِلَى لِقَائِكَ، وَاسْلُكْنَا فِي سِلْكِ أوْلِيَائِكَ، وَأَعْقِبْنَا جَبْرًا لاَ يَعْقُبُهُ كَسْرٌ، وأَغْنِنَا غِنًى لَيْسَ مَعَهُ فَقْرٌ، وَخِرْ لَنَا وَاخْتَرْ لَنَا فِي كُلِّ مَا تَقْضِي مِنْ أَمْرٍ، وَاحْفَظْنَا فِي أَنْفُسِنَا وَأَهْلِينَا وَذُرِّيَّاتِنَا وَأَهْلِ مِلَّتِنَا مِنْ كُلِّ مَا يَسُوؤُنَا، وَاجْعَلْنَا فِي كُلِّ أَنْوَاعِ الطَّاعَةِ إِلَيْكَ مُقَرَّبِينَ، وَفِيمَا عِنْدَكَ رَاغِبِينَ، وإِلَى مَا أَعْدَدْتَ لأَوْلِيَائِكَ مُتَقَبِّلِينَ. * * كيف تربح الدنيا والآخرة؟؟ * عن الحسن البصري (رضي الله عنه) قال: * "يا ابنَ آدم، عملَك عملَك.. فإنما هو لحمُك ودمك، فانظر على أيِّ حال تلقى عملَك. إنَّ لأهل التقوى علامات، يعرفون بها: صدق الحديث، ووفاء بالعهد، وصلة الرحم، ورحمة الضعفاء، وقلة الفخر والخيلاء، وبذل المعروف، وقلة المباهاة للناس، وحسن الخلق، وسعة الخلق فيما يقرِّب إلى الله. * يا ابن آدم، إنك ناظر إلى عملك يوزن خيرُه وشرُّه، فلا تحقرَنَّ من الخير شيئا، وإن هو صَغُرَ، فإنَّك إذا رأيته سرَّك مكانه، ولا تحقرنَّ من الشرِّ شيئا، فإنَّك إذا رأيته ساءك مكانه.. رحم الله رجلا كسِبَ طيِّبًا وأنفق قصدا (أي أنفق باعتدال)، وقدَّم فضلا ليوم فقره وفاقته.. * هيهات، هيهات! ذهبت الدنيا بحال بالها، وبقيت الأعمال قلائد في أعناقكم.. أنتم تسوقون الناس، والساعة تسوقكم! وقد أُسْرِعَ بخياركم.. فماذا تنتظرون؟ المعاينة؟؟ فكَأَنْ قَدْ! (أي فكأنها قامت وها أنتم تعاينونها) إنه لا كتابَ بعد كتابكم، ولا نبيَّ بعد نبيكم.. * يا ابن آدم، بعْ دنياك بآخرتك تربحهما جميعا، ولا تبيعنَّ آخرتَك بدنياك فتخسرهما جميعا"! * مدرسة الدعاء * * من دعاء الأشراف * - كان من دعاء جعفر الصادق رضي الله عنه: "اللَّهُمَّ أَعِزَّنِي بِطَاعَتِكَ، وَلاَ تُخْزِنِي بِمَعْصِيَتِكَ.. اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي مُوَاسَاةَ مَنْ قَتَرْتَ عَلَيْهِ رِزْقَكَ بِمَا وَسَّعْتَ عَلَيّ مِنْ فَضْلِكَ". * قال الراوي غسّان أبو معاوية: "فحدَّثت بذلك سعيد بن سَلْم فقال: "هذا دعاء الأشراف!" * - وعن نصير بن كثير، قال: دخلتُ أنا وسفيان الثوري على جعفر بن محمد، فقلت: "إني أريد البيت الحرام فعلِّمْني شيئا أدعو به!" فقال: "إذا بلغت البيت الحرام، فضع يدك على الحائط ثم قل: "يَا سَابِقَ الْفَوْتِ، وَيَا سَامِعَ الصَّوْتِ، وَيَا كَاسِيَ العِظَامِ لَحْمًا بَعْدَ الْمَوْتِ" ثم ادعُ بما شئت!.. فقال له سفيان شيئا لم أفهمه، فقال له: "يا سفيان، إذا جاءك ما تحبُّ فأكثر من الحمد، وإذا جاءك ما تكره، فأكثر من لا حول ولا قوة إلا بالله، وإذا استبطأت الرزق فأكثر من الاستغفار". * * خاص للمحسنين في رمضان * * قال أديب سوريا الكبير العلامة الشيخ علي الطنطاوي - رحمه الله-: * "لا تحسبوا أن الذي تعطونه يذهب هدرا، إنَّ الله يخلفه في الدنيا قبل الآخرة.. وأنا لا أحبّ أن أسوق لكم الأمثلة، فكل واحد منكم يحفظ مما رأى أو سمع كثيرا منها. إنما أسوق لكم مثالا واحدا: * فضيلة