يكشف الدكتور لحسن بوزيدي، في كتابه الأخير ''عقب اللّيل وثورة داخل الثورة''، عن تورّط مجموعة وجدة، المتمثلة في كل من محمد بوضياف، هواري بومدين وبوصوف، في اغتيال الشهيد محند لحسن بوزيدي، المعروف تاريخيا ب''سي المختار عقب الليل''. يستعرض كتاب ''عقب الليل وثورة داخل الثورة''، لمؤلفه الدكتور لحسن بوزيدي، الصادر مؤخرا عن دار الغرب للنشر والتوزيع، تفاصيل مثيرة، تكشف لأول مرة عن الغموض الذي اكتنف عملية اغتيال الشهيد البطل محند لحسن بوزيدي، المعروف تاريخيا ب''سي المختار عقب الليل''، من طرف قيادة الثورة بوجدة المغربية آنذاك. وقدّم الكاتب، وهو أستاذ فلسفة بجامعة تلمسان ونجل الشهيد سي المختار، حيثيات المحاكمة الصورية التي أفضت إلى تصفية أحد قيادات الولاية التاريخية الخامسة، التي أشرف عليها كل من محمد بوضياف، هواري بومدين وبوصوف، ووصفهم بالإرهابيين المجرمين. وجاء في الكتاب أن محمد بوضياف استدرج الشهيد ''عقب اللّيل''، وطلب منه مغادرة الجزائر والتوجه إلى وجدة لحضور اجتماع هام، وهذا ما يبيّنه مقطع من الكتاب: ''.. لعل الأمر المثير للتساؤل.. موقف بوضياف ورد فعله تجاه هذه القضية.. فبدل أن يكون ملتزما بالصدق والأمانة في معالجته لأسباب هذه الصراعات والخلافات، انساق منذ الوهلة الأولى وراء ذاتيته المتطرفة''. كما يقدم الكاتب نقلا عن شهود عيان من مجاهدين حضروا المحاكمة، تفاصيل مثيرة للنقاش الذي دار بين الشهيد ومجموعة وجدة، التي اتهمته بالتمرد على قراراتها، ووصفه لبوصوف ب''الكلب الأعمى''. وقال لحسن بوزيدي، في تصريح ل''الخبر''، إن كتابه جاء نتيجة أبحاث مطوّلة، أوصلته إلى نتائج قد تصدم القارئ، وقدّم مثالا ''إن الرئيس الراحل هواري بومدين لم يشارك في أي معركة أو اشتباك مع قوات الاستعمار''، معتبرا أن هذا الأخير كان دخيلا على قيادة الثورة، وارتقى بصورة مذهلة بتواطؤ من بوصوف، وأن عديد الإطارات المثقفة التي التحقت بالثورة من مدينة تلمسان، تم اغتيالها وتصفيتها من طرف مجموعة وجدة. وذكر المؤلف رسالة وردت إلى الشهيد ''عقب الليل'' من بوصوف، يطلب فيها تصفية العقيد الشهيد دغين لطفي، مباشرة بعد التحاقه بالثورة، إلا أنه تريث في ذلك وأحجم عنه، مضيفا أن تاريخ الثورة تشوبه مغالطات كبيرة، وقد حان الوقت لإماطة اللثام عنها. وتساءل بوزيدي في مؤلفه: هل يعقل أن يضع بوصوف وثائق غاية في السرّية والأهمية ببنك إيطالي؟ مثلما صرّح له هو بذلك سنة 1979 أياما قبل وفاته، وما مصدر ثروته، إن لم يكن قد تصرّف في أموال الثورة؟ ولصالح من كان يعد دراسة استخباراتية، عن واقع المجتمع الجزائري سنة 1978 وهي سنة رحيل هواري بومدين؟ وعن وصفه للقيادات التي نفذت حكم الاغتيال في حق الشهيد سي المختار بالإرهابيين، قال إنهم رفضوا تلبية رغبة الشهيد بالموت والدّفن داخل تراب الجزائر، بل شنقوه رفقة تلميذه عبد الرزاق بختي، ورموا بجثتيهما على الحدود الجزائرية المغربية، بعد التنكيل والتشويه، فعثر عليهما ودفنهما أحد المواطنين المغربيين، إلى غاية سنة ,1985 أين أمر الرئيس السابق الشاذلي بن جديد بنقل رفاتهما إلى مقبرة العاليةبالجزائر العاصمة.