الشيخ سليم المسوتي (رحمه الله)، وقد كان شيخ أبي، وكان على فقره لا يردُّ سائلا قط.. ولطالما لبس الجبَّة فلقيَ بردان يرتجف، فنزعها فدفعها إليه وعاد إلى البيت بالإزار! وطالما أخذ السفرة من أمام عياله فأعطاها السائل. * كان يوما في رمضان، وقد وضعت المائدة انتظارا لمدفع الفطور.. فجاء سائل يُقْسِم أنَّه وعياله بلا طعام، فابتغى الشيخ غفلة من امرأته وفتح له فأعطاه الطعام كله!! فلمَّا رأت امرأته ذلك وَلْوَلَتْ عليه وصاحت.. وأقسمت ألا تقعد عنده، وهو ساكت. فلم تمرَّ نصف ساعة، حتى قرع الباب، وجاء من يحمل الأطباق فيها ألوان الطعام والحلوى والفاكهة، فسألوا: ما الخبر؟ وإذا الخبر أن "سعيد باشا شموين" كان قد دعا بعض الكبار إلى الإفطار، فاعتذروا؛ فغضب، وحلف ألا يأكل من الطعام.. وأمر بحمله كله إلى دار الشيخ سليم المسوتي!! فقال الشيخ: "أرأيت يا امرأة؟؟!". * أطيب رائحة في الجنَّة * قال الإمام مكحول الشامي: "يُرَوَّحُ أهل الجنة برائحة، فيقولون: "ربنا، ما وجدنا ريحا منذ دخلنا الجنة أطيب من هذا الريح!" فيقال لهم: "هذه رائحة أفواه الصُّوَّام!". * قال الإمام ابن رجب: "وقد تفوح رائحة الصيام في الدنيا وتستنشق قبل الآخرة.. كان عبد الله بن غالب من العباد المجتهدين في الصلاة والصيام، فلما دُفِنَ كان يفوح من تراب قبره رائحة المسك. فرؤِيَ في المنام، فسئل عن تلك الرائحة التي توجد من قبره، فقال: "تلك رائحة التلاوة والظمأ"!.. * 20 مفتاحاً للجنة * في رمضان المبارك تفتح أبواب الجنة، وتهب نفحات عطرة، يتعرض لها من أحب من عباد الله المؤمنين، الراغبين في التجارة مع الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أُدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ. تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ. يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبِكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ. وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ). * وهذه بعض مفاتيح الجنة، نعرّف بها من أراد تزكية نفسه وتهذيب سلوكه وإرضاء ربه: * * 1- أكثر من النيات الحسنة في الطاعة الواحدة وتدرَّب على ذلك خلال هذا الشهر. * مثال عملي: الجلوس في المسجد بحدّ ذاته عبادة، فتستطيع أن تنوي البعد عن المعاصي أو تنوي ذكر الله أو الاعتكاف... إلخ. فتجمع عدة نيات، وعدة طاعات في عبادة واحدة؛ فيكتب لك الله بكل طاعة أجرا. * 2- اغتنم الوقت الواحد في أكثر من عبادة، فهي دليلك على حفظ الأوقات والأعمار في طاعة الرحمن. * مثال عملي: ذهاب المسلم إلى عمله ووظيفته بحدّ ذاته عبادة يُؤجَر عليها "إذا نوى بذلك التقرّب إلى الله بإعفاف نفسه وعياله عن السؤال" فيستطيع أن يستفيد من الوقت في قيامه بعبادة أخرى كذكر الله أو الاستماع إلى القرآن الكريم. * 3- أكثر من قول "لا إله إلا الله" طوال اليوم فهو أفضل الذكر. * 4- امكث في المسجد بعد صلاة الصبح إلى أن تطلع الشمس ما استطعت إلى ذلك سبيلاً. * 5- صلِّ ركعتين بعد كل وضوء، فهما توجبان لك الجنة بإذن الله. * 6- تصدق ولو بمبلغ بسيط في كل يوم. * 7- أكثر من قول "سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم" فهي خفيفة على اللسان وحبيبة إلى الرحمن وثقيلة في الميزان. * 8- فطّر صائماً ولك مثل أجره وخاصة ذا الرحم. * 9- حافظ على صلاة الجماعة في المسجد، ثم اسأل نفسك سؤالاً: كيف أستعد لصلاة الجماعة؟ * 10- قل "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" مائة مرة. النتيجة في الدنيا والآخرة: عدل عشر رقاب، وتكتب لك مائة حسنة، وتمحى عنك مائة سيئة، وتكون لك حرزاً من الشيطان في يومك ذلك حتى تمسي، ولم يأت أحد مثلك بأفضل مما جئت به. * 11- احرص على أداء صلاة التراويح في المسجد، وقم مع الإمام من بداية الصلاة حتى نهايتها؛ لتنال أجر قيام ليلة. * 12- أربع كلمات لا تغفل عنها طوال شهر رمضان "سبحان الله والحمد لله، ولا إله إلا الله والله أكبر" فهي أحب الكلام إلى الله. * 13- أكثر من الصلاة والسلام على معلّم الناس الخير سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم؛ في جميع الأوقات والأحوال. * 14- احرص على التأدب بآداب الصيام وعرِّف بها من حولك ولك أجر الدلالة. * 15- أدخل السرور على من حولك ولو بكلمة طيبة. * 16- أكثر من الاستغفار لك وللمؤمنين، فلك بكل مسلم ومسلمة حسنة. * 17- احرص على الدعاء لإخوانك بظهر الغيب. * 18- قم بزيارة إلى الجمعيات الخيرية خلال هذا الشهر، فزيارتها تدفع إلى حب الخير وأهله؛ وإن استطعت أن تشارك في مشروع إفطار الصائم بحيّك، فتقدّم بيديك الإفطار للمحتاجين أو تساعد في تحضير الإفطار لهم.. فستقاسم من يفطر الصائم الأجر بإذن الله. * 19- أرسل آية كريمة أو حديثاً نبوياً أو دعاء، أو ذكرا لصديقك أو أحد معارفك لتشارك في أجر الدعوة إلى الله، والأمر بالمعروف، والتواصي بالحق؛ من خلال البريد الإلكتروني أو عبر الرسائل القصيرة. * 20- قل في اليوم الواحد "سبحان الله وبحمده" مئة مرة. * حين يبكي الكبار!! * - كان أبو حفص الصيرفي (رحمه الله) يحدّث، وهو ويبكي، عن عمر بن ذر (رضي الله عنه) أنه كان يقول: * "اللهم إنا قد أطعناك في أحبِّ الأشياء إليك أن تطاع فيه: في الإيمان بك، والإقرار لك؛ ولم نعصك في أبغض الأشياء أن تعصى فيه: في الكفر والجحود بك. اللهم فاغفر لنا ما بينهما.. وقد قلتَ: (وَأَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لاَ يَبْعَثُ اللهُ مَنْ يَّمُوتُ) ونحن نقسم بالله جهد أيماننا ليبعثنَّ الله من يموت.. أفَتُرَاكَ تَجْمَعُ بَيْنَ أهل القَسَمَيْنِ فِي دار واحدة"؟!! * واشتدَّ بكاء أبي حفص! * 3 خطوات عملية * لتحافظي على أوقاتك في رمضان * على المرأة أن تستثمر أوقات هذا الشهر العظيم فيما يجلب لها الفوز والسعادة يومَ القيامة، وأن تغتنم أيامَه ولياليه فيما يقرِّبها من الجنة ويباعدها عن النار، وذلك بطاعة الله تعالى والبعد عن معاصيه، ولكي تكون المرأة صائنة لأوقاتها في هذا الشهر الكريم نقترح عليها ما يلي: * 1 عدم الخروج من البيت إلا لضرورة، أو لطاعة للّه محققة، أو حاجة لابدَّ منها. فإن كانت المرأة من العاملات، فلتحاول عدم تضييع الوقت، ولتتوجه بعد الدوام إلى بيتها مباشرة. * 2 تجنّب ارتياد الأسواق وبخاصة في العشر الأواخر من رمضان، ويمكن شراء ملابس العيد قبل العشر الأواخر أو قبل رمضان. * 3 تجنب الزيارات التي ليس لها سبب، وإن كان لها سبب كزيارة مريض فينبغي عدم الإطالة. * من مشكاة النبوة * هذه بعض روائع أقوال سليل بيت النبوّة الإمام الجليل جعفر بن محمد الصادق (رضي الله عنه): * - الصَّلاة قربان كل تقيٍّ، والحجُّ جهاد كل ضعيف، وزكاةُ البدن الصيام، والداعي بلا عمل كالرامي بلا وتر؛ فاستنزلوا الرزق بالصدقة، وحصِّنوا أموالكم بالزكاة. وما عال من اقتصد، والتقدير نصف العيش، والتودد نصف العقل، وقلة العيال أحد اليسارين، ومن أحزن والديه فقد عقَّهما، ومن ضرب بيده على فخذه عند مصيبة فقد حبط أجره، والصنيعة لا تكون صنيعة إلا عند ذي حسب أو دين. * - إن الله مُنْزِلٌ الصَّبرَ على قدر المصيبة، ومنزل الرزق على قدر المؤنة، ومن قدّر معيشته رزقه الله، ومن بذر معيشته حرمه الله. * - يبنى الإنسان على خصال، فمهما بنِيَ عليه فإنه لا يبنى على الخيانة والكذب. * - الفقهاء أُمَنَاء الرسل، فإذا رأيتم الفقهاء قد ركَنوا إلى السلاطين فاتّهموهم. * - لا زادَ أفضل من التقوى، ولا شيء أحسن من الصمت، ولا عدوَّ أضر من الجهل، ولا داء أدوا من الكذب. * - إياكم والخصومة في الدين.. فإنها تشغل القلب، وتورث النفاق. * * كيف نستقبل رمضان؟! * 1- بالمبادرة إلى التوبة الصادقة كما قال سبحانه: (وَتُوبُوا إِلَى اللهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) - النور:31. * 2- بالتخلُّص من جميع المنكرات من كذب وغيبة ونميمة وفحش وتبرُّج... وغير ذلك. * 3- بعقد العزم الصادق والهمّة العالية على تعمير رمضان بالأعمال الصالحة، وعدم تضييع أوقاته الشريفة فيما لا يفيد. * 4- بكثرة الذكر والدعاء والاستغفار وتلاوة القرآن. * 5- بالمحافظة على الصلوات الخمس في أوقاتها، وتأديتها بتؤدّة وطمأنينة وخشوع. * 6- بالمحافظة على النوافل بعد إتيان الفرائض. * رمضان... قبل أكثر من نصف قرن * في الصحافة الجزائرية! * * لن يستطيع كرّ الزمان و"اختلاف النهار والليل" أن يمحوَ وهج الكلمة المشرقة، أو أن يعفِّيَ الأقلام المتألقة.. وفي هذه الصفحة، نختار لكم صحائف، ومقالات وأخبار من الجرائد والمجلات الجزائرية القديمة.. ونعلّق على بعضها إن اقتضى السياق ذلك... والطريف في الأمر، أن هموم ومشاغل جزائريّ العشرينيات أو الثلاثينيات من القرن الميلادي المنصرم، لم تختلف كثيرا (إلا في بعض التفصيلات الشكلية) عن هموم جزائريي 2010! * نترككم مع المختارات! * * غرة رمضان في 1946 * وحدة مغاربية مفقودة في أيامنا * * الخبر:حوادث داخلية * صادف أول رمضان هذا العام يوم الإثنين التاسع والعشرين يولية 1946، وكان ثبوته عاما في كافة الشمال الإفريقي، فالحمد لله على نعمة الاتحاد. ونسأل الله أن يعيننا على أداء حقه ويجزل لنا به المثوبة. * النجاح: عدد 3435 (الأربعاء 3 رمضان 1365/ 31جويلية 1946) * تعليق: * الظاهر أن في سنة 1946، كان الشمال الإفريقي أقرب إلى الاتحاد من يومنا هذا!! نسأل الله أن يعيننا على أداء حق رمضان وأن يجزل لنا به المثوبة. * شهر الصوم * * لَقَدْ لاَحَ شَهْرُ الصَّوْمِ بِاليُمْنِ طَالِعًا * فَأَرْجَاؤُنَا مُزْدَانَةٌ بِطُلُوعِهِ * تَذَكَّرْ بِهِ الْقُرْآنَ يَنْزِلُ نَافِثًا * بِهِ الرُّوحَ فِي قَلْبِ الرَّسُولِ وَرُوعِهِ * فَقُمْ فَاغْتَنِمُهُ لِلإِنَابَةِ فُرْصَ * فَقَدْ تُخْتَمُ الأَنْفَاسُ قَبْلَ رُجُوعِهِ * (محمد العيد) * البصائر: السنة الأولى عدد 44 (الجمعة5 رمضان 1355 / 20 نفامبر 1936) * * * أسئلة في الدين * السؤال: متى فُرِضَ الصيام؟. * الجواب: فرض الله على الناس في أول الأمر صيام يوم عاشوراء، ثم نسخ صيام يوم عاشوراء بصيام رمضان بعد نزول الآية الكريمة: "شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ". * وكان فرضه في السنة الثانية من الهجرة لليلتين خلتا من شهر شعبان، وهي السنة التي وقعت فيها غزوة بدر الكبرى، وقد صام النبي صلى الله عليه وسلم تسع رمضانات كاملة. * * السؤال: ما هو حكم من ترك صيام رمضان من غير عذر؟. * الجواب: تارك صيام رمضان له حالتان: * أحدهما: من تركه كسلا من غير إنكار له، فهو من جملة المسلمين وليس بكافر، والإفطار في نهار رمضان عمدا من غير عذر شرعي من أشد المحرمات. * قال الحافظ الذهبي رحمه الله: "وعند المؤمنين مقرر أن من ترك صوم رمضان من غير عذر أنه شرّ من الزاني ومدمن الخمر، بل يشكّون في إسلامه ويظنّون به الزندقة والانحلال". * والمشهور أن من امتنع من صوم رمضان مع إقراره بوجوبه يقتل حدا، ويغسل ويصلى عليه ويدفن في مقابر المسلمين كحكم من امتنع من أداء الصلاة. * وذهب القاضي عياض رحمه الله إلى أنه لا يقتل، بل يأمره الحاكم أو نائبه بالصيام، فإن لم يفعل يحبسه ويمنع عنه الطعام والشراب طول النهار. * ومما يستدل به للقول المشهور الحديث الوارد عند أبي يعلى في مسنده عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "عُرَى الإِسْلاَمِ وَقَوَاعِدُ الدِّينِ ثَلاَثَةٌ، عَلَيهِنَّ أُسِّسَ الإِسْلاَمُ، مَنْ تَرَكَ وَاحِدَةً مِنْهُنَّ فَهُوَ كَافِرٌ حَلاَلُ الدَّمِ: شَهَادَةُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّه، وَالصَّلاَةُ المَكْتُوبَةُ، وَصَوْمُ رَمَضَانَ". * والحديث بعمومه يشمل كل من ترك الصيام، ولا يستثنى منهم إلا أصحاب الأعذار الذين وردت النصوص بإباحة الفطر لهم، لكن يستشكل على هذا الاستدلال قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث: "فَهُوَ كَافِرٌ"، فيتعيّن حمله على من تركه جحودا وإنكارا لا على من تركه تكاسلا وتفريطا. * والثاني: من تركه إنكارا له وجحودا لوجوبه، فهو كافر مرتد، يستتاب ثلاثة أيام، فإن تاب قبلت توبته وكان من المسلمين، وإن أصرّ على الترك والجحود قتل كفرا، وماله فَيْءٌ لبيت مال المسلمين، ولا يغسل ولا يصلى عليه ولا يدفن في مقابر المسلمين لأنه من الكافرين، ككل من جحد معلوما من الدين بالضرورة، لقوله عزّ وجلّ: "وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ" سورة البقرة:217. * ولما رواه البخاري عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "مَنْ بَدَّلَ دِيْنَهُ فَاقْتُلُوهُ". * * السؤال: ما هو حكم من يصوم رمضان ولا يصلي؟. * الجواب: الواجب على المسلم أن يؤدي جميع ما فرضه الله عليه من العبادات، ومن الفجور والعصيان أن يترك فرضا منها أو أكثر لأنه يكون قد هدم قواعد الدين. * والصحيح أن من ترك الصلاة تكاسلا وتهاونا مع إيمانه بوجوبها وإقراره بفرضيتها مسلم عاص وليس بكافر، وهو فاسق لتركها ومرتكب لكبيرة من كبائر الذنوب. * وينبغي التنبيه على أن الله تعالى فرض هذه الفرائض وجعل لكل فرض منها ثوابه ولكل عقابه، فمن صام ولم يصل كان عليه إثم ترك الصلاة وبرئت ذِمَّته من الصوم، ولا مانع إن عذّبه الله على ترك الصلاة أن يسقط عنه عذاب الصيام أو يخفف عنه. * وإذا اعتبرنا تارك الصلاة تكاسلا مسلما وهو الراجح، فإن صيامه صحيح لا يبطل مادام محافظا على أركان الصيام، أما مسألة القبول فأمرها إلى الله عزّ وجلّ، والغالب على الظن أن يُحْرَمَ القبول حتى يتوب لقوله تعالى: "إنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ" المائدة:27. * والذي يصوم ولا يصلي ليس له من صومه إلا الجوع والعطش، ولا ينال بركة رمضان وفضله ولا تغفر ذنوبه، لما ورد في الحديث عند البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالعَمَلَ بِهِ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ"، وترك الصلاة أعظم إثما من شهادة الزور. * ولأن النبي صلى الله عليه وسلم اشترط لمغفرة الذنوب للصائم في رمضان اجتناب الكبائر، فقد روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: "الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ، وَالْجُمُعَةُ إِلَى الْجُمُعَةِ، وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ، مُكَفِّرَاتٌ مَا بَيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الْكَبَائِرَ"، وترك الصلاة من أعظم الكبائر. * ومن الخطأ ما نسمعه من بعض الناس الذين يقولون لتارك الصلاة: صومك باطل ولا يصح، فيدفعونهم بهذا القول إلى الإفطار وانتهاك حرمة رمضان مع ما هم عليه من معصية ترك الصلاة، ولا ينبغي أن نعين الشيطان عليهم أو نسد باب التوبة في وجوههم، وواجبنا تجاههم أن ننصحهم ونذكِّرهم ونأخذ بأيديهم إلى طريق الهداية، وأن نعينهم على أنفسهم ليعودوا إلى رحاب الإيمان وجادة الصواب، ولنقتدي في ذلك بالنبي عليه الصلاة والسلام، فقد روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "أُتِىَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِرَجُلٍ قَدْ شَرِبَ قَالَ: اضْرِبُوهُ، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَمِنَّا الضَّارِبُ بِيَدِهِ، وَالضَّارِبُ بِنَعْلِهِ، وَالضَّارِبُ بِثَوْبِهِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ: أَخْزَاكَ اللَّهُ، قَالَ صلى الله عليه وسلم: لاَ تَقُولُوا هَكَذَا، لاَ تُعِينُوا عَلَيْهِ الشَّيْطَانَ